تسببت الصفحات التي نشرت إجابات امتحانات الثانوية العامة بمصر العام الماضي في إلغاء عدد من الامتحانات وتأجيل عدد منها عن موعده؛ ما دفع وزارة التربية والتعليم لاستحداث نظام جديد لامتحانات الثانوية العامة؛ وهو ما يُعرف باسم “البوكليت”.
ونظام “البوكليت” يجمع الأسئلة والأماكن المخصصة للإجابة بكراسة واحدة يتسلمها الطالب مُغلّفة.
وبالتزامن مع بدء امتحانات الثانوية العامة الأحد 4 يونيو/حزيران 2017، انتشرت عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تزعم كل منها أن لديها نماذج من إجابات الامتحانات.
وأنشأ القائمون على تلك الصفحات مجموعات على واتساب لمن يريد من طلاب الثانوية العامة الدخول إليها، ويطلبون من كل طالب تحويل مبلغ مالي لأرقام القائمين على تلك المجموعات للحصول على نماذج الإجابات.
وقد نشرت صفحة “هولاكو بيغشش ثانوية عامة” نماذج لإجابات قالوا إنها لامتحان اللغة الإنكليزية في الثالثة من فجر يوم الامتحان 8 يونيو/حزيران الجاري، مؤكدين أنه في حال لم تكن الإجابات مطابقة للامتحان الأصلي فسيتم رد المبالغ المالية للطلاب على أرقام هواتفهم الجوالة.
وبعد انتهاء الوقت المخصص للامتحان، نشرت الصفحة ذاتها على فيسبوك “سكرين شوت” من محادثات على واتساب، قالت إنها لطلاب يشكرونهم على صحة نماذج الإجابات التي أرسلوها لهم.
أيضاً أنشأت صفحة “شاومنج بيغشش ثانوية عامة” والتي ذاع صيتها العام الماضي، صفحة “الامتحان على واتساب” على فيسبوك اشترك فيها أكثر من 160 ألف شخص ولاقت تفاعلاً كبيراً بين الطلاب.
وأكدت تعليقات الطلاب على الصفحة أنهم يدخلون المجموعة الخاصة بتسريب امتحان كل مادة بعد إرسال كارت شحن بمبالغ مالية لا تقل عن 50 جنيهاُ للقائمين على المجموعة، إلا أنهم لا ينشرون تسريب الامتحان على فيسبوك ويكتفون بإرسالها للمشتركين على مجموعة واتساب.
إلا أنه بمقارنة نماذج الامتحانات التي نُشرت على تلك الصفحات بما جاء فعلياً بالامتحان، وُجد أنه يتباين بشكل كبير، فقد نفى عدد من الطلاب تحدث إليهم موقع “هاف بوست” أن تكون نماذج الامتحانات التي نشرتها الصفحات مطابقة للامتحان الأصلي، وذلك فضلاً عن انتشار نماذج مختلفة للامتحان على الصفحات.
إذ أكدت ياسمين عماد، طالبة بالثانوية العامة، أن صفحات تسريب الامتحانات تنشر الامتحان بعد نصف ساعة من بدء اللجنة بخلاف العام الماضي؛ إذ كانت تلك الصفحات تنشر الامتحانات قبل بدء اللجان.
وأكدت أنه لا يوجد تسريب للامتحان قبل بدء اللجان، وأن ما يُنشر لا يتعدى كونه اجتهادات أو نماذج للامتحان أعدها مستشارو كل مادة.
وأشارت ياسمين إلى أنه في حال نجاح أحد الطلاب في دخول اللجنة بهاتفه الجوال، يقوم بتصوير الامتحان وتسريبه إلى تلك الصفحات، والتي بدورها تنشر الإجابات فور حلها.
وتابعت: “يقوم عدد من الطلاب داخل اللجان بالدخول إلى تلك الصفحات ونقل الإجابات منها؛ لا سيما أن عدداً من اللجان تكون مشددة بينما يُترك العنان للطلاب في بعض اللجان الأخرى”.
“فزلكة” بامتحان اللغة الإنكليزية
كما وُصفت بعض الأسئلة بامتحان اللغة الإنكليزية بـ”أسئلة الفزلكة” وأثارت حالة من الاستياء بين الطلاب؛ الذين وصفوا الامتحان بالصعب وانتشرت صور لعدد من أولياء الأمور والطلاب وهم يبكون وبعضهم في حالة إغماء أمام اللجان بعد انتهاء الامتحان.
ومن الأسئلة التي أثارت جدلاً سؤال خاص بـ”القطعة”، نص على أن “20 عيناً نظرت للكتاب عندما وقع.. فكم شخصاً كان يقف ورأى الكتاب وهو يقع؟”.
وكان هناك سؤال آخر أثار جدلاً وحالة من الاستياء؛ ففي أسئلة الاختياري (اختر من بين الأقواس) نص سؤال على “وقعت نظارات الطالب منه في المدرسة.. فهل يتمنى الطالب أن يجد زملاؤه النظارات ويعطوها له أو يتمنى ألا يجدوها حتى لا يأخذها أحد؟”.
الأمر ذاته اشتكى منه عدد من طلاب الثانوية العامة، مع امتحان اللغة الفرنسية الذي أدوه الثلاثاء 6 يونيو/حزيران الجاري، فأكدت شكواهم أن الامتحان كان غامضاً تحمل أسئلته أكثر من معنى وتحتمل أكثر من إجابة وأن به أجزاء خاطئة؛ وهو ما نفاه رئيس امتحانات الثانوية العامة، رضا حجازي، والذي أكد أن الامتحان به جزئية صعبة، ولكنه خالٍ من الأخطاء.
وأشارت رواء أحمد، طالبة بالمرحلة الثانوية، إلى أن امتحان اللغة الإنكليزية كان صعباً ولم يتوقعه أحد من الطلاب أو مدرسي المادة، فضلاً عن غموض امتحان اللغة الفرنسية.
وعن الصفحات التي تنشر نماذج الإجابات على فيسبوك وواتساب، أكدت رواء أنها تتابع من كثب تلك الصفحات ليلة الامتحان إلا أنها لا تتعدى كونها توقعات ولم يأتِ أي منها في الامتحانات الثلاثة التي أدتها.
الوزارة: كله تمام
من جانبه، علق رئيس قطاع التعليم العالي ورئيس امتحانات الثانوية العامة، رضا حجازي، على سير الامتحانات بقوله: “كله تمام”، نافياً في تصريحات نشرتها له صحيفة “المصري اليوم” تسريب امتحان اللغة العربية.
فيما تحدثت تقارير صحفية عن تسريب طالب بمدينة العريش في شمال سيناء امتحان اللغة العربية بعد أكثر من ساعة من بدء اللجنة، وأن تحقيقاً جرى مع الطالب عن الحادث.
هاف بوست