مداخلات مختلفة.. وموضوعات جمة حملها القرار الامريكي برفع العقوبات الاقتصادية التي حرمت لأكثر من عشرين عاماً السودان بأن (يتعايش مع المجتمع الدولي خاصة الغربي).. وبرفع العقوبات يعتبر ذلك (أرضية) لتمضي مسيرة التنمية والانتاج وبالتالي تخفيف المصاعب في حياة الناس ومعاشهم وليس كما يتوقع كثيرون من الناس أن (تفتح) أبواب الخزائن ويتدفق الدهب فإن ذلك لن يكون ما لم تمض العملية التنموية بسلام وعلى الأرض ويتضاعف العمل، فهناك (القليل) من مشاغبات تمرد هناك يحتاج إلى قوة في التوجه نحو السلام.
الناس من حقهم أن ينتظروا ان بعض الصعوبات (تنزاح) وترفع عن كاهلهم.. بعض الألم المعاشي.. أصحاب الأعمال الحرة أو (السوق) والأعمال الخاصة في كل المهن، لهم آلام خاصة بهم حتى وإن كان في يدهم (القرش) فإن (ما يبحثون) عنه قد لا يجدونه مثل الأدوية.. وهنالك سلك العاملين في الدولة في الخدمة المدنية بمختلف الوزارات والهيئات والشركات الحكومية.. وكل هؤلاء بمن فيهم معاشيو قطاعات الدولة.. صبروا على أمل كبير أن (تعالج) مسألة الأجور بصورة ثابتة وليس قطرات في (عين واحدة).. فالأخرى قد (احترقت بنار السوق) والاعباء اليومية التي (تتكاثر) وتتضاعف كلما (كبر الصغار) وازدادت طلباتهم..!
الناس في انتظار (ميزانية الدولة) القادمة والتي أشار وزير المالية إلى انها ستشهد رفع الدعم (عن بقية السلع).. ولا تظن ان هذا القرار سيكون مريحاً وجميلاً.. مادام ان اجراءات خطوات التنمية والانتاج مازالت في بداياتها.. يبقى من الأسلم أن تبقى على أسعار السكر والدقيق والزيوت والصابون والشاي والذرة والقمح والبترول وهي بعض السلع التي يتوقع أن يشملها رفع الدعم.. فلا يعقل (أننا) في بداية رفع العقوبات وعلى طول نرفع الدعم محلياً.. والناس يفهمون عكس ذلك خاصة وان (العقوبات) كانت تتحمل كل الشكاوي التي يبديها المواطنون.. وكيف يواجه المواطن رفع الدعم.. هل تكفي الرواتب ودوران الأسواق..؟!
رفع العقوبات الامريكية، قرار في صالح السودان، وعلاقاته الدولية ويفتح المجال للاستثمار ويشجع الآخرين على المضي في مشاريعهم وعلى الأقل لتستمر مع رفع العقوبات لمدة عام خاصة وان كل الوزراء تحدثوا عن مجالاتهم وكيف ان القرار الامريكي سيخدم.. كل المجالات الاقتصادية وبالتالي الموضوعات الاجتماعية وعلى رأسها الصحة والتعليم وتحسين البيئة.. حتى الثروة الحيوانية والسمكية ينتظرها (خير كثير) اضافة لذلك وأهم ما هو في باطن الأرض من (ذهب ونفط ومعادن أخرى واغاز).
ان مسألة الأجور في الدولة أصبحت (بسعر اليوم) ضعيفة ولا تكفي لمعاش أسبوع، لذلك فإن الكثيرين عملوا في مجالات أخرى اضافية مما أثر على (أدائهم) في العمل الرسمي.. كذلك فإن (المعاش) ينتظر قراراً لتحسينه أو تعديل نظامه ليكون مرة واحدة (بالبيع المعاشي).
إن المطلوب هو العمل إذن لنترك (أحاديث الأمنيات) والتصريحات ولنتجه إلى حقولنا وندعو لوحدة وطنية ونعيش في سلام.. وكل الناس في انتظار ما يسعدهم ويهييء حياتهم إلى (معاش) بسيط تغمره السعادة والعافية فلا ترفعوا الدعم عن السلع الآن.
الصحافة