لم يعد الإعداد لليلة الزفاف مثلما كان في الماضي عندما تجتمع النسوة من قريبات العريس والعروس لتجهيز الريحة وترتيب شنطة الشيلة، وتزيين سد المال، وقولة الخير، فقد حدث تحول كبير وأصبحت كل هذه المهام توكل لمحال متخصصة تقوم بإخراج كل ما يخص ليلة الزفاف في أشكال فنية وهندسية، وظهرت موضات وتقليعات تتغير وتتبدل في فترات قصيرة، وظهرت أسماء وأشكال لم تخطر على قلب بشر، مرتبطة بتزيين العربات والشيلة والمال وقولة الخير، استخدمت فيها فيونكات وتُل وورود طبيعية وصناديق زجاجية وخشبية وبخاخ.. وأشكال هرمية ودائرية، والأغرب من كل ذلك أن الإقبال عليها كبير من قبل الأسر بالرغم مما يكلف ذلك من أعباء إضافية.. في هذه المساحة التقينا بخبير تزيين الشيلة وعربات الزفة “خالد محجوب” صاحب أكبر محل بشارع العرضة أم درمان وأخبرنا بالكثير المثير..
{ سد المال
تفنن العاملون بالتزيين أكثر في تزيين سد المال، وبدأ الأمر بوضعه في أطباق مصنوعة من السعف مغطاة بالبلاستيك والفيونكات، ثم تطور الأمر إلى أن وصل الآن وضعها في صندوق من الزجاج، ويقول “خالد محجوب”: (الصندوق الزجاجي يعدّ آخر موضة لتزيين المبالغ المالية المخصصة لسد المال، ويوضع المال داخله في شكل فراشات أو شكل هرم أو شكل مروحة، ويتم تزيين الصندوق من الخارج بقماش التل والحرير والورود).. وسألنا “خالد” عن أكبر مبلغ سد مال مر عليه فأجاب: (المبالغ تتراوح، وأكبر مبلغ مر عليّ هو 300 مليون لزواج ابنة أحد الإعلاميين المعروفين، والمبالغ تتدرج ما بين 100- 300 مليون). وعن الأجور التي يتلقونها مقابل هذا العمل يقول “خالد”: (والله الأجر مرتبط بالزبون وحسب حجم الشيلة عادة لو قمنا بالعمل داخل الدكان فيكون الأجر 800 جنيه أما إذا طلبت الأسرة أن نقوم بالعمل داخل المنزل فإن الأجر يزيد ليصل 1000 جنيه)، ويضيف: (الآن الصندوق الزجاجي هو الأكثر طلباً وهنالك أيضاً المرايا عليها طلب وهي أجمل من الصندوق، ومشكلة الصندوق أنه يتطلب مبالغ كبيرة ولا يصلح للمبالغ الصغيرة).
{ أطقم الذهب والريحة
تزيين أطقم الذهب المقدمة في الشيلة يتم بوضعها في شكل أهرام كما يقول “خالد”، ويضيف: (قصدنا أن نضعها في شكل أهرام من باب الترويج للسياحة في السودان)، وعن أكبر أطقم ذهبية قدمت في شيلة صادفته يقول (أكبر عدد صادفني 8 أطقم، سعر الطقم الواحد لا يقل عن 70-80 مليوناً) بإجمالي (640) مليوناً.. أما الريحة فنضعها في صناديق الخشب القديمة التي كان جداتنا يسمينها السحارة، أو نضعها في أطباق من السعف ونقوم بتزيينها من الخارج).
{ فطور العريس وقولة الخير
آخر تقليعات ليلة الزفاف والمفاجأة التي أدهشتنا أن بعض الأسر تطلب تزيين فطور العريس، ويخبرنا “خالد” عن ذلك بالقول: (نعم نزين فطور العريس، ونقوم بتزيين الحِلل بعد أن تفرغ الأسرة من صنع الطعام ونستخدم في ذلك الفيونكات والتُل والبخاخ. أما عن تزيين قولة الخير)، فيضيف: (عادة قولة الخير تكون حلويات وعصائر ومبلغ بسيط ما بين 2-3 آلاف جنيه، ونحن نقوم بتزيين الحلويات بوضعها في أطباق وتشكيلها بفيونكات وشكل الحلوى نفسها ونضيف إليها بعض المكسرات لإكسابها شكلاً جمالياً. وأكثر أنواع الحلوى المفضلة لقولة الخير هي ماكنتوش وشكولاته).
{ الشيلة
لشيلة الملابس شأن آخر مع فنيي التزيين، حيث يقومون بفصل كل طقم من الملابس وحده بكل ملحقاته التوب والإسكريت والبلوزة وشنطة اليد والشبشب، وتوضع في كيس منفصل يتم تزيينه بالفيونكات والفراشات والتُل. وعن هذا يقول “خالد”: (نحن اخترعنا أسلوباً جديداً لتزيين الشيلة واستبدلنا الأكياس بصناديق فاخرة إلا أنها مرتفعة السعر قليلاً لأننا نستوردها من الخارج).
{ عربة الزفة
تزيين عربة الزفة التي تقل العروسين من الكوافير إلى صالة المناسبة تجد اهتماماً أكثر خاصة من قبل العريس، ويخبرنا “خالد محجوب” عن آخر التقليعات في تزيين العربات بقوله: (عادة، في الماضي، كان يستخدم السولفان لتزيين العربات لكننا ومن باب التغيير أدخلنا بخاخ يشبه البوهية يمكن مسحه بسهولة، وعادة نكتب على جانبي العربة أو في الجهة الخلفية اسم العريس والعروس أو الحروف الأولى من اسميهما، ونكتب أيضاً عبارة ألف مبروك ونرسم قلوباً)، وسألته: (ما هي الألوان التي يفضلها العرسان لعربات الزفة؟)، فأجاب: (أغلب العرسان يفضلون اللون الأحمر والبنفسج، والبعض يفضلون ألواناً تتماشى مع لون فستان الزفاف أو البدلة أو مع لون فرش الصالة).. وعن أسعار تزيين العربات يقول “خالد”: (نتلقى أجراً ما بين 250 – 2000 حسب شكل التزيين الذي يطلبه العريس ما بين التزيين بالفيونكات والسولفان، وأصبحنا مؤخراً ندخل ورداً طبيعياً، حيث نقوم بوضع بوكيه في مقدمة العربة وآخر في المؤخرة، وهذه مرتفعة السعر وتكلف 2000 جنيه).
المجهر السياسي