كشفت مصادر مطلعة في حكومة جنوب السودان عن إصدار الولايات المتحدة الأمريكية أوامر لمقاتلات (إف 16) المتمركزة في قاعدة عسكرية أمريكية في جيبوتي بالتأهب التام للتدخل عسكرياً في جنوب السودان حال تفجرت الأوضاع الأمنية المحتقنة هناك، وهددت واشنطن طرفي الصراع بالتدخل العسكري واستلام مدينة جوبا حال خاضا صراعاً مسلحًا تحت البند السابع لميثاق الأمم المتحدة والقائل بالتدخل العسكري لحماية المدنيين.فيما أعلنت قوات المعارضة بقيادة مشار إحكام سيطرتها على مدينة كاجو كاجي واستعادتها من القوات التابعة لجبهة الخلاص الوطني بقيادة الجنرال تومس سيريلو بعد معارك عنيفة بين الطرفين اندلعت أمس بالمدينة.
وقال الناطق الرسمي باسم قوات المعارضة الجنرال وليم جاتكوث لـ(الصيحة) إن المعارضة تمكنت من تنظيف المدينة من قوات جبهة الخلاص الوطني بعد معارك ضارية أمس الإثنين وأضاف أن قوات تومس سيريلو قامت بنهب الكنائس والمدارس والمنازل والمراكز الصحية الأمر الذي نشر الرعب بين المواطنين واضطرهم للهرب للأدغال، مضيفاً أن قوات الخلاص الوطني المنشقة من جوبا تعاني أوضاعاً اقتصادية طاحنة أجبرتهم على نهب المواطنين وسرقة ممتلكاتهم، مشيرًا إلى أن ذلك السبب الأساسي الذي دفعهم للهجوم على المدينة، وأضاف أن قوات جبهة الخلاص الوطني فشلت في كبح جماح جنودها المنشقين عن الحكومة من نهب المواطنين والمؤسسات العامة فى كل من جليمو وبمايور الأمر الذي أدى إلى مقتل خمسة مدنيين فى كينيابا مؤكداً مقتل 20 وجرح العشرات منهم أثناء الهجوم.
وقال المصدر لـ(الصيحة) أمس إن قائد القاعدة فرانك دواهومي طالب الأطراف المتنازعة داخل حكومة جوبا بضبط النفس حيال الاحتقان العسكري في جوبا وهدد بالتدخل العسكري الدولي حال لم تنسحب قوات جوبا من حول منزل مالونق، لافتاً إلى أن التطورات جاءت عقب انشقاق 3700 جندي من قوات ماثينق أنيور أمس الإثنين كانت تحت قيادة الجنرال المتمرد تشان قرنق من بلفام واتجاهها نحو منقلا بأسلحتها الثقيلة والخفيفة للالتقاء بقوات قرنق المرابطة منذ السبت هناك.
وكشف المصدر بأن معلومات استخباراتية وردت للسفارة الأمريكية في جوبا تقول بأن قرنق يخطط لاقتحام جوبا من محورين، الأول من منقلا والآخر من توريت، مبينًا أن واشنطن غاضبة من جوبا بسبب تسريعها وتيرة العنف من خلال استهداف الموالين لرئيس هيئة الأركان السابق في الجيش الشعبي الجنرال فول مالونق أوان بالتعذيب والاختطاف والاغتيال.
ولفت المصدر إلى أن السفارة الأمريكية أبلغت جوبا رسمياً بغضبها تجاه نشرها الدبابات والأسلحة الثقيلة في كل من منقلا وتوريت واعتبرته إشارة لاستعداد جوبا لخوض معارك دموية جديدة في البلاد.
بدوره هدد رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت الولايات المتحدة الأمريكية بحرب ضروس حال تدخلت بدولته، وقال سلفاكير لوفد أعيان الدينكا الذي اجتمع به أمس بأنه غير مستعد لتسليم البلاد للأمريكان وأنه على استعداد لأن يموت أو يستسلم للسودان ويسلمه البلاد، قبل أن يتمكن استعمار غربي جديد من دولته، وأضاف المصدر بأن الرئيس سلفاكير خاطب قوات الجيش الشعبي أمس قائلاً عليكم بالاستعداد لأنكم ستحاربون الأمريكان والخواجات الآن بدلاً من المتمردين.
فيما أرسل الرئيس سلفاكير ميارديت وفد قيادياً من كبار أعيان دينكا أويل بقيادة قرنق دينق ومبعوث الرئيس أكوت لول للاجتماع برئيس هيئة الأركان المقال الجنرال فول مالونق أوان بمنزله بعد أن فشلت وساطات مجلس أعيان الدينكا بقيادة مولانا أبل ألير ومولانا أمبروس رينقس أمس فى نزع فتيل خلافات بينه وبين الرئيس سلفاكير، وكان مالونق قد رفض تجريد حراسه من أسلحتهم وترحيلهم إلى مراكزهم السابقة خوفاً على حياته، ووفقاً لمصدر مقرب من الوفد فإن سلفاكير اتهم مالونق بتدبير محاولة انقلابية ضده.
الصيحه