الحبُّ يقتل أحياناً والموسيقى أيضاً.. أغرب وفيَّاتٍ غير متوقَّعة في التاريخ

لا يوجد في التاريخ ما يسمى بحالات وفاة لائقة أو مشرفة، إلا أنّ هناك حالات أخرى يعج التاريخ بها؛ غريبة الأسباب، وغير متوقعة؛ وفيها فقد العديد من المشاهير حياتهم بسبب غريب.

هذه مجموعة من أبرز الشخصيات التاريخية التي كان سبب وفاتها غير متوقع بحسب الموقع الفرنسي Hitek.fr.

جان باتيست لولي

عمل لولي مؤلفاً موسيقياً في بلاط الملك الفرنسي لويس الرابع عشر، وخلال العام 1687 مرض الملك، فقرر لولي أن يعزف له لحن “الثناء الملائكي” ليحتفل بشفائه.

لكن مع الأسف، لم تتناغم الألحان بالشكل الذي أراده ذلك الموسيقي؛ لأن فرقته لم تُجد العزف على نفس الإيقاع. لذلك، غضب لولي كثيراً، وبطريقة عرضية أصاب إصبع قدمه بعصا المايسترو، التي كانت عبارة عن عصا ثقيلة مجهزة برمانة حديدية.

وبعد مدة تعفن الجرح، فعرض عليه الطبيب بتر إصبع قدمه خوفاً من إصابة المؤلف الموسيقي بالغرغرينا، لكنه رفض، بحجة أنه لن يقدر على الرقص بعد ذلك.

وللأسف، توفي لولي يوم 22 مارس/آذار العام 1687، بعد أن انتشرت الغرغرينا في كامل جسمه.

كليمنت فالانديغام

كان كليمنت فالانديغام محامياً معروفاً في الولايات المتحدة، وخلال إحدى مرافعاته، أراد إثبات براءة موكله من تهمة القتل أثناء تبادل لإطلاق النار، فقام بإعادة تمثيل الحادثة بطريقة تحاكي الواقع، مستخدماً مسدساً وجهه نحو جسده، ظاناً بأن السلاح لم يكن ملقماً، لكن ظنه كان في غير محله فمات، والجدير بالذكر أن موكله قد حكم عليه بالبراءة بعد ذلك.

أتيلا الهوني

كان أتيلا أكثر قادة زمانه العسكريين هيبة، كما زعزع جيشه الرهيب أسوار الإمبراطورية الرومانية.

ومن خلال هذه الصفات، يخيل إلينا أن أتيلا الهوني قد مات ميتة بطولية في ساحات المعارك، لكن في حقيقة الأمر، فقد توفي ذلك القائد العسكري بسبب الرعاف (سيلان الدم من الأنف) العام 453.

ذكر في كتب التاريخ أن أتيلا تزوج من جرمانا الديكو، وقد شرب خلال حفل زفافه الكثير من النبيذ، بعد ذلك، اصطحب عروسه إلى غرفة النوم. ومع حلول الصباح، استيقظت الزوجة لتجد زوجها غارقاً في دمائه، مع غياب أية جروح أو كدمات، أو حتى قارورة سم.

وبعد مدة وجيزة، أكدت الأرملة أن أتيلا نام مباشرة تلك الليلة، ثم استيقظ مع منتصف الليل ليتقيأ دماً، وهناك مؤشرات تدل على احتمالية وفاة أتيلا نتيجة حساسية في أنفه، مصحوبة بخروج كمية كبيرة من الدماء.

هاري هوديني

في العام 1926، اعتاد أستاذ الخدع البصرية، هاري هوديني، قبل العرض أن يطلب من أحد جماهيره أن يسدد له لكمات نحو بطنه ليثبت للحضور أنه لا يغش. وفي أحد العروض، طلب هوديني من متفرج، يدعى جوسلين غوردون ويتهاد، وهو طالب في جامعة مونتريال، أن يلكمه في بطنه.

فسدد له الطالب عدة ضربات متكررة، مما سبب له تمزقاً في أمعائه، وتوفي هوديني، بعد ذلك، نتيجة إصابته بالتهاب الصّفاق.

بيروس الإبيري

بيروس الإبيري هو ابن شقيق الإسكندر المقدوني، وكان يعرف بعدائه الشديد لروما، وهو كذلك صاحب مقولة “النصر البيروسي”، أي النصر الذي يكلف غالياً.

وقصة وفاته تتلخص في أنه قرر في أحد الأيام غزو اليونان، ومواجهة أنتيغونوس الثاني، لكنه سرعان ما قرر الانسحاب من المعركة والهرب.

ولحظة هروبه، ألقت عليه امرأة من شرفة منزلها قطعة حجرية، تسببت في إسقاط بيروس الإبيري من على جواده، وهو ما لاحظه أعداؤه، فانقضوا عليه قبل أن يقطعوا رأسه.

هنري الثالث ملك فرنسا

يؤمن الفرنسيون بأن هنري الثالث رجل ذكي ومقاتل محنك، ويعتبر هنري الثالث النجل الثالث لهنري الثاني وكاترين دي ميديشي.

وللتذكير، فإن هنري الثالث توفي وهو ما زال يتربع على عرش فرنسا.

ففي الأول من أغسطس/آب العام 1589، كان هنري الثالث ينتظر قدوم كل من النائب العام وقسيس من الدومينكان، قدم الرجلان، فاستقبلهما هنري الثالث في الغرفة الملكية.

وهناك، قدم له النائب العام عدداً هائلاً من الرسائل، ولم يكد هنري الثالث يفتحها ليقرأها، حتى تفاجأ بانقضاض القسيس عليه وطعنه بسكين في بطنه.

تنبه الحراس للواقعة فأردوا القسيس قتيلاً، إلا أن هنري الثالث فارق الحياة في تلك الليلة، بعد إصابته بحمى شديدة ناتجة عن الجرح البليغ الذي أصابه به القسيس.

الأب فرانسوا بريفو

يعتبر أنطوان فرانسوا بريفو، المعروف باسم “الأب بريفو”، أحد رموز عصر التنوير في أوروبا، وخلال العام 1763، تحديداً لحظة عودته إلى منزله، أحس الأب بريفو بتوعك حاد نتيجة إصابته بالتهاب القولون التقرحي.

وفي صبيحة اليوم التالي، عثر على جثة الأب بريفو، وقد خمن الأطباء بسرعة سبب وفاته، وعلى إثر ذلك، حُمل الأب بريفو إلى الطبيب الشرعي ليضعه على طاولته، وإذ بالرجل يفتح عينيه، لكن الطبيب الشرعي كان قد بدأ عملية تشريحه، شاقاً جسده ابتداء من الصدر.

عند ذلك، حاول الطبيب تقطيب الجرح، لكن الأوان كان قد فات على ذلك، وفشلت محاولات إنعاشه.

فتوفي الأب بريفو نتيجة تعرضه لضربات مشرط الطبيب الشرعي الحادة.

ويليام هنري هاريسون

بعد مسيرة عسكرية طويلة قضاها في ولاية أوهايو الأميركية، أصبح ويليام هنري هاريسون، العام 1840، الرئيس التاسع للولايات المتحدة، وعمره حينئذ 68 عاماً.

ولم يلبث في هذا المنصب سوى 30 يوماً و12 ساعة و30 دقيقة، أما السبب، فيتمثل في أنه في الرابع من مارس/آذار العام 1841، وهو تاريخ تنصيبه بصفة رسمية، ألقى هاريسون خطاباً بهذه المناسبة، استمر لساعة ونصف، تحت قطرات الأمطار الثلجية؛ فأصيب الرئيس بعدها بنزلة برد، تدهورت على إثرها صحته، حتى أصيب بالتهاب رئوي وأمراض متعددة أخرى؛ كمرض ذات الجنب، واليرقان وتسمم الدم.

وتوفي الرئيس الأميركي يوم 4 أبريل/نيسان العام 1841، وتجدر الإشارة إلى أن فترة ولاية ويليام هنري هاريسون هي الأقصر في تاريخ الولايات المتحدة.

هاف بوست

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.