نقاط التحول في حياتنا تكمُن في التفاصيل الدقيقة

سودافاكس :
هل يمكن أن تتخيل كيف يمكن لفكرة بسيطة أو شيء دقيق أو تفصيلة صغيرة في حياتنا أن تتحول وتنتشر بشكل كبير ووبائي، وتتفشى بين جميع الأوساط الاجتماعية في لحظة معينة فيما يعرف بنقطة التحول.

الوباء الاجتماعي للأفكار

يعبر عن الإقبال المتزايد على سلعة أو منتج أو سلوك أو خدمة معينة بشكل مرضٍ ويقرر جموع الشعب امتلاكها أو الاشتراك فيها، ويصل الأمر لحد تبنّي الفكرة نفسها من قِبَل المستهلكين.

قوانين تحول الفكرة الصغيرة لنقطة تحوّل

يوجد ثلاثة أشياء يجب توافرها في الفكرة غير العادية، ويمكن إجمالها في النقاط التالية:
1- أن تُحدث الفكرة فارقاً كبيراً وتعديلاً في حياة المستهلكين.
2- أن يكون التحول للفكرة بشكل لحظي ولا يستغرق وقتاً طويلاً.
3- أن تكون الظروف المحيطة بالفكرة (البيئة) مناسبة وقابلة للتطبيق فيها.

عوامل انتشار الفكرة (قوانين العدوى)

القانون الأول هو قانون الأقلية، وهو يعتمد على وجود عدد قليل من الأشخاص المشهورين أو الذين يمتلكون دائرة معارف كبيرة، ويقومون بنشر الفكرة بشكل سريع وكبير، ويطلق عليهم (الموصلون)، أما الصنف الثاني من الأشخاص يطلق عليهم (أصحاب الخبرة)، ولهم القدرة على جمع وتحليل المعلومات ثم تقديم ما توصلوا إليه من نتائج بصورة مناسبة، واستنباط التأثير والمردود من الفكرة على المستهلكين، والصنف الأخير منهم وهم (مندوبو المبيعات) الذين لهم القدرة على إقناع المستهلك بشراء المنتج؛ لذلك تم التركيز على استخدام مبدأ “باريتو 20/80” وفيه يتم اختيار 20% من الأشخاص المؤثرين كما ذكرنا وإقناعهم بالفكرة، ثم يقومون بنقل الفكرة بنسبة 80%؛ لذلك فنسبة 80% من النتائج تعتمد على 20% من الأسباب، والقاعدة تقول (اعمل بذكاء وليس بجهد)؛ لذلك حدد 20% من النقاط الأساسية للإقناع لتصل إلى 80% من الأهداف.

أما القانون الثاني فهو قانون الالتصاق وفيه يفضل أن يلتصق المنتج بالمستهلك كالمغناطيس ثم تحدد لماذا يرغب الناس في شراء منتجك تحديداً؟ وما هي ميزته التنافسية؟ وهل يمكن إجراء بعض التعديلات عليه لتحقق عائداً وجدوى أكبر أم لا؟

القانون الثالث الخاص باختيار المناسبة لتطبيق الفكرة من حيث اختيار الظروف والوقت المناسب لتطبيقها، فلا يمكن بيع أفضل المبردات في القطب الشمالي لعدم حاجة المستهلكين إليها.

كذلك تجربة “النافذة المكسورة” في نيويورك وكيف لاقت رواجاً لزيادة الأمن في البلدة بعد فاصل كبير من التحريات، وتم التوصل إلى أن الاهتمام بإصلاح النوافذ المكسورة في الطرق العامة يقلل من معدلات الجريمة ويشعر اللصوص بأن كل شيء وإن كان هيناً تحت سيطرة وحماية الدولة.

وفى الختام.. يمكن إيجاز ما سبق بأن الأشياء البسيطة مهمة في حياتنا قد لا ندرك ذلك بسبب قلة تأثيرها، ولكن لو توافر لها الطرح والظروف المناسبة لعرضها بطريقة تجذب المستهلكين لأصبحت نقطة تحوّل كبيرة قادرة على تغيير جزء من عالمنا الخاص، أو من يعيش إلى جوارنا لو حالفنا التوفيق.
هافينغتون بوست

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.