أزمـة المياه .. الخرطوم تلهث من العطـش

طفت على السطح من جديد ومع دخول فصل الصيف، أزمة قطوعات المياه المتجددة في بعض المناطق من العاصمة المثلثة ، وجأر العديد من المواطنين من قطوعات المياه لايام ممتدة واضطرارهم لشرائها من الباعة الجائلين.

وكشفت جولة (الانتباهة) عن حجم ازمة انقطاع المياه بوسط الخرطوم وبعض المناطق الطرفية ، وطالب عدد من المتأثرين بالقطوعات، الجهات المختصة بوضع حلول جذرية تقتضي استمرارية الامداد الكهربائي والمائي ، وأبلغ مواطنون من حي السلمة ببحري شمال الصحيفة، ان القطوعات بدأت مع ارتفاع درجات الحرارة ومنذ 15 يوماً يعانون من نضوب المياه في منازلهم.
وقالت المواطنة غادة التوم انهم يلجأون الى البيوت التي مواسيرها بعمق الارض لجلب المياه منها ونجد فيها الصفوف الطويلة من الجيران فيفقد الزمن ، واصبحنا نشتري برميل الماء الصغير بمبلغ 40 جنيهاً وهو غير متوفر، واشارت الى ان المحلية ارسلت تانكر لتوزيع المياه الا انه لا يصل الى كل المواطنين ، واضافت ،ازمة المياه اجبرتنا على ترشيد الاستهلاك والاستغناء عن مكيفات التبريد على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة الى فوق 40 درجة هذه الايام ، وعلى الرغم من الاوضاع القاسية التي يعيشها المواطن الا انه يسدد رسوم المياه المدمجة مع فاتورة الدفع المقدم للكهرباء.
فيما أكدت مواطنة من الدروشاب شمال انقطاع الامداد المائي طول الفترة النهارية وتأتي بعد منتصف الليل، ويستطيع من يملك موتور سحب المياه وملء الخزانات “الصهاريج” والبراميل واحياناً تأتي بها روائح كريهة وغير نظيفة.
وامتدت ازمة المياه الى احياء جنوبي الخرطوم وشكا المواطن محمد يونس من مواطني الازهري من انقطاع المياه لقرابة الاسبوعين ولا يعلمون ما هي الاسباب ، واوضح ان منظر صفوف المياه اصبح مألوفاً لدينا وتعودنا على ذلك ويذهب الكثيرون للتزود من المرافق العامة التي تقع بالقرب من المنطقة.
ونقل مواطن من مدينة صالحة بالريف الجنوبي لمدينة امدرمان انه يجلب المياه من مسجد مجاور لاكثر من 5 مرات في اليوم ويساعده ابناؤه في ذلك، وقال نضطر كثيراً لتخزين المياه في المنزل بملء الخزانات والبراميل حتى لا نفقدها فجأة ، وعندما ذهبت لشراء الكهرباء من المكتب كهرباء سددت رسوم المياه على الرغم من انقطاعها.
واستنكر عدد من مواطني شرق النيل وحي كوبر القطوعات المتكررة للمياه والتي دخلت اسبوعها الثاني على التوالي ، وذكر المواطنون أنهم يقيمون الليل في انتظار المياه موجهين انتقادات لاذعة لاداء الهيئة القومية للمياه وسخروا من عبارة “صيف بلاقطوعات” التي تطلقها هيئتا المياه والكهرباء كل عام.
في اتصال هاتفي بمكتب مياه شمال بحري نفى مصدر ـ فضل حجب اسمه ـ وجود ازمة للمياه بمعناها الحقيقي ، واشار الى ان جزءاً من مناطق شمال بحري تعاني من قلة المياه وليس ازمة ، وقال ان المشكلة تتمحور حول رحيل مياه النيل الى الناحية الغربية وابتعادها عن المحطة التي تقوم برفع المياه وتوزيعها على خطوط المياه للمناطق المجاورة ، وبالتالي اصبحت المنطقة رملية بازدياد مساحة الجزيرة ما اسهم في انخفاض كمية المياه وهنا تتم اعادة توزيع كمية المياه وهنا تحدث قلة المياه ، وهنا تظهر المشكلة اكبر في المناطق التي لا توجد بها ابار جوفية وتتم معالجة الامر عبر ارسال تناكر اسعافية وتوزع على المناطق حسب الاولويات ، وفي هذه الضرورة القصوى لمراكز الامتحانات والمستشفيات ومن ثم توزع على الاحياء ، مؤكداً عدم معالجة المشكلة في وقت واحد بينما تدخل المناطق التي بها ابار في الخدمة فهناك.

وابان مدير مياه محلية امبدة اسماعيل محجوب ان المحلية لا تعاني من اي ازمة مياه ووصف مشاكل القطوعات بالعرضية تعود للاعطال التي تصيب الابار الجوفية والتي تعمل لفترات طويلة لاي سبب من الاسباب، اما تعرضها لتيار كهربائي عال او امر آخر فتتوقف لعدة ايام وايضاً انقطاع الكهرباء عن المحطات الكبيرة يؤثر على انسياب المياه، فبعض المناطق قد تصلها واخرى تنعدم فيها. قضية المياه تتواصل عاماً بعد اخر على الرغم من المحاولات الجادة التي تقوم بها حكومة الولاية لكن يبدو انها استعصت عليها ، وفي نوفمبر من العام 2015 اعلن والي الخرطوم م.عبد الرحيم محمد حسين ان مشكلة مياه الولاية لا تحل فى سنة او ثلاث سنوات وان الدراسات والتصاميم فقط تحتاج الى 5 سنوات لتنزل على ارض الواقع ، والان مرت السنين والحال كما هو وكل صيف يجأر المواطن من انقطاع المياه فيه وان تمت معالجات تصبح وقتية وليست مستقبلية للحد المعقول والمطلوب.

الانتباهة

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.