هبوط اضطرارى

يوسف الجلال

لا النافية ولا الناهية
ذُهلت – مثل كثيرين – من الحملة الممنهجة، التي انتظمت بعض صحف الخرطوم – وبعض مواقع التواصل الإجتماعي، لنفي – ما أشيع انه – حديث صحفي أدلى به الدكتور أمين حسن عمر، لصحيفة (الصيحة). وصعقتني المفاجأة من قدرة بعض الأقلام على نفي حوار لم يُنشر، بعد ان حالت ظروف (محددة) دون ان يكون مبذولا للناس في هذه الصحيفة التي عزّ لقاؤها على القراء أمس الأول.

لا اخفي عليكم انني اعجبت بهذه الصفة الخارقة التي توافرت لبعض الزملاء، والتي جعلت بعضهم ينقب في اقبية الدواخل – دون مبرر – ويفتش في قلوب الناس ليحاكم النوايا، ويقرر: بأن هذا مخطئ وذاك ليس بصائب..!، واعجبتني هذه القدرة الفارقة، وحفزتني لأن أطلق على من تولوا كِبر حملة تكذيب الحوار – دون ان يطلعوا عليه – لفظة (لا النافية)، وبالمقابل تيقنت بان الظروف (المحددة) التي حالت دون نشر حوار الدكتور امين حسن عمر، تستحق ان نطلق عليها توصيف (لا الناهية).

واسوأ ما في القصة كلها أن بعضا ممن كنا ندخرهم – بحسن نية – للإسهام في تغيير واقع الصحافة، انخرطوا في حادثة “الافك المهني”، بعد ان استعمتهم قرائن أحوال ضعيفة الحجة، واهية المنطق، فطفقوا يستتفهون حوار (الصيحة) الذي لم ننشره للظرف عاليه، ولم يطلعوا عليه لذات السبب. بل سارعوا الى استحلاب الافادات من مواقع التواصل الإجتماعي، لتفنيد الحوار الضجة، الذي نتوقع ان يُسهم – سريعا – في رسم واقع حزبي داخل التنظيم الحاكم، ان لم يكن ذلك قد حدث بعد ان تم إقصاء الدكتور امين حسن عمر من توليفة المكتب القيادي للمؤتمر الوطني.

لا يهم (الصيحة) – وبالطبع لا يهمني – اذا تملكت الغيرة بعض صحف الخرطوم، وجعلت بعضهن يقطعّن صفحاتهن، من اجل استتفاه وتحقير صنيعنا المهني ومنشوراتنا الصحفية. فقد جربنا منهم اكثر من ذلك، وجربوا منا غفرانا وصفحا لا يجيدونه. لكن مع ذلك كله نقول لهم ان كثيرين ساءهم، وغشيهم ضيرٌ كبير جراء نفي أخبارهم وحوارتهم من قبل صحف أخرى، بعد ان ثبت سوء صنيعهم، وكذب منشورهم، فكيف يأتوا ليكذبوا حوارا لم يٌنشر ولم يكن مبذولا.

لست مهموما بالحملة المستعرة التي تصدرتها وتولت كبرها صحيفة عريقة، بغية تكذيب الإفادات الساخنة والمباغتة التي حفل بها الحوار لان بعض النفي والتكذيب يفضحه الغرض. لكن ما بال (لا النافية) لا تسأل (لا الناهية)، وهي من اضطلعت على نص الحوار مثار النفي .

لكن ما يؤسف له المرء، ان بعض الذين غشيتهم حملة التكذيب، وركبوا سفينتها وشاركوا فيها، كانوا قد راودوا “يوسف” عن قلمه وحواره وعن نفسه الصحفية، ومنهم من قال – قبل أيام – اتوني به استخلصه لنفسي.. فتأمل!

الصيحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.