ترامب والتحرش والطبيعة

أحداث كثيرة شهدتها الولايات المتحدة الأميركية في عام 2017، لم تقتصر على قطاع بعينه إذ امتدت من الكوارث الطبيعية إلى القرارات الرئاسية وصولاً إلى فضائح التحرّش.

تنافست أحداث مهمة في الولايات المتحدة خلال العام المنصرم على تصدّر المشهد واحتلال موقع حدث العام. ولعلّ عدم حصول الرئيس دونالد ترامب على لقب شخصية العام، واختيار مجلة “تايم” نساء تعرضن للتحرش الجنسي وكسرن جدار الصمت، يمثل علامة على تاريخية هذا الحدث الاجتماعي وتداعياته على مختلف مناحي الحياة الأميركية.

ومن لائحة التنافس على لقب حدث العام 2017 في الولايات المتحدة سلسلة من القرارات التنفيذية الرئاسية اتخذها ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض بدأها بقرار ذي نسخ ثلاث منع فيه رعايا ست دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة، ثم إلغاء برنامج “داكا” الذي يعنى بأولاد المهاجرين غير الشرعيين. كذلك، انضمت إلى اللائحة كوارث طبيعية تعرضت لها الولايات المتحدة وتوزعت بين أعاصير وعواصف وصقيع وحرائق.

تحرّش

أطاحت ثورة الأميركيات ضد رجال النفوذ والشهرة خلال عام 2017 برؤوس كبيرة من المتحرشين وصلت إلى رجالات الكونغرس المخضرمين، ونجوم المؤسسات الإعلامية الكبرى، بعد صدمة الاتهامات بالتحرش الجنسي التي كانت قد اجتاحت هوليوود ووادي السيليكون، ودحرجت رؤوس نجوم كبار في صناعة السينما وتكنولوجيا المعلومات.

خلال الصيف الماضي، أثارت فضيحة الرمز الهوليوودي هارفي وينستين واتهامه بالتحرش بعشرات النساء اللواتي عملن معه في الإنتاج السينمائي، السجال حول ثقافة الاغتصاب في الولايات المتحدة. وفي شهادات مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ومقالات نشرت في كبريات الصحف الأميركية سلطت ممثلات وعاملات في مجال السينما، تعرضن للتحرش أو الاعتداء الجنسي من قبل وينستين، الضوء على حجم الفساد الأخلاقي والمالي المتفشي في هوليوود.

بالرغم من الجدل الكبير الذي أثارته حملة النساء ضد المتحرشين، التزم ترامب الصمت، وتجنب الخوض في قضايا التحرش الجنسي ربما بسبب اتهامات التحرش التي كانت قد وجهتها إليه 16 امرأة قبل أيام قليلة من انتخابات الرئاسة، التي خاضها ضد مرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، أو لأنّه أدرك أنّ تلك الحركة النسائية هي امتداد للمعركة الانتخابية الرئاسية التي خاضها العام الماضي ضد كلينتون التي كادت أن تصبح أول امرأة أميركية تنتخب رئيسة للولايات المتحدة.

حظر دخول المسلمين

من المفارقات التاريخية التي يمكن إدراجها في لائحة التحولات العميقة التي شهدها المجتمع الأميركي خلال عام 2017 تحول الرأي العام الأميركي باتجاه إبداء مزيد من التعاطف مع المسلمين الأميركيين. وقد ظهر ذلك في الحراك الشعبي والاحتجاجات التي شهدتها مدن الولايات المتحدة مطلع العام 2017 رداً على قرار ترامب حظر دخول رعايا دول ذات غالبية إسلامية إلى الولايات المتحدة. وكان لافتاً في هذا الإطار تصدي القضاء الأميركي بالذات لقرارات الرئيس المتعلقة بحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، واعتبار هذه القرارات متناقضة مع الدستور الأميركي الذي يمنع التمييز على أساس ديني أو عرقي.

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.