تفاؤل حذر في السودان حيال تعيين مدير الـ (CIA) وزيراً للخارجية

أبدتْ الأوساط السياسية في السودان تفاؤلاً حذراً حيال استفادة ملف تطبيع العلاقات مع واشنطن، من انتقال مدير وكالة المخابرات الأميركية “CIA” مايك بومبيو إلى منصب وزير الخارجية.

وقال نائب رئيس قطاع العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الوطني بكري عثمان سعيد، إنَّ تعيين الرئيس دونالد ترمب لمدير المخابرات الأميركية وزيراً للخارجية، سيكون تأثيره محدوداً على ملف تطبيع العلاقات مع السودان.

وأوضح سعيد لـ(سودان تربيون)، أنَّ مايك بومبيو سيكون مرتدياً “طاقية أخرى” وهو وزير للخارجية، ويعمل وفقاً لاختصاصات منصبه الجديد، “لذا لا أتوقع أثراً كبيراً”. وتابع قائلاً “من الممكن أن يكون توليه وزارة الخارجية إيجابياً للسودان، لكن اتخاذ القرار من الخارجية يختلف من التوصية في وكالة المخابرات المركزية”. وزاد “لا بد من استيفاء كل المطلوبات.. عموماً التطبيع ورفع السودان من قائمة الإرهاب مسألة سياسية”. وأكد سعيد أنَّ المخابرات الأميركية هي إحدى الأطراف في الشهادة بشأن استيفاء السودان لكل المطلوبات، وظلت منذ سنوات تقول إنَّ الخرطوم متعاونة في مجال مكافحة الإرهاب، “لكن قطعاً الخارجية لديها اعتبارات أخرى”.

من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة أم درمان الإسلامية عبده مختار موسى، إنه “متفائل لحد ما” حيال تولي بومبيو حقيبة وزارة الخارجية في الولايات المتحدة، نسبة لأنَّ ترمب متقلب المزاج ويصعب التنبؤ بقراراته ومواقفه. وأكد أنه “قد يفيد السودان إيجاباً”، لكن ذلك يعتمد على قدرة الدبلوماسية السودانية على توظيف الفرصة عبر مدخل العلاقات المخابراتية السابقة، والمتمثلة في التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب منذ فترة طويلة إبان تولي صلاح قوش لجهاز الأمن السوداني في فترته الأولى. ورأى موسى أنَّ عودة قوش لجهاز الأمن والمخابرات وما يمتلكه من صفات شخصية يمكن أن تعوض ضعف المؤسسات، بما يسمح له بقيادة جهود مع الدبلوماسية لاستغلال وجود بومبيو في الخارجية الأميركية وتحقيق اختراق في تطبيع العلاقات بين البلدين. وقال إنَّ “الفرصة الآن مواتية أمام الدبلوماسية السودانية وجهاز الأمن يمكن أن يستغل الفرصة أيضاً، ليبني عليها مفاوضات بناءة وإيجابية لرفع كل العقوبات، والسماح بالتحويلات المصرفية وإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب”.

المدارية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.