زنـقـــة الهندي عز الدين

الهندي عز الدين له طعم خاص عرفه به الناس وانطبع في أذهانهم على مدى سنوات … .. لا بل وأصبح سبباً في شهرته ، وتهافت الشباب خاصة على متابعة أخباره ومقالاته على سبيل التندر والمفاكهة …… والطريف أن الناس ما أن سمعوا بخبر إعادة تكليف الفريق صلاح قوش حتى تبادر إلى ذهنهم فوراً الهندي عز الدين .. وتلاقت جميع الآراء والتوقعات بأن (صاحبهم) هذا قد إنزنق زنقة ترزي في وقفة عيد الفطر.

مشكلة الهندي عز الدين أنه دخل عالم الصحافة من نافذة الوراثة والبحث عن الشهرة لا غير … وأنه جاء للصحافة وهو شديد التأثر بالمدرسة الصحفية المصرية التي لا تصلح “أخـلاقياً” للإستنساخ والتطبيق وسط المجتمع السوداني المغاير في عاداته وتقاليده وقيمه ومثله عن المجتمع المصري…… وكذلك يؤخذ على المدرسة المصرية أنها تبالغ كثيراً في تصوير نفوذ الصحفي وسلطته ؛ رغم أن الواقع يقول عكس ذلك تماماً… فالصحافة ليست في بلدان العالم الثالث ليست سلطة رابعة بقدر ما أنها مهنة مليئة بالمتاعب والقيود وتكتنفها “حُـرفـة ” الأدب فوق ذلك.

وحتى لا نظلم الهندي عز الدين . فهناك أيضا من تأثر بهذه المدرسة المصرية .. وظن أنه مؤهل كي يصبح محمد حسنين هيكل جوار عبد الناصر ، و إيراهيم نافع في الأهرام جوار السادات ….. وجميع ذلك من المستبعد إستنساخه في الصحافة السودانية لعدة اسباب تحتاج إلى بحث منفصل عن علاقة الصحافة بالأنظمة السياسية في مصر . ثم والقضايا القومية العربية التي كانت تتبناها مصر ؛ وتستقطب الرأي العام العربي خلال فترة مضت.

وبسبب أن الهندي عز الدين يفتقر إلى “المفتاح الإنجليزي” في التعامل مع الشبكة الأخلاقية السودانية ، وتفكيك المستعصي منها في درب الحاكم .. نراه يتلطش ويتخبط يمنةً ويسارا دون منهج ، ولا من داعي أو لزوم .. ولا يتعدى ما يكتب عن قناعات وآراء شخصية.

والتخبط الذي يعاني منه الهندي عز الدين لا يخلو من حماقة مطبوعة إبتلاه الله بها ، ولن يسطع منها فكاكا …..

وبسبب الشبكة العنكبوتية ومعطياتها لجهة التوثيق والحفظ والشفافية . فقد كان أول ما تبادر إلى ذهن الشيب والشباب عند إنتشار خبر إعادة تكليف الفريق صلاح قوش مديراً عاماً لجهاز الأمن الوطني والمخابرات … كان أول ما تبادر إلى أذهانهم هو مدى الإحراج الذي سيحس به ويتعرض له الصحفي الهندي عز الدين خاصة….. وعلى نحو يجعل المتابع لهذه المداخلات والتعليقات يصل إلى بقين بأن عامة الناس تظن أن الهندي عز الدين سيتعرض للمساءلة والعقاب على ما تفلت به قلمه ولسانه عام 2012م دون علم .

كانت معظم المداخلات والنكات التي عبر بها أصحابها عن موقف الهندي عز الدين هو قول هؤلاء (الليلة يا الهندي) … (بتروح وين؟) … (وقعتك طينة) …… إلخ من توقعات تخيلها البعض بعفوية وذهنية المواطن العادي الذي قد تختلط عليه المواقف العامة مع المواقف الشخصية….. وأعتقد أنها أدخلت الرعب والخوف في قلب الهندي المغلوب على أمره.

ولكن . على الرغم من كل .. فلم يكن البعض يتوقع أن يتأثر الهندي عز الدين إلى هذا الحــد بهذه “الشماتة” و “التخويفات” … والتوقعات السالبة التي ساقتها المداخلات على الشبكة العنكبوتية … وهي التي جاءت بخفة ظل تدل على أن المثقف السودان خفيفه وثقيله لا يكن حقداً على الهندي عز الدين بقدر ما أنه يستهين ويستخف به وغير مقتنع بإسلوبه في التعامل الصحفي المهني مع الحدث السياسي ….

تعامل الهندي عز الدين مع الحدث السياسي فيه حماقة يكشفها تجاوزه للسرعة القانونية دائما … وجهله التام بكيفية الضغط على الفرامل بين الحين والآخر.

لقد إستدعى المتداخلون في وسائط المعلوماتية واقع أن الهندي عز الدين ، كان قد سارع وصرف الكثير من الأحبار وطاقة الكلام بإدانة الفريق صلاح قوش ؛ بعد تلاوة وزير الإعلام أحمد البلال لبيان ما أعتبر محاولة إنقلابية فاشلة (22 نوفمبر 2012م) ضد النظام الحاكم ….. وقال فيه ما لم يقله مالك في الخمر . وبدون داعي ولا تبصر ولا إنتظار حتى تنقشع العاصفة ويتبين مدى الخفايا والأسباب ومسئولية هذا الطرف أو ذاك.

وكنا نتوقع أن يتعلم الهندي عز الدين الدرس . فيتقن السكوت وعدم الكلام بأسلوب الهذيان . ولكن فوجيء الناس به يكتب مقالاً في زاويته (شهادتي لله) بعنوان “عودة الفريق قوش ما لا يعلمه المتسطحون والسفهاء!” . يؤكد فيه أنه كان على علم مسبق (قبل اسبوع كامل) بصدور قرار رئاسي بتكليف الفريق صلاح قوش ( لاحظ نفس أسلوب محمد حسنين هيكل عند سرده لقرارات عبد الناصر ) .. حيث نراه هنا يستخدم كلمة “متسطحون” .. يعني بالبلدي الفصيح هو وحده المطلع على الخبايا .. وأنه في عداد الحيران والمقربين والمجاورين والعالمين ببواطن الأمور … ويا بلاش……… ولم لا ؟ … أليست هذه شهادته لله؟

كل ما كتبه الهندي عز الدين في هذا المقال لم يكن له داع .. وفهم منه الناس أنه خـوف ورعب إستباقي ووسواس قهري … ونزق وحماقة . ومسارعة للتحـلّــل من ذنب إقترفه في حق صلاح قوش ويخاف ويلات عاقبة أمره …

كان على الهندي عز الدين أن يدرك أنه مجرد صحفي كان يعبر عن رأيه الشخصي . ونادراً ما يحاسب جهاز الأمن الوطني صحفياً أو كاتباً لمجرد أنه يعبر عن رأيه الشخصي الخاص به شفاهة أو كتابة … ولو كان جهاز الأمن يحاسب كل شخص يعبر عن رأيه . فمعنى ذلك أنه سيحاسب جميع أبناء الشعب السوداني. ولكن الشاهد أن هناك مئات آلاف من أصحاب المداخلات في وسائل التواصل على سبيل المثال ؛ يقولون في نظام الإنقاذ ما لم يقله الحطيئة من سخرية لاذعة وهجاء .. وأغلبهم مقيمون داخل البلاد . ومع ذلك لم يتعرض لهم أحد بسوء حتى تاريخه.

وبالطبع فقد إلتقطت مواقع التواصل الإجتماعي مقال الهندي عز الدين هذا . وتناولوه كالعادة بمداخلات مليئة بالتهكم والسخرية … والعجب من شخص يسارع بتغيير أقواله والتحلل منها دون خجل.

كذلك ننعى على الهندي عز الدين ؛ أنه سارع إلى رمي الكرة في ساحة المغتربين دون تمحيص ولا دليل .
ويبدو أن المغترب يشكل هاجساً يقلق منام البعض في الصحف الورقية لا لشيء سوى الإنطباع الغير دقيق بان المغتربين هم وحدهم الذين ينشطون في وسائل التواصل الإجتماعي التي تعرض الآراء الشخصية للبعض ، والمواقف السياسية التنظيمية لكوادر المعارضة الحزبية والحركات المسلحة بكل الشفافية دون رقيب أو مصادرة.

والطريف أنه لجأ إلى إيراد وصف “السفهاء” في وصف المغتربين والمعارضين . دون إدراك بالمعاني الصحيحة والمراد لهذه الكلمة . والتي لو دققنا النظر في معناها “اللغوي العربي ” لوجدنا أنها تدين كاتبها عز الدين الهندي قبل غيره من المغتربين.
فالسفيه يا أبها الهندي عز الدين هو الشخص الخفيف المتسرّع.
هذه المرة ربما جاءت سليمة ….. وحبذا لو تعلم الهندي عز الدين الدرس . فلا يغلو في الشماتة والقدح في هذا المسئول أو ذلك بمجرد إعفائه … والله وحده العالم.

مصعب المشرف

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.