هل تحول حلم الوليد بن طلال ببناء أطول برج في العالم لسراب؟

يكتنف الغموض مشروع الملياردير السعودي الموقوف الوليد بن طلال (برج جدة)، بعد إفصاحه عن نيته في عام 2007 بناء أطول برج في العالم، لكن يبدو أن العقبات التي واجهها رجل الأعمال السعودي في السنوات الماضية، والتي حالت دون إتمامه في الوقت المحدد له، وهو عام 2011، لا تزال مستمرة، وإن اختلفت أسبابها.

وكان المشروع الذي لطالما فاخر به الوليد في أكثر من مناسبة، قد واجهته معضلات جمة في السنوات الأخيرة، تمثلت في عدم تحمل الأرض لبرج طوله أكثر من 1500 متر، ما دعا الملياردير السعودي إلى تقليصه إلى 1000 متر، إضافة إلى تأثير الأزمة الاقتصادية في عام 2008 على المشروع وتأخّر البدء بالعمل به.

أما أكبر الأزمات التي واجهت البرج الجديد فكانت نتيجة إيقاف شركة بن لادن العقارية المسؤولة عن تنفيذ المشروع بأمر ملكي، بعيد سقوط رافعة الحرم المكي، ما تسبّب في معضلات إضافية لم تكن في الحساب، ما جعل الوليد يعلن تأجيل الانتهاء من المشروع إلى عام 2019.

لكن الأمر مختلف هذه المرة، إذ تكتسب المعوقات بعداً آخر، حيث تشير المصادر إلى أن حلم الوليد بن طلال ببناء برجه الضخم قد بدأ في التلاشي بعد احتجازه واتهامه بارتكاب جرائم مالية؛ منها غسل أموال وتقديم رشى لمسؤولين حكوميين، ما قد يجعل إبصار المشروع النور في حكم المستبعد، وهو المشروع الذي عوّل عليه الأمير ليكون في قمة أولوياته.

تبلغ تكلفة المشروع أكثر من 75 مليار ريال سعودي (نحو 20 مليار دولار).

ويرجّح مراقبون أن يتوقّف العمل عليه نهائياً، في ظل الخسائر التي تتكبّدها شركاته، ما قد يجعل من الحلم سراباً.

كما أن اتهاماته بالفساد قد تعني إخضاعه لغرامات مالية ضخمة، ما يقلّص الأمل بانفراج أزمته، وقد يتسبب ذلك في زعزعة الثقة، ما ينتج عنه إحجام المستثمرين عن المضي قدماً نحو الاستثمار في المشروع.

ويتوقّع أن يدوم الأمر لسنوات طويلة، كون ذلك مرهوناً بالاتهامات المزعومة التي توجهها الدولة إلى الوليد بالتورط في تهم فساد ورشاوى وغسيل أموال، وقد يترتّب على ذلك بيع المشروع بأقل من قيمته أو إلغاؤه نهائياً.

وحسب دراسات جرى إعدادها بشأن المشروع تبلغ مساحة البرج أكثر من 5 ملايين متر مربع ويقع في منطقة أبحر، شمال مدينة جدة السعودية.

في موازاة ذلك، من المتوقع أن تستنكف شركة بن لادن العقارية عن الاستمرار في المشروع بعد احتجاز رئيسها بكر بن لادن والتحقيق معه، على خلفية قضايا فساد ورشاوى. ويرجح مراقبون أن أزمة البرج آخذة في الاستمرار بسبب صعوبة إيفاء شركة المملكة القابضة بتعهداتها المالية، في ظل وجود رئيس مجلس إدارتها الأمير وليد رهن الاحتجاز، فضلاً عن عدم إمكانية شركة بن لادن الإيفاء بمستحقات عشرات الآلاف من عمالها في المشروع جراء ذلك، ما يجعل المشروع على حافة الانهيار.

وكان الوليد بن طلال سباقاً في بناء الأبراج في السعودية، إذ يملك الوليد برج المملكة الشهير في مدينة الرياض، كذلك يمتلك سلسلة فنادق 5 نجوم حول العالم.

العربي الجديد

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.