البرلمان الكويتي يناقش منح “البدون الكويتيين” جوازات سودانية

صحيفة كويتية: الدولة المرشحة لإصدار جوازات لهم هي السودان
مرة أخرى عادت قضية (البدون) الكويتيين لواجهة الأحداث، وذلك على خلفية نشر صحيفة (النهار) الكويتية الإسبوع الماضي، خبراً يشير إلى ترشيح السودان كدولة يمكن أن تمنح (البدون)

جنسيتها، الأمر الذي أثار استياء قطاع كبير من السودانيين، لاسيما في مواقع التواصل الإجتماعي، في ظل عدم صدور تصريح رسمي من الحكومة السودانية حول الأمر. وهذه ليست المرة الأولى التي تُثار فيها قضية (البدون) الكويتيين، فقد سبق وان تمت إثارتها في العام 2014م، لكن الحكومة السودانية حينها نفت ماورد حول عزم الكويت ترحيلهم للسودان، وأكدت أن الأمر

لايتعدى مايتم تداوله في وسائل التواصل الإجتماعي، ويأتي فتح هذه الملف بعد أقل من اسبوع على حديث وزير الداخلية حول التعديلات الأخيرة على قانون الجنسية السودانية، وتطرق خلاله لمنح آلاف السوريين الجنسية السودانية بموجب أمر من رئيس الجمهورية.

(البدون) هم مجموعة من سكان الكويت تطلق عليهم السلطات الكويتية اسم (غير محددي الجنسية) وتحتضن الكويت النسبة الأكبر منهم في دول الخليج الست، وتعرضت الكويت بسبب هذه القضية لانتقادات دولية كثيرة بعد أن فشلت في إيجاد حل نهائي لها، وتستهدف خطة الحكومة الكويتية إنهاء هذه القضية وطي ملفها نهائياً، من خلال منح الجنسية الكويتية لمن يستحق وفقاً للشرائح المعتمدة من قبل الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين في البلاد بصورة غير قانونية، وإلزام من لا تنطبق عليهم الشروط وأولئك الذين سيواجهون بأصولهم على ألا يبقوا في البلاد بصورة غير مشروعة.
وذكرت تقارير أن الخطة الكويتية الجديدة تشمل حصول (البدون) على جواز سفر وجنسية الدولة التي يجري التفاوض معها، دون ترحيلهم من الكويت، مما يسهل حصولهم على إقامة مشروعة في البلاد، وأن تكون لحامل الجواز كما لسواه من حملة جنسيات الدول الأخرى وجهة معينة لدى مغادرته الكويت

** الحل في السودان ..
ونقلت صحيفة (النهار) الكويتية عن مصدر برلماني (ان لجنة حقوق الانسان أحيطت علما خلال اجتماع لها الإسبوع الماضي، بخارطة طريق الجهاز المركزي لمعالجة اوضاع المقيمين بصورة غير قانونية لحل ملف تجنيس البدون).
وقال المصدر للصحيفة ان الموجودون في الكويت من البدون من العام 1966 وحتى 1979، من المقترح ان تتولى الحكومة إصدار جوازات رسمية لهم من احدى الدول، وبالتالي بوسعهم اما الإقامة في الكويت بهذه الجوازات او استخدامها للمغادرة كليا او البحث عن جنسية أي دولة من دول العالم، مبينا ان الدولة المرشح إصدار جوازات لهم منها هي السودان.

** خلفيات القضية ..
هذه ليست المرة الأولى التي تثار فيها قضية (البدون) فقد سبق وان أثيرت في العام 2014م، وذلك على خلفية تصريحات صحفية من

منسوبة لمدير إدارة الجنسية والجوازات بالكويت، مازن الجراح، قال فيها (إن هناك اتفاقاً بين الكويت ودولة عربية لم يحددها، لمنح (البدون) جنسيتها، ورجحت كثير من التقارير أن تكون هذه الدولة هي السودان أو جزر القمر. لكن الحكومة السودانية نفت – حينها – إجراء أي اتصالات مع الحكومة الكويتية حول منح (البدون) الجنسية السودانية، ونفى سفير السودان السابق لدى الكويت يحيى محمود جملة وتفصيلاً ما اثير حول استضافة بلاده للمقيمين بصورة غير قانونية في الكويت (البدون) بهدف توطينهم في السودان، واكد ان الأمر ليس أكثر من شائعة وأقاويل متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وليس لها أي وجود على أرض الواقع.
وأضاف (ان السودان يرحب بكل الأشقاء العرب والأفارقة ضيوفاً على أرضه، أما زراعة عنصر بشري من دولة في دولة أخرى فأمر صعب جداً).
وقال السفير محمود (ان الأخوة البدون بحاجة الى وطن يمنحهم الجنسية)، واستبعد قيام السودان بخطوة مثل هذه، مرجحاً ان يكون سبب تداول هذه الشائعة استضافة السودان عددا من اللاجئين من الدول الصديقة والشقيقة في فترات سابقة.

واضاف (كلنا نتابع خطوات السلطات الكويتية التي حلت الكثير من مشاكل البدون، وان توطينهم في السودان لا يتعدى ما يتم تداوله عبر شبكات التواصل الاجتماعي وبعض الصحف السودانية التي تطرقت اليه من هذا الباب، ولا توجد اية اتصالات ولم يتم الحديث في الامر).
وبحسب مانقلت تسريبات صحفية – حينها – فإن رجل الاعمال السوري بشار كيوان وأحد أبناء الاسرة الحاكمة، كانا تفاوضا مع نائب رئيس جمهورية جزر القمر، لقبول منح جنسية دولته لـ (البدون) مقابل (10) آلاف دولار للفرد مع تقديم تسهيلات استثمارية لهم وأن مكان توطينهم سيكون في جزيرة ماموت تحديداً حتى تتمكن جزر القمر من استعادتها من الاستعمار الفرنسي وموازنة كفة التوطين بها. بينما رفض البرلمان القمري الصفقة مرتين، ولكن بعد موافقة دولة خليجية على دفع المبلغ الذي ارتفع إلى (15) الف دولار للفرد وتجنيس هذه الدولة العربية لـ (10) آلاف شخص أعاد طرح الفكرة مجدداً.

** تجنيس السوريين ..
تأتي تطورات ملف (البدون) بعد أقل من اسبوع على حديث وزير الداخلية الفريق شرطة حامد منان، في منبر (طيبة برس) للحديث حول التعديلات التي شهدها قانون الجنسية السودانية لمنح الأشخاص من أم سودانية واب سودانية سواداني حق الحصول على الجنسية، لكن الصحافيون طرحوا على الوزير اسئلة حول حصول آلاف السوريين على الجنسية السودانية، إن السوريين الذين لديهم جنسية سودانية قد حصلوا عليها بصورة سليمة وأصبحوا سودانيين وهو بحسب ماذكر حق يمنحه رئيس الجمهورية بتوصية من وزير الداخلية. وتُشير احصائيات غير رسمية إلى ان السودان قد شهد خلال الفترة من (2012 وحتى 2015) استقبال اكبر عدد من اللاجئين من الدول العربية نتاج الأزمات التي شهدتها دول مصر وليبيا وسوريا واليمن، وكان لسوريا النصيب الأكبر من اولئك اللاجئين، وتذهب الاحصائيات إلى ان عددهم يُقدر بنحو (138) الف لاجئ، ولا تتعامل الحكومة السودانية مع السوريين المقيمين في البلاد كلاجئين وذلك بموجب القرار الصادر من رئيس الجمهورية في هذا الصدد، لكنهم يحصلون على بعض الخدمات من مفوضية اللاجئين، كما تسمح لهم بالدخول دون الحصول على تأشيرة مسبقة.

عبدالهادي الحاج

الجريدة

Exit mobile version