قطار الجزيرة… كائن اخضر يتلوى بين الحقول

سودافاكس :
خلال الساعات الأخيرة من صباح أمس “الجمعة”، كان مواطنو ولاية الجزيرة في القري المطلة على الطريق الرئيسي شرقاً وغرباً، يقفون مدهوشين وهم يرون كائناً أخضراللون بطول يزيد عن (400) متر قليلاً، يتلوى بسرعة كبيرة، ماراً من أماهم متخذاً من قضبان السكة حديد مساراً له، بعضهم بدأ يصفق يديه فرحاً، وبعضهم بدأ يكبر الله بينما كثير منهم ألجمته المفاجأة، فالكائن لم يكن سوى قطار الجزيرة في رحلته التجربية الأولى، توطئة لاطلاقه بصورة رسمية الثلاثاء المقبل على يد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير.
قطار الجزيرة “صنع في الصين” ليقطع المسافة البالغة (120) كلم بين الخرطوم وود مدني مرتين يومياً، برحلة مزدوجة تنطلق في توقيت واحد من ود مدني للخرطوم ومن الخرطوم لود مدني، ليتلاقى القطاران في محطة “المعليق” قبل ان يواصل كل مساره نحو محطته الأخيرة ويعاودا الكرة مرة أخرى خلال اليوم لتكون المحصلة (4) رحلات ذهاب وإياب لنقل (1800) شخص يوماً، خاصة وان سرعة القطار تصل الى (120) كيلومتر في الساعة يمكنه عبرها أن يطوي المسافة بين الخرطوم وود مدني البالغة (184) كلم في أقل من ساعتين.
وقال وزير النقل مكاوي محمد عوض في تصريحات صحفية أنهم قاموا بتغيير القضبان ونظام خط السكة حديد من مدني وحتى الخرطوم بأيد وخبرات سودانية وتمويل ذاتي عبر بنكي فيصل وأم درمان الوطني ليتوائم مع القطار الجديد لافتاً لإنشاء أربع محطات جديدة على طول الخط بكل من المسيد، المعيلق، الحصاحيصا وود مدني.
وحددت إدارة السكة الحديد فئات التزاكر للقطار الجديد بـ(50) جنيها للتزكرة الواحدة بين الخرطوم وود مدني و(35) جنيها للتزكرة بين الخرطوم والحصاحيصا وحدثت نظام الدخول عبر بوابات محطاته عبر تزاكر الكترونية
رحلة الأمس كانت تجريبية بحسب تصريحات مدير الاقليم الاوسط للسكة الحديد عبد الوهاب مصطفى الذي بين ان الرحلات التجريبية ستستمر حتى يوم الاثنين مبينا ان القطار يتكون من رأسين و(6) عربات سعة العربة الواحدة منها (72) راكبا.
وعبر عدد كبير من مواطنو الجزيرة الذين استطلعتهم “الاحداث نيوز” عن فرحتهم خاصة الشباب الذين اوضح عدد كبير منهم ممن هم دون الـ(20) انهم لم يروا من قبل قاطرة ركاب تجوب الجزيرة بينما استعاد مواطنو منطقة المسيد المحطة زكريات سابقة كان مرور القطار فيها قاسما مشتركا للجميع في المنطقة التى تحولت الى سوق بهائم لاحقا قبل ان يعاد اكتشافها كمحطة سكة حديد من جديد.
وأبدى عدد من المواطنين دهشتهم من تصميم القطار الحلزوني مشيرين الى انه يمثل نقلة كبيرة جدا في وسائل النقل العام ويمكنه ان يقلل من الحركة على الطريق الاسقلتي وبالتالي يقلل من الحوادث الكارثية التى حدثت لدرجة ان طريق مدني الخرطوم القومي اطلق عليه طريق الموت.
قطار الجزيرة تجربة ان كتب لها النجاح يمكنم ان تسهم بصورة مباشرة في ربط مناطق الانتاج بالاسواق وتقلل الزمن المفقود في الرحلات عبر البصات السفرية فضلا عن تقليل التكلفة للمسافرين في ظل ارتفاع تزكرة السفر عبر البصات الى 80 جنيها من الخرطوم الى ود مدني غير ان خبرا حذروا من ان يطال قطار الجزيرة ما طال قطار النيل المسير بين الخرطوم وعطبره والاهمال الذي طاله وعدم انتظام رحلاته ومساواة تزكرته بتكزة البصات السفرية بدعوى المحافظة على البصات السفرية.
الاحداث

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.