الخرطوم – تفاقمت أزمة الخبز في السودان بعد يومين على اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي في الخرطوم الذي أكد سعيه لجعل السودان سلة الغذاء العربي. وحضر الاجتماع وزراء المالية والاقتصاد والتجارة بالدول العربية والصناديق ومؤسسات التمويل العربية ومنظمات العمل العربي المشترك بجانب مشاركة عدد من مؤسسات التمويل الدولية.
دخلت أزمة الخبز في السودان يومها الخامس على التوالي، حيث شهدت المخابز ازدحاما شديدا من قبل المواطنين. وشهدت العاصمة الخرطوم إغلاق بعض المخابز أبوابها أمام المواطنين، لعدم وجود مادة الدقيق، حسب قول أصحابها.
جاء ذلك بعد يومين على اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي في الخرطوم الذي أكد سعيه لجعل السودان سلة الغذاء العربي. وحضر الاجتماع وزراء المالية والاقتصاد والتجارة بالدول العربية والصناديق ومؤسسات التمويل العربية ومنظمات العمل العربي المشترك بجانب مشاركة عدد من مؤسسات التمويل الدولية.
وقال نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية في الاجتماع إنه حان وقت رفع شعار” السودان سلة غذاء الوطن العربي لما يمتلكه من الاراضى الزراعية الشاسعة تبلغ 40 مليون فدان ومناخ مناسب وبيئة صالحة للزراعة ومصادر متنوعة من الطاقة والخبرات الفنية”.
ويقول محللون إن واقع السودان بعيد جدا عن تلك الطموحات حيت ينتشر الجوع ولا ينتج البلد سوى نصف ما يستهلكه من القمح التر لا تزيد على 1.5 مليون طن قمح سنويا. وتشير التقديرات الى أن إنتاجه من القمح بلغ في العام الماضي نحو 750 ألف طن فقط.
في هذه الأثناء تتواصل معاناة السودانيين من نقص الخبز. وقال خليل مبارك، صاحب مخبز “البركة” في الخرطوم، إن كميات الدقيق التي يتم توزيعها للمخابز، تناقصت إلى حد كبير في الأيام الماضية”.
وأشار إلى أن “نقص القمح على حد علمنا يعود لفشل بنك السودان المركزي في الالتزام بتعهد غير قابل للنقض بتوفير نقد أجنبي للبنوك التي تسدد لموردي القمح بالخارج”.
ولا تعلن الخرطوم عن احتياطي النقد الأجنبي، رغم تأكيد المسؤولين بأنه في معدل آمن. ويرى مراقبون أن الحكومة السودانية تواجه تحديا كبيرا في توفير العملة الصعبة بالتزاماتها بعدما فقدت رسوم عبور نفط الجنوب لفترات طويلة متقطعة على مدار العام الماضي. وقال النذير أحمد، أحد العاملين بمخبز الريان، شرق الخرطوم، إن بعض المخابز اتجهت للسوق الموازية، لتوفير الدقيق بأسعار عالية تصل إلى ضعف السعر الرسمي. وانتقلت أزمة الخبز إلى عدد من ولايات السودان، أبرزها نهر النيل والجزيرة والشمالية. وناقش الاجتماع الاستثنائي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي مبادرة الرئيس السوداني عمر البشير للمساهمة في سد الفجوة الغذائية وتحقيق الأمن الغذائي العربي.
وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية من تداعيات مضاعفة تكلفة استيراد الغذاء وارتفاع اسعار الطاقة التي تضاعف تكلفة الانتاج الزراعي وتزايد المشاكل في الحصول على الغذاء. ودعا العربي السودان لإحداث نقلة في التمويل الزراعي وتهيئة المناخ الملائم للاستثمار وتشجيع الاستثمار الزراعي. وطالب بتعزيز التبادل التجاري والزراعي بين الدول العربية ومع جوارها الأفريقي فضلا عن ضرورة حماية الموارد الطبيعة وتطويرها.
وكانت القمة العربية التنموية التي عقدت في الرياض العام الماضي قد رحبت بمبادرة الرئيس السوداني بشأن الاستثمار الزراعي العربي لسد الفجوة الغذائية العربية وكلفت المجلس الاقتصادي والاجتماعي بعقد اجتماع استثنائي له في السودان لبحث المبادرة وخطواتها التنفيذية. وأكد محمد أحمد الشحي وكيل وزارة الاقتصاد الاماراتية خلال الاجتماع أهمية الأمن الغذائي العربي في ظل الفجوة الخطيرة بين الانتاج والاستهلاك في الوطن العربي وارتفاع الواردات الغذائية العربية بشكل مضطرد. ويعاني العالم العربي حالة عجز غذائي تزداد حدتها وتقدر بحوالي 50 مليار دولار. وتتضمن فاتورة استيراد الغذاء السنوية سلعا غذائية أساسية لا يمكن الاستغناء عنها مثل القمح واللحوم والألبان والسكر والزيوت.
وشدد الشحي على ضرورة منح القطاع الزراعي وقطاع الصناعات الغذائية الاهتمام اللازم ومضاعفة الاستثمارات فيهما وتفعيل السياسات الاقتصادية الخاصة بهذين القطاعين لكي نحقق أمننا الغذائي على الأقل والاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية الأساسية.
الراكوبة