الارباب يعلق علي الخبر المتداول عن مصنع الشفاء بعنوان وراك والزمن قصير

وراك والزمن قصير
“ما مدى صحة هذا الخبر”.. والخبر كما أرسله صديقي صاحب السؤال يقول:
“المحكمة الفدرالية الأمريكية تنصف صلاح الإدريس بأربعة مليار دولار”! بسبب قصف مصنع الشفاء”.
“في جلسة عاصفة بمقر المحكمة الفدرالية الأمريكية العليا انعقدت الجلسة الختامية للتداول حول الاستئناف المقدم من المحامي آرثر توماس كوتارتين لموكله السيد صلاح الدين أحمد الإدريس “سوداني الجنسية”، حول القصف الذي أصاب مصنع الدواء، الذي يمتلكه الشاكي في السودان في العام 1998…الخ”.

ويمضي (الخبر) لينتهي إلى أن قرار المحكمة قد قضى بأن تدفع إدارة البنتاغون “وزارة الدفاع الأمريكية” مبلغ أربعة مليارات من الدولارات الأمريكية لي، على أن يتم الدفع غضون تسعة أشهر.
وأنا هنا أنفي هذا (الخبر)- جملة وتفصيلا- داعيا الله في علاه أن يتولى أخانا قريبي وصديقي الأستاذ مبارك البلال بعنايته ورعايتهن وأن يتم شفاءه، ويلبسه ثوب الصحة التامة والعافية الكاملةح ليأتي ويتولى سبر أغوار هذا الخبر، ومن ذاك الذي تبرع بهذه المليارات الأربعة.
لا يأتي نفيي هذا خوفا من ضرائب أو تحاشيا ومراوغة للزكاة.. فالضرائب واجب وطني.. يا كاردينال، أما الزكاة ففرض شرعي نتقرب به إلى الله الذي أنعم وأكرم وأغدق في الأولى، وأجزل في الثانية، له الحمد والثناء.
لكنني أنفي من باب الخوف والقلق والخشية على أحبتي وأخوتي، وهم كثر، وإن سألتموني شاهدا ومفسرا لقلت على الفور شجرابي، الأستاذ الشيخ عبد المنعم شجرابي، هذا إن كان يذكر حادثة الأخ عبده هاشم ابن وادي هور الدارفوري، وأحد قادة إحدى الحركات المسلحة.
لا تتعجبوا رد فعلي هذا.. فقد كان رد فعل رفيقة الدرب الطويل أم أحمد هكذا.. بل أنه قد كان أعمق، وقد انتاشت الواتس عندها رسائل كثيرة تباينت وتباعدت وتقاربت بين التهاني والأماني والاستفسارات، وبادرتني حينما عدت إلى دارنا بالقول: قول آمين في إشارة إلى قول الحسيب النسيب السيد محمد عثمان الميرغني- يحفظه الله- معافى- بإذنه تعالى- حينما أطلق مبارك الفاضل واحدة من فرياته غداة ضرب مصنع الشفاء؛ حيث قال مبارك في تلك الفرية: إن السيد محمد عثمان شريك لصلاح إدريس “الموظف الصغير” في المصنع، فقال السيد في هدوء وتواضع وروية: (إن قالوا سمين قول آمين).
المحامي المذكور في الخبر.. لا أعرفه بل إنني لم أسمع به، ولقد أهدتني قضية بنك الاعتماد والتجارة، التي غيرت مجرى حياتي صديقا عزيزا ومخلصا وشخصا أعدّه ضمن أبرز وأنبل من عرفت من الناس.. ذلك هو المحامي الأمريكي الشهير ستيف بروقان Steve Brogan الرئيس التنفيذي، وكبير المحامين في بيت المحامى الأمريكي الشهير، والذائع الصيت، والموجود على مد الخرائط جونز داي Jones Day، وهو المحامي الذي تولى هذه القضية، التي انتهت بحكم من المحكمة الفدرالية برد الدعوى؛ باعتبار أن قرار الرئيس الأمريكي الأسبق كلنتون قرار محمي بالحصانة، ورغم أن الحكم قد جاء برد الدعوى إلا أنه قد حمل رائحة وطعم النصر، وذلك أن الحكم قد جاء بمعارضة عضو من الأعضاء الثلاثة فيما يشبه حالة استثنائية، علما أن الحكم برد الدعوى بني على قانون يعود إلى العام 1826.

لم يتوقف الضعف في الخبر وينحصر في عدم معرفتي بالمحامي، بل إنه امتد ليشمل الخطأ الشنيع في اسمي الذي أصبح اسما معروفا، وماركة عالمية معلومة، بل مشهورة، في المجال الإعلامي؛ حيث تسابقت- في ذلك الزمان- كبريات القنوات الفضائية الأمريكية لتسقط أخبارين وعبر بعضهم الأطلنطي؛ لإجراء اللقاءات معي في شقتي في لندن.. أو في الجيزة بالقاهرة وغيرها.. شاع اسم إدريس IDris هكذا.. وربما زيد إليها أحيانا لقب مستر أو هكذا.. لكنني لم أسمع، ولم أسمح بهذا الإدريس.. أو الإدريسي!.
تلقى بعض من أقاربي عروضا من البعض، وكان جل تلك العروض عروضا استثمارية.. سمعت ممن هم حولي، وأضفتها- بصورة خجولة- إلى ما كان معي من فرص استثمارية تخصني.. ثم أسرعت بسحب هذه الفرص الدخيلة.
الآن أريد أن أنام.. سأنام على قصة تلك العجوز الثرية التي كانت “وحدانية” يا عيني.. ماتت وتركت في وصيتها أمرا بإعطاء ساعي البريد، الذي كان الرابط الوحيد لها بالعالم، وبحفيدتها التي كانت تعيش في أستراليا.. ووصية لكلبها.. وشيئا لقطتها، وباقي الثروة لحفيدتها.. لم تكن الوصية مشكلة في حالتي الكلب ابن الكلب، والقطة، لكن المشكلة كانت في ساعي البريد المسكين.
كان الرجل معروفا بدراجته الهوائية يطوف ويجول بها في المنطقة لكن المشكلة كانت في الخوف عليه من “الخلعة”، فأبدى المحامي استعداده لتبليغ ساعي البريد بهذه الثروة الكبيرة بصورة هادئة ومتدرجة حتى لا يصاب بأي انفعال زائد يكون خطرا عليه.
جاء المحامي لساعي البريد ودار بينهما الحوار التالي:
كيف حالك يا ساعي البريد.
بخير.. أنا بخير..
ماذا تفعل إذا كسبت في المراهنات مبلغ سبعمئة وخمسين ألف جنيه.. ويلحظ هنا أن المحامي قد ذكر ربع ما وصت به الراحلة الثرية لساعي البريد؛ إذ كانت وصيتها بإعطائه مبلغ ثلاثة ملايين جنيه أسترليني.
ماذا تقول؟.
قلت لك ماذا تفعل إن هبطت عليك ثروة مقدارها سبعمئة وخمسون ألف جنيه.
فكَّر الرجل قليلا ثم قال:
أعطيك نصفها.
وقتها انتهى الحوار بينهما.. سقط المحامي ميتا.
مات المحامي ولكن قضيتي لم تمت يا كاردينال وسأفتح ملف حوارك الأخير مع قناتك قناة الكاردينال لنتسلي قليلا وأحكي لك عما من أسميته بجهل منك سيراوي وهل كنت تقصد ذلك الزعيم الهلالي ام انك كنت تقصد سيارة الفراري وانتا من قلت بأنك كنت تغيير كل يوم سيارة
سودانا فوق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.