الترابي يكشف ملامح مفاجأة الرئيس اليوم

يوجه الرئيس عمر البشير اليوم خطاباً مهماً للشعب السوداني في الثامنة والنصف مساءً بقاعة الصداقة، يتعلق بقضية الإصلاح الذي يشمل القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية في إطار وطن قومي موحد، بمشاركة وحضور قيادة الأحزاب السياسية، على رأسها الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي د. حسن الترابي، وزعيم الأنصار رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي، ورئيس حركة الإصلاح الآن المنشقة عن الحزب الحاكم  د. غازي صلاح الدين، وممثلين عن رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني، وعدد من قيادات الأحزاب الأخرى.
في وقت كشف الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن الترابي عن ملامح المفاجأة التي يعتزم الرئيس إطلاقها اليوم، وتوقع أن يتبنى الرئيس خطاً جديداً لإفساح المجال للحريات ومراجعة الكثير من السياسات، وقال الترابي في تصريح خاص لـ «الإنتباهة» إن الكثير من السياسات السابقة هي التي قادت البلاد للحالة الراهنة التي تعاني منها، وأكد الترابي أن البلاد في حالة لا تحتمل امتداد الصراعات، موضحاً أن السودان محاط بالصراعات والحروب الإقليمية، فضلاً عن وجود تكالب دولي على البلاد من القوى الأجنبية، وامتدح الترابي الرئيس، وقال: «الرئيس استشعر الخطر المحدق بالبلاد من كل جانب ويحاول تهدئة الأوضاع»، وأضاف قائلاً: «ما سيطرحه سيكون أفضل كثيراً من لو تم طرحه قبل ستة أشهر»، وأوضح أن حزبه في السابق اختلف مع الوطني حول مبادئ وقيم مثل الديمقراطية والشورى وإفساح الحريات، ورهن الترابي أي تعاون وتفاهم بينه وبين الوطني باقتراب الأخير من هذه القيم، وأكد أن هم حزبه لا ينصب في المشاركة في السلطة أو الحكم، وإنما الخروج من الأزمة التي تعاني منها البلاد، وأكد أنه لا يتوقع مفاجأة كبيرة.
وأبلغت مصادر موثوقة أن زعيمي المعارضة الترابي والصادق المهدي سيلبيان الدعوة للمشاركة في لقاء الرئيس. وكشف مصدر موثوق به لـ «الإنتباهة» عن وصول دعوة رسمية من قبل الحزب الحاكم لحزبي المؤتمر الشعبي والأمة القومي، ورحب حزب الأمة في بيان تسلَّمت «الإنتباهة» نسخة منه أمس بالدعوة، معلناً تلبيته لها، وفقاً لحوار وطني جامع يفضي لتحقيق الأجندة الوطنية.
ومن جهته قال الأمين العام للحزب الشيوعي صديق يوسف لـ «الإنتباهة» إن حزبه لم يتلق أو يتسلَّم  أية دعوة بشأن اللقاء حتى مساء أمس، وتطابق حديثه مع رئيس تحالف قوى الإجماع الوطني فاروق أبو عيسى  الذي أكد أيضاً أنه لم يُخطر بتلك الدعوة.
بيد أن المؤتمر الوطني أكد أن الدعوة قدمت لرموز المجتمع السوداني إلى جانب القوى السياسية دون استثناء بما فيها أحزاب المعارضة لحضور لقاء الرئيس مساء اليوم الذي يُعلن فيه الوثيقة الإصلاحية الشاملة التي عكف عليها منذ وقت طويل، وقال إن الحديث عن حكومة قومية محاولة لتحميل الحقائق أكثر مما يجب.
وقال الناطق الرسمي باسم القطاع السياسي قبيس أحمد المصطفى عقب اجتماع القطاع الذي التأم أمس برئاسة نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن، إن الرئيس سيأخذ في حديثه رؤيته للمستقبل بمعنى وفكرة وسياسات جديدة يستطيع الوطني أن يتجاوز من خلالها كثيراً من الأوضاع السياسية في السودان. وأكد قبيس التزام الحزب بالمضي قدماً في ما يحقق التوافق السياسي في السودان، وعبر عن استعداده لفتح حوار طويل ومتكافئ مع الجميع.
ومن جانبه قال أمين العلاقات السياسية بالمؤتمر الوطني د. مصطفى عثمان إسماعيل، إن خطاب الرئيس سيكون شاملاً، وجدد الدعوة إلى كل القوى السياسية دون استثناء للحضور والمشاركة في اللقاء، وشدد على أن الدعوة وجهت إلى كل القوى السياسية الوطنية، وتوقع أن يفضي الخطاب إلى مؤشرات إيجابية تصب في صالح العملية السلمية بالبلاد.
وأوضح د. مصطفى أن خطاب البشير سيكون شاملاً ومهماً لما سيتضمنه من مؤشرات إيجابية لصالح العملية السياسية بالبلاد.
وفي ذات الاتجاه قال رئيس الهيئة القيادية لقوى الإجماع الوطني فاروق أبو عيسى لـ «الشرق الأوسط» إن مخرج السودان من أزماته يتطلب وضعاً انتقالياً كاملاً وبمشاركة كل القوى السياسية والجبهة الثورية وقوى الهامش والشباب. وأضاف أن المعارضة متمسكة بموقفها المعلن من قبل بإتاحة الحريات وإطلاق سراح المعتقلين ووضع انتقالي كامل في البلاد، وقال: «لن نشارك في هذه المسرحية الهزلية التي يطلقها النظام من حين لآخر»، واصفا الأزمة في السودان بـ «العميقة»، وقال إن البلاد تتدحرج نحو الهاوية، محملاً النظام الحاكم مسؤولية ذلك لفشله السياسي والاقتصادي على حد قوله، وقال: «قضايا البلاد الحالية لا تحتاج إلى مفاجآت كما يردد النظام، ولا العطايا والمنح ببعض الوزارات، وإنما بحلول واضحة وبمشاركة الجميع في حوار في الهواء الطلق».

الانتباهة

Exit mobile version