ضغوط إماراتية ترحّل رئيس الحكومة اليمنية من عدن

غادر رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، اليوم السبت، مدينة عدن (جنوباً)، متوجهاً إلى السعودية، بالتزامن مع تصاعد وتيرة الجهود الدولية لإحياء مسار الحل السلمي في البلاد، وفي ظل ضغوط مارستها الإمارات العربية، تقف وراء قرار المغادرة، بحسب ما نقلت مصادر إعلامية.

وأفادت مصادر محلية في عدن، اليوم، بأن بن دغر غادر المدينة إلى جانب المحافظ عبدالعزيز المفلحي، في طريقهما إلى السعودية التي يوجد فيها الرئيس عبدربه منصور هادي، وغالبية قيادات الحكومة الشرعية.

وأشار بن دغر في تصريحات صحافية لدى مغادرته، نقلتها وكالة الأنباء اليمنية بنسختها التابعة للشرعية، إلى أن المغادرة تأتي تنفيذاً لتوجيهات رئاسية. وقال “نغادر عدن هذه المدينة الرائعة وأهلها الطيبين، وقلوبنا وعقولنا معها ومعهم، وسنظل معها، نتابع مهامنا ونراقب كل صغيرة وكبيرة فيها لكي تستمر الخدمات (كهرباء ومشتقات نفطية وصحة عامة ومياه وكل الخدمات في المستوى المطلوب)، انطلاقاً من مسؤوليتنا، والتزاماً منا بواجبنا”.

كذلك كتب بن دغر، في تغريدة على “تويتر”، “نغادر هذه المرة عاصمة اليمن المؤقتة والظروف فيها أفضل من أي وقت مضى، لقد أثمرت جهودنا خلال عام كامل من الإعداد والتحضير والمتابعة والمناقصات وتوفير المال، وتنظيم الجهود، من تحقيق إنجازات ملموسة على الأرض، وافتتاح مشاريع، ووضع حجر أساس لأخرى، مقرات دولة، ومقرات مؤسسات، ولكن غيابنا لن يطول يا عدن”.

ضغوط إماراتية

في سياق موازٍ، أفادت مصادر إعلامية في عدن، أن ضغوطاً مارستها الإمارات العربية المتحدة، تقف وراء المغادرة المفاجئة، لرئيس الحكومة اليمنية، ومحافظ عدن، إلى السعودية.

ونقل موقع صحيفة “عدن الغد”، عن مصادر في الحكومة الشرعية، أن ضغوطاً مكثفة تعرض لها الرئيس عبدربه منصور هادي خلال الأيام الماضية، بهدف إقالة محافظ عدن عبد العزيز المفلحي، وأن هذه الضغوط وراء استدعاء الرئيس هادي لرئيس الحكومة ومحافظ عدن.

وحسب المصدر، فإن الإماراتيين طالبوا باستبدال المفلحي بشخصية أخرى، وأشار إلى أن الرئيس هادي رفض الضغوط، ودافع عن قراره بتعيين المفلحي.

وكان محافظ عدن عبد العزيز المفلحي، قد أطلق تصريحات منذ نحو أسبوع، تناول فيها، الدور الإماراتي، وشن هجوماً ضمنياً على أطراف محلية مدعومة منها في المدينة، وأعلن رفض “الوصاية”، من أي طرف.

وتتولى الإمارات واجهة عمل وحضور التحالف الذي تقوده السعودية، في جنوبي اليمن، ويتهمها بعض اليمنيين بممارسات أقرب لكونها تعبر عن “احتلال”، من خلال العديد من السياسات، بما فيها دعم الأطراف الداعية لانفصال الجنوب عن الشمال والتدخل في مختلف التعيينات والترتيبات السياسية والمحلية في المحافظات الجنوبية لليمن.
وكان بن دغر والمفلحي قد عادا إلى عدن التي تصفها الحكومة الشرعية بـ”العاصمة المؤقتة” منذ أكثر من شهرين، وأشرف الأول على افتتاح عدد من المشاريع، بما في ذلك مقرات حكومية ومشاريع، أبرزها الكلية العسكرية.

وتأتي مغادرة رئيس الحكومة إلى الرياض، في ظل تصاعد الجهود الدولية الرامية إلى استئناف مسار الحل السياسي في اليمن، مع التدهور المستمر للوضع الإنساني، وبعد ما يقرب من عامين ونصف العام، على تصاعد الحرب وبدء العمليات العسكرية للتحالف بقيادة السعودية.

كذلك تأتي في الوقت الذي تواصل فيه الشرعية جهودها بحشد أعضاء البرلمان الموالين لها لعقد جلسات في عدن، في ظل استمرار انعقاد مجلس النواب برئاسته الحالية في صنعاء، وتأييده الانقلابيين.
العربي الجديد

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.