ألقت طفلها من الطابق الـ9 لإنقاذه.. سكان عرب يروون تفاصيل ما جرى معهم في حريق برج لندن

عندما استيقظ سكان برج غرينفيل غربي لندن، فجر الأربعاء، 14 يونيو/حزيران 2017، على الحريق المروع الذي اندلع في المبنى، كانت اللحظات التي امتدت فيها ألسنة اللهب لتطال طوابقه الـ27 سريعة، علا فيها صراخ المحاصرين في الداخل، وجسّدت روايات شهود عيان لحظات رعب عايشوها.

والمبنى الذي أثيرت قبل 5 أعوام مخاوف كثيرة بشأن السلامة من الحرائق داخله، يعيش فيه حوالي 200 شخص، موزعين على 120 شقة، ويضم عرباً ومسلمين، تحدّث بعضهم عن الذعر الذي حلَّ بالكثير من العائلات التي كانت تحاول الهرب من المبنى.

مشهد رعب

وتروي سميرة لامراني، لصحيفة ديلي ميل البريطانية، أنها رأت امرأة تلقي بطفلها من النافذة من الطابق التاسع أو العاشر لإنقاذ حياته.

وتقول: “كانت المرأة تصرخ كي يلتقط أحد ما في الأسفل ابنها، وتمكَّن رجل من التقاط الطفل”.

ولكن لم يكن باستطاعة أحد ممن هم خارج المبنى، فعل أي شيء سوى الاتصال بفرق الإطفاء لإنقاذ المحاصرين.

أما تمارة التي كانت خارج المبنى عند اندلاع الحريق، فتتحدث لديلي ميل عن اتصال والدتها بها لتعلمها بما حدث، وتقول إنها حين وصلت وأخوها إلى محيط المبنى، كانت “أصوات العالقين في الداخل تعلو وتطلب النجدة، فيما لم تتمكن الشرطة أو فرق الإطفاء أو حتى الإسعاف من فعل شيء”.

ووصفت خديجة ميلر، المقيمة في مبنى مجاور ما حصل بأنه “مشهد رعب”.

وقالت لفرانس برس: “سمعت صراخاً من كل جانب، ورأيت أناساً يقفزون من النوافذ. النار كانت تشتعل في كل البرج، أخرجونا (…) ولا يسمح لنا بالعودة إلى منزلنا تحسباً من انهيار المبنى”.

وتابعت “كل الشرطيين كانوا يصرخون نحونا ويطالبوننا بالخروج والإجلاء، هذا أسوأ ما عرفته في حياتي”.

أما منى علي، التي عاشت في المبنى لأكثر من 21 عاماً، فتقول إنها لم تر أي شيء من هذا القبيل في حياتها.

وتضيف لديلي ميل: “ذكرني بأحداث 11 سبتمبر/أيلول، بدأ الحريق في الطوابق السفلى وانتشر بسرعة، خلال نصف ساعة كان المبنى كلّه تحيطه النيران”.

فيما لا تزال حنان الوهابي، دون أخبار عن شقيقها وأسرته التي رأته فيها للمرة الأخيرة هو وعائلته يلوحون من النافذة بعد اندلاع الحريق.

وتقول حنان التي تقيم في الدور التاسع، إنها استيقظت بسبب الدخان قرابة الساعة 01,00 بعد منتصف الليل. “لقد رأيت الرماد يدخل من نافذة غرفة الجلوس التي بقيت مفتوحة. نظرتُ إلى الخارج ورأيت ألسنة النار تصعد حتى النافذة فأغلقتها بسرعة وخرجت مع زوجي وأطفالي”.

وتضيف لـ”فرانس برس”: “اتصلت بشقيقي فور خروجي للسؤال عنهم، ولم يكن الحريق قد بلغ أعالي المبنى بعد، وقال لي إنهم سينزلون. لكننا اتصلنا ببعضنا مجدداً وقال لي إن الدخان كان كثيفاً جداً”.

وأضافت بأسى “المرة الأخيرة التي رأيتهم فيها كان يلوح بيديه من النافذة مع زوجته وابنائهما. ثم اتصلت بعدها بزوجته بينما كان يتكلم مع رجال الإطفاء عبر الهاتف، وكان ذلك قرابة الساعة 02,00 فجراً ولا خبر منذ ذلك الحين. الخط مقطوع”.

ترميم المبنى عام 2016

وكانت مخاوف كثيرة بشأن السلامة من الحرائق، قد أثارها سكان المبنى عام 2012، وأجروا تقييماً لمخاطر الحريق فيه، فوجدوا أن طفايات الحريق في القبو، وغرفة المُحرِّك، وغرفة الكهرباء في الطابق الأرضي كانت قد تجاوزت تاريخ الاختبار بأكثر من 12 شهراً، وفق ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.

وكانت هناك مشاكل مُوثَّقة في نظام إضاءة الطوارئ بالمبنى، علاوة على زياداتٍ حادة في الطاقة الكهربائية بالمبنى نتيجة بعض التوصيلات الخاطئة.

وقد جرى ترميم المبنى الذي شُيد في العام 1974 في الفترة الماضية، وانتهت عملية التجديد فيه، في مايو/أيار 2016، بتكلفة 10 ملايين جنيه إسترليني (12.73 مليون دولار أميركي).

وتحدثت الوهابي عن ترميم البرج قبل عام، قائلة: “أخشى أن تكون المواد المستخدمة زادت الوضع سوءاً”، مشيرة إلى حَلْقِها “الدخان مؤلم، ما زلت أشعر بالوجع”.

فيما قال صلاح الشبويني لفرانس برس، الذي نجح في الخروج من المبنى، إن رائحة “بلاستيك محترق” انتشرت في الهواء.

وحول ترميم المبنى أشار إلى أن المواد المستخدمة “كانت تبدو وكأنها من المعدن، واعتقدت أنهم قاموا بعمل جيد، لكن في الواقع تبين أنه من البلاستيك”.

هاف بوست

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.