انخفضت قيمة الجنيه السوداني جنيهين أمام الدولار بعد مرور أربعة أيام على رفع العقوبات الأميركية. وكان سعر صرف الدولار قد تراجع، أمس الأحد، في السوق السوداء إلى حدود 18 جنيهاً عقب رفع الحظر الأميركي عن السودان، الجمعة، قبل أن يرتفع مجدداً ويصل إلى 20 جنيهاً اليوم.
وسادت حالة من الارتباك في سوق العملة السوداء، اليوم الاثنين، وسط العاصمة الخرطوم مع توقعات بارتفاع العملة الأميركية إلى 21 جنيهاً. وحدّد بنك السودان المركزي سعر الدولار رسمياً بنحو 6.7 جنيهات.
وبرر الأمين العام السابق لاتحاد الصرافات جعفر عبدو حاج، لـ”العربي الجديد”، تذبذب أسعار الدولار إلى عوامل نفسية تخوفا من خسارة بعض التجار الذين سارعوا بتوفير النقد في الأسواق، ما جعل السعر يتهاوى خلال اليومين الماضيين. إلا أنه توقع ثبات السعر في حدود 18 جنيهاً قريباً.
وقال وزير المالية الأسبق علي محمود، لـ”العربي الجديد”، إن الاقتصاد السوداني يمكن أن يسترد عافيته، ورأى أن الوضع الاقتصادي غير ميؤوس منه، بيد أنه أقر بوجود إشكاليات تتطلب العمل وفق آليات مشتركة لحلها. وقال إن تحسن سعر الصرف للجنيه مقابل الدولار يتطلب التوسع في إنتاج سلع الصادر.
ودفع الخبير الاقتصادي أحمد آدم، في حديثه لـ”العربي الجديد”، بوصفة للمحافظة على هذا الوضع قبل أن تستفحل الأزمة، عبر تفعيل الرقابة على الاستيراد وضبط ومراقبة الأسواق لضبط حركة الاقتصاد والاهتمام بمصادر الدولار الأساسية المتمثلة في زيادة الإنتاج ورفع مستوى الصادرات وجذب الاستثمارات الحقيقية التي تساهم بشكل فاعل في دعم الميزان التجاري للدولة.
وكشفت جولة لـ”العربي الجديد” في الأسواق، عن شبه غياب للعملة الأميركية مع إحجام كثيرين عن البيع بأكثر من 200 دولار، كما انخفض المعروض منها في السوق، وعزا التجار ذلك إلى عدم وجود رؤية واضحة في التعامل مع السوق السوداء مع زيادة الطلب على الدولار من قبل المستوردين والباحثين عن العلاج في الخارج.
ورصدت جولة “العربي الجديد” خلو منطقة وسط الخرطوم التي يتمركز فيها تجار العملة من العارضين “شراءً وبيعاً”. وقال التاجر أحمد إسحاق “حتى بقية العملات ارتفعت أسعارها في السوق مجدداً”.
عاصم إسماعيل
العربي الجديد