السودانيون يكرمون ضيوف الرحمن في المدينة المنورة يومياً بإفطارات جماعية

في أطهر بقاع الأرض المدينة المنورة لرمضان طابع خاص وجميل تنشرح له النفس وتسعد في رحاب الحرم النبوي الشريف والذي يزوره الناس هناك خاصة معتمري وحجاج بيت الله الحرام بمكة، ويطمئن الناس في المدينة المنورة ويحبذون البقاء فيها أكثر مدة لما فيها من راحة نفسية كبيرة وأمان وطيب معشر وكرم وشعائر ومزارات. ويتواجد الآلاف من معتمري بين الله الحرام في رمضان من المسلمين من مختلف دول العالم وكافة الأجناس والأعراق المدينة بجانب سكان المدينة المتباينين ولعظمة الشهر ومضاعفة ثواب العمرة يجتهد الناس رجالاً ونساءً وفي الحرم المدني وكما المكي بمكة لفعل الطاعات والخيرات، وكل يريد أن يكسب أجراً عظيماً في رمضان إذ تنشط الأسر والشركات والأفراد في إطعام الصائمين وإفطارهم دون تمييز. فتجد الإفريقي بجوار الآسيوي والعربي جوار الأعجمي كافة الأجناس والأعراق تجتمع على مائدة الإفطار الواحدة التي تجمع أصنافاً مختلفة. أما السودانيون وبطبعهم الأصيل وطيب معشرهم وكرمهم المعهود يجتمعون أسراً وأفراداً وجماعات ويقومون بتنظيم إفطار رمضان داخل الحرم المدني إكراماً في باحته الميمونة يصطفون رجالاً ونساءً. وتقوم النسوة بإعداد مائدة رمضان السودانية المعروفة المتنوعة بما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات ذات المذاق السوداني الطيب الشهي.. ويقول “خالد زكريا” مقيم بالمدينة المنورة ومن أم درمان إن السفرة تقام كل سنة في الحرم ومنذ قدومه المملكة يشارك مع القائمين عليها، ويحرص على أن يكون فيها كل يوم. وأضاف أن مكان إعداد السفرة في البوابة رقم 8 المواقف6ب في الحرم تتبع لسعوديين في أمن الحرم، ولكن خصصوا جانباً للسودانيين لإعداد السفرة إكراماً منهم وإيماناً بما يقومون به من عمل طيب في خدمة ضيوف الرحمن بالحرم النبوي لإقامة السفرة، ويقبل عليها الكثير من السودانيين وغيرهم، وأوضح أن السفرة تقوم على مساهمات السودانيين فمنهم من يأتي بالطعام السوداني من منزله، وآخرون يأتون بالماء والمشروبات، فضلاً عن جمع بعض الاشتراكات النقدية وشراء احتياجات المائدة الرمضانية بالحرم. أما السودانية “شامة عمر إبراهيم” المقيمة بالمدينة المنورة بحي السالمية لأكثر من 25سنة ومن منطقة العسيلات بالسودان، فقالت إنها وزوجها وأسرتها يشاركون في إعداد سفرة رمضان السودانية بالحرم منذ 14سنة، ومعها السودانيات المقيمات اللاتي يقمن بالطبخ في بيوتهن وهن أميرة، نعمات، وعوضية وجميلة أبو سوار التي هي بينهم في زيارة، وأضافت شامة أنهم يحرصون على تقديم المأكولات السودانية الخالصة من العصيدة والقراصة، وملاحي التقلية والنعيمية بجانب الدمعة والشوربة والأرز والنشاء، والبليلة بنوعيها الكبكبي والعدسية،والفول المصري السوداني العادي والمطبوخ، والقهوة السودانية والشاي. وقالت إن العصائر تكون حاضرة دائماً من المشروبات السودانية وهي الحلو مر والكركدي والقونقليز، وأبانت أن السعوديين في أمن الحرم والموظفين فيه يحرصون على الإفطار من مائدة السودان ويفضلون القراصة بالدمعة ومشروبي الكركدي والحلو مر. وقالت إن أكثر الجنسيات التي تعودت على الأكل والشراب السوداني في رمضان هم من التوانسة والمغاربة والمصريين والتشاديين والهنود الباكستان، وأضافت أن موقف 6 في الحرم معروف لدى كل الناس بالحرم النبوي في شهر رمضان بسفرة السودان المتنوعة بالأكلات السودانية والعصائر.
(المجهر السياسي) كانت هناك ومن حسن الحظ أنها شاركت السودانيين في إعداد السفرة والتقتهم ولاحظت اهتمامهم الكبير بإطعام الصائمين بتفاني وإخلاص وحب عمل الخير في رمضان، يقفون بروح طيبة على الصائمين من مختلف الأجناس يعطونهم ما يشاؤون من طعام بكرم فياض يحللون إفطارهم واقفين على ماء وتمرات. كما لاحظت تجمعات أخرى كبيرة لسودانيين يقومون بإعداد الوجبات السودانية وتقديمها لمئات الناس الذين يتهافتون عليها لطيب مذاقها.

المجهر السياسي

Exit mobile version