مقال ساخر حول تحرش الدبلوماسي يعلق صدور صحيفة سودانية

علق مجلس الصحافة والمطبوعات بالسودان “مؤسسة حكومية” صدور صحيفة “الجريدة” المستقلة ليومي الخميس والجمعة بسبب مقال ساخر حول توقيف الشرطة الأميركية لدبلوماسي سوداني بتهمة التحرش بفتاة في أكتوبر الماضي.

وفي 12 أكتوبر الماضي دبج الكاتب الساخر الفاتح جبرا مقالا في زاويته “ساخر سبيل” الراتبة في صحيفة “الجريدة” بعنوان “امتحان تحرش” حاكى فيه بسخرية لاذعة امتحان لسكرتيرين ثوالث في وزارة خارجية “الأمازون”. وسمى مادة الامتحان “التحرش”.

وقال ناشر الصحيفة عوض محمد عوض لـ “سودان تربيون” إن لجنة الشكاوى التابعة لمجلس الصحافة والمطبوعات أبلغت إدارة “الجريدة” بأن عقوبة بالإيقاف ستوقع على الصحيفة بسبب مقال الفاتح جبرا الذي حوى كلمات “خادشة للحياء”.

وأوضح عوض أنه دافع بأن كاتب المقال معلم ومربي ولم يحدث أن تمت إدانته في أي قضية تمس الشرف أو الأخلاق، ونقل للجنة دفوعات للكاتب قال فيها إنه يجب الفصل في المعاملة بين الكتابة الساخرة والكتابات الأخرى.

وشدد الناشر أن المجلس بقراره ساهم في الجريمة ـ إن صح أنها جريمة ـ لأنه روج بالعقوبة لمقالة الكاتب “امتحان تحرش”، موضحا أن الأجدى كان الاكتفاء بالتوبيخ.

وتابع “قلنا لهم لا يمكن معاقبة صحيفة وقرائها بالإيقاف، هذه طريقة عقاب غير سليمة.. إذا أخطأ طبيب في مستشفى هل يمكن أن تكون العقوبة هي إيقاف المستشفى عن العمل ؟”.

وأوضح عوض أنه طلب من مجلس الصحافة الاكتفاء بمصادرة جهاز الأمن للصحيفة في السابق، ولكن المجلس رفض مثلما رفض أن تكون العقوبة يومي الجمعة والسبت حتى تستفيد الصحيفة من ريع الإعلان الشحيح يوم الخميس، مشيرا إلى حرمان “الجريدة” من الإعلان الحكومي.

وتعاني الصحافة السودانية اقتصاديا في ظل ارتفاع تكلفة التشغيل وتدهور العملة المحلية “الجنيه”، ما ينعكس سلبا على مداخيل الصحفيين وخطط تطوير الصحف.

ويلجأ جهاز الأمن والمخابرات الى معاقبة الصحف التي يتهمها بتجاوز الخطوط الحمراء، بأثر رجعي من خلال مصادرتها عقب الطباعة، الأمر الذي يترتب عليه خسائر مادية فادحة على الصحف المصادرة.

كما تعاقب لجنة الشكاوى التابعة لمجلس الصحافة والمطبوعات الصحف بتعليق صدورها ليومين أو ثلاثة أيام.

ونفذت صحيفة “التيار” في سبتمبر الفائت عقوبة من المجلس القومي للصحافة والمطبوعات بتعليق الصدور ليومين.
سودان تربيون

Exit mobile version