كشفت الإحصائيات في بريطانيا أن سيدة من كل ست نساء تعرضت للاغتصاب أو لمحاولة اغتصاب خلال حياتها وعلى نفس النهج نشرت صحيفة إندبندنت البريطانية مقالًا توضح فيه أسباب التحرش والإعتداءات الجنسية. وأوضح المقال أن التحرش والاستغلال الجنسي لا يحدث من فراغ فكل طبقة في المجتمع بعاداتها وأدوات ووسائل الإعلام والحكومة تساعد في خلق ثقافة تكرس لتقبل الأذى الجنسي، والأعراف المجتمعية تعيد الخطأ على المرأة بسبب ملابسها أو تصرفاتها.
وذكر الكاتب أن التعاليم الإسلامية تقدم الحلول التي لا تقدمها قوانين الدول، مؤكدًا أن القرآن يساوي بين الرجل والمرأة، ويحرم على الرجال أن يفرضوا عليهن أي أفعال خارج إرادتهن، فضلًا عن أنه يحتفظ باستقلالية المرأة ويأمر بمعاملاتها بالرحمة والحب، كما أنه يجرم سوء الظن بالزوجات. أما عن فرض الحجاب، أمر الإسلام الرجال بأن يغضوا أبصارهم عن النساء، والتعفف عن الحرام مهما اختارت المرأة أن ترتدي وتؤدي الفريضة أم لا. وأشار الكاتب إلى حادثة قال إنها حصلت مع النبي محمد- عليه الصلاة والسلام- في واقعة معروفة تدل على نفس المعنى، حيث جاءت إليه امرأة جميلة لتستفتيه في أمر ما، ونظر إليها أحد أصحابه، وبدل أن ينظر النبي إلى لباسها، مد يده وأدار وجه صاحبه عنها لينهاه ألا يحدق بها. وقال الكاتب:” إن النبي هنا يرسي لحقيقة أن عبء العفة وإيقاف استغلال المرأة جنسيًا يقع على الرجال أولًا، وحينما أمر القرآن المرأة بالحجاب، لم يورد أي عقاب دنيوي لها إذا لم تفعل”. وتابع: “على النقيض من هذا؛ فقد عاقب النبي مرتكبي الاغتصاب، معتمدًا على شهادة الشهود فقط ولم يبحث حول المرأة”. وقال: “في هذه الأجواء من المساواة، فإن مكانة المرأة ارتفعت إلى متخصصة في الشئون الدينية، وسيدة أعمال، وعسكرية، فيما احتفظت بهويتها كأم وسيدة منزل”.
مزمز