الثعلب الأمريكي المكار!!

تقول الطرفة إن قردين وجدا قطعة من الجبن كبيرة الحجم جيدة الصنع كان قد نسيها صاحبها وهو يضع حاجياته استعداداً للرحيل. وقام القردان بخطف قطعة الجبن التي يصل وزنها إلى أكثر من كيلو جرام وجلسا بها تحت شجرة ظليلة لكي تتم القسمة بينهما.. ويبدو أن القردين قد اختلفا عند اقتسام القطعة.. فأحدهما يرى أن قطعته أصغر من الأخرى والثاني يعتقد أنه أحق بالجزء الأكبر من الجبن بحكم السن والحجم.. ولهذا فقد اختلفا وتحول الاختلاف وتطور إلى نزاع ثم تطور النزاع إلى صراع وتطور الصراع إلى تصادم. و”قامت الشكلة” و”دورت البنية.. تاح.. تراح.. طاخ.. طراخ.. كع.. رب”.

وجاء الثعلب بين الطرفين وعرض عليهما أن يكون وسيطاً بينهما.. قال للقرد الأول في أذنه إنه يحبه أكثر من القرد الثاني وإنه سوف يعطيه النصيب الأكبر من الجبنة.. وقال نفس الكلام للقرد الثاني.. ولهذا فإن القردين لم يتوقفا عن الشتائم والنزاع والصراع.. والثعلب المكار استلم قطعتي الجبن الكبرى والصغرى ثم أكل من الكبرى لكي تساوي الصغرى.. وعرضها عليهما.. ولكن صارت الصغرى هي الأكبر.. وبالتالي لم تتفق الأطراف ونشب النزاع مرة ثانية.. وقام الثعلب بأكل جزء من القطعة التي صارت كبيرة تحت غطاء أنه يريد إصلاح ذات البين ويقسم الثروة بالتساوي بين الأطراف المعنية.. ومرة أخرى صارت القطعة الكبيرة هي الأصغر وتحولت الأصغر إلى كبرى.. وللمرة الثالثة نشبت الحرب – الأهلية – بين القرود.. وللمرة الرابعة قام الثعلب “الأمريكي” المكار بأكل جزء من الكبرى لتتحول إلى صغرى ولتنشب “حرب القرود” للمرة الرابعة والخامسة والسادسة والعاشرة إلى أن خلص الثعلب الأمريكي المكار على كل الجبنة.. وبقي القردان “الغبيانان” بلا جبنة ولا زالت الحرب مشتعلة بينهما وكل منهما يرتمي في أحضان الثعلب الأمريكي المكار.

أها.. يا جماعة.. هذا هو نفس ما يحدث الآن بين دول الخليج “القردان” والولايات المتحدة “الثعلب المكار”.. وبسبب البترول والغاز والثروات الأرضية يختصم أهل الخليج العربي ويتحد ثلاث من أصل ست دول من الخليج العربي ورابعهم – كلبهم – ويعلنون الثبور وعظائم الأمور على دولة قطر وعلى من يقف بجوارها أو قريباً منها.. ثم يأتي الثعلب الأمريكي المكار.. ويأخذ دونالد ترامب خمسمائة مليار عداً ونقداً – بول جمل – لتحريك جمود الاقتصاد الأمريكي وتشغيل مصانع السلاح وخلق خمسة ملايين وظيفة للعطالى في أمريكا.. وكما جاء في الأسافير أن دول الحصار ربما دفعت لأمريكا المليارات لتساندها في حصار قطر.. وقامت قطر ودفعت برضو المليارات لتخفيف أمريكا تأييدها للحصار الثلاثي “ورابعهم كلبهم”.. وربما دفعت دول الحصار مليارات دولارات إضافية ليقول ترامب إن قطر دولة ترعى الإرهاب.. ولهذا اضطرت قطر أن تدفع كذا مليار دولار ليصرح وزير الخارجية الأمريكي بغير ما يصرح به الرئيس “المكار”. وتضطر دول ثلاثي الحصار وليس معهم رابعهم كلبهم إلى دفع مليارات لتشكك أمريكا في بقاء قاعدة أمريكية في قطر.. ثم تضطر قطر لشراء المزيد من الطائرات وعمل المناورات بمليارات.. وهكذا كلما أكل الثعلب الأمريكي المكار قطعة دفع أهل الخليج مليارات إضافية.
د. عبد الماجد عبد القادر
طباعة
الصيحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.