ناهد قرناص تكتب .. موت الجماعة ..عرس

العقل الجمعي الذي نتمتع به دون غيرنا من بقية الشعوب ..لن تجده يتكرر كثيرا ..كل الشعب السوداني يستخدم سيقنال 2 ..كمعجون اسنان ..حلاوة ماكنتوش ..هي المفضلة ..عصير تانج هو رقم واحد ..كل الشعب اما هلالابي أو مريخابي …لو تصادف ان صرح احد ..بانه لا يحب الهلال ..او المريخ ..لقامت عليه الدنيا ولم تقعد ..لابد من اعادته الى حظيرة الوطن ..الا وهي الاجماع على محبة شئ ..او الاصطفاف خلف كراهية أخر .

شاهدت فيديو عوض شكسبير الذي حاول فيه تقليد الفنان ابو عركي ..اضحكني ..وبس خلاص ..عادي يعني ..ليس هذا اول فيديو اشاهده لشكسبير وهو يقلد بعض الشخصيات العامة ..الذين عادة ما يتعاملون مع هذا الامر برحابة صدر ..الامر في النهاية لا يعدو مجرد تقليد ومزاح ..ربما لم يعجب البعض ..لكنه ايضا لقى قبولا عند البعض الاخر ..لكن السؤال يكمن ..الذين القوا الحجارة على شكسبير ..لماذا لم يفعلوا ذلك من قبل ؟؟ لانها ليست المرة الاولى التي يقلد فيها شخصيات سودانية لها وزنها واعتبارها.
التقليد لا يقدح في شخصية الاستاذ الفنان ابو عركي ..ولا يقلل من شانه ..ابو عركي فنان قامة ..من حقه ان يغني وقتما شاء ..حيثما شاء ..وفي اي مكان ..وهو الوحيد الذي يقرر هل يتقاضى مقابل مادي أو لا ..راي شكسبير فيه شخصي ..وكان من الممكن ان يمر كسابقيه ..ولا يثير كل هذه الضجة .
هناك ما يبرر موقف محبي ابو عركي لانهم وجدوا مساسا بشخصية لها قيمتها عندهم ..لكن المستغرب هو تدخل مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية ..واستدعاء شكسبير ..واستجوابه عن الفيديو ..اها دا اسمو شنو وساكن وين ؟؟ يا ترى يا هل ترى طلب المجلس استدعاء ولي الأمر ؟ ولا تم الاكتفاء بمعاقبته باعادة كتابة الاملاء عشر مرات ؟؟
لماذا يصر مجلس المهن الموسيقية على التعامل كأنه مجلس الاباء في مدرسة ابتدائية ؟؟ والى متى تستمر نظرية (الاخ الاكبر ) الذي يمارس الرقابة على الجميع ؟؟كنت اتوقع من المجلس ان يخرج بيانا ..يحاول فيه ارساء مفهوم تعدد الاراء وتقبل الاختلاف خاصة في مجالات الفن والابداع التي تخضع لمفاهيم اختلاف الذوق والقبول من فرد لأخر ..ان يقول لابي عركي ..انت فنان قامة ..وشخصية عامة ..ولذلك ستجد من يقلدك ..ومن يتخذك قدوة ..ومن لا يحب سماع اغانيك ايضا ..ويوضح ان شكسبير فنان كوميدي …والرؤية الساخرة للامور عادة ما تختلف زواية تناولها للمواقف ..كنا نتوقع ذلك ..لكن تقول شنو ..الله غالب بس.
الذي خلصت له من هذا الموقف ..ان فكرة الديمقراطية .وتقبل الرأي الاخر ..لا تزال تبعد عنا سنوات ضوئية ..لا فرق بين واقف في هذه الضفة ..او ذلك الذي في الشاطئ الأخر ..كلنا سواسية يضيق صدرنا بالرأي المخالف ..وسنظل طويلا نرفض استبدال معجون الاسنان ..وحلاوة ماكنتوش ..وعصير التانج ..الله كريم علينا

المصدر : الأحداث نيوز

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.