القاهرة .. ملف في انتظار (قوش) !!

أثار تعيين مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول ركن مهندس صلاح عبد الله قوش ردود أفعال واسعة، حيث لا يزال صدى الخبر متداولاً حتى الآن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لجهة أن الرجل بذات (المفاجأة) التي ذهب بها عاد ولذات المنصب.

ويتساءل الكثيرون حول الملفات التي سيسهم الوافد الجديد القديم لكابينه قيادة الجهاز في التعامل معها، ولعل أبرزها وفي مقدمتها ملف العلاقات مع مصر والتي بات الجانب الأمني فيها شريكاً أصيلاً منذ قرار رئيس الجمهورية المشير عمر البشير إبان زيارة الرئيس المصري السيسي للأول في مقر إقامته بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا في خواتيم يناير الماضي على هامش مشاركة الجانب السوداني والمصري بالقمة الأفريقية الثلاثين، حيث شكل البشير لجنة أمنية مشتركة بجانب الدبلوماسية المتبعة.
لقاء البشير والسيسي
وجاء حينها لقاء البشير والسيسي بعد فترة من التوتر غير المسبوق بين الخرطوم والقاهرة، أدى الى استدعاء الخرطوم لسفيرها عبد المحمود عبد الحليم من مصر في سابقة تعد الأولى من نوعها.
وبعد اللقاء الذي جمع الرئيسين في الزهرة الجديدة أو أديس أبابا، لم تهبط حدة التوتر كثيراً خاصة في أعقاب تسرب نقود سودانية مزورة من فئة الخمسين جنيهاً، الأمر الذي لم يخفَ على أحد وأحدث ربكة بالتعامل النقدي وجعل محافظ البنك المركزي يشير في تصريح لـ(الإنتباهة) بأنهم يدرسون سحب فئة الخمسين جينهاً.
نقاط الاتفاق
وكانت اللجنة الرباعية قد اجتمعت بالقاهرة الأسبوع الماضي في أولى جولاتها، حيث اجتمع وزير الخارجية البروفيسور إبراهيم غندور ومدير جهاز الأمن والمخابرات السابق الفريق أول محمد عطا المولى مع نظيريهما وعادا الى الخرطوم .
وقال غندور في تصريحات صحافية إن هنالك بعض النقاط تم الاتفاق حولها وأنهم سيمضون قدماً في تنفيذها، مشيراً الى أن ما تم الاختلاف حوله سيبحث ويناقش خلال الجولات .
وبالمقابل قالت وزارة الخارجية المصرية عبر ناطقها الرسمي أحمد أبو زيد في بيان لوزارته في موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) بأن الخارجية المصرية تتابع عبر القنصلية العامة المصرية في بورتسودان تتابع واقعة احتجاز مركب الصيد المصري .
عملية قابلة للتعديلات
الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء (م) د.محمد عباس لــ(الإنتباهة): إن التعامل مع مصر ليس عملية قابلة للتعديلات، مشيراً الى سهولة الإستراتيجات بالتعامل مع مصر، مبنية على حُسن الجوار والمحافظة على المصالح المشتركة بين الدولتين، وبالتالي كل من يتولى منصباً سيادياً، يجب أن يضع في اعتباره مثل هذه الإجراءات الخاصة بمراعاة المصالح القومية المشتركة بين الدولتين، مشيراً الى أن قوش نفسه كانت يتعامل بإستراتيجية بناء على مصالح السودان المشتركة مع مصر، وأبان فترته الأولى في رئاسة الجهاز متوقعاً بأن يستمر في ذات الإستراتيجية.
واعترف محدثي بضرورة التعامل مع مصر من نواحٍ سياسية ودبلوماسية واقتصادية واجتماعية، في حين لا يتم تجاهل الجانب الأمني في هذه العلاقات.
وبالمقابل قال رئيس لجنة الأمن والدفاع السابق الفريق أحمد إمام التهامي لــ(الإنتباهة) بأن سياسة الدولة لا تتغير بسياسة الأشخاص، وأضاف بأنه ليست لدينا أية مشاكل في التعامل مع مصر، ولكن هم الذين يفتعلون المشاكل التي تسببت في جفوة بين الشعبين. وزاد قائلاً : الحكومات تتغير، ولكن الشعوب لا تتغير. واسترسل: ونحن كسودانيين لن نقبل الإساءات التي تصدر من الإعلام المصري، في حين يرى الخبراء بأنه قد يطرأ تعامل أو تعاطي جديد بالتعامل مع مصر أمنياً في عهد الفريق صلاح قوش، لجهة أن الرجل يمتلك خبرة عالية بالتعامل مع الملفات الخارجية منذ فترة رئاسته الأولى للجهاز.

الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.