البشير والسيسي.. تفاصيل قمة استثنائية ..!

 
كشفت الرئاسة المصرية تفاصيل الملفات التي تمت مناقشتها في المحادثات الرسمية التي جرت، أمس (الإثنين)، بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير في القاهرة.

وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية -حسب قناة المدارية – بأن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بمشاركة الوزراء المعنيين من الجانبين، حيث تم الاتفاق على ضرورة تعظيم التعاون الاقتصادي وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين، خاصةً في مجالات الزراعة والإنتاج الحيواني والنقل والبنية التحتية، فضلاً عن إقامة مشروعات حيوية بين البلدين تندرج تحت مفهوم الشراكة الاستراتيجية بينهما.
شبكة الربط الكهربائي
وخلال المباحثات تم التأكيد على أهمية الإسراع بتنفيذ المشروع الخاص بالربط الكهربائي بين مصر والسودان.
وأعرب الرئيس السيسي خلال المباحثات عن حرص مصر البالغ على دعم الدولة السودانية ومؤسساتها، مشدداً على ضرورة إبقاء قنوات الاتصال بين البلدين فاعلة ومنفتحة في إطار من الشفافية والمصداقية.
متغيرات جيوسياسية
وقال إن المتغيرات والظروف التي تحيط بالمنطقة وطبيعة الأوضاع السياسية وحجم التحديات الأمنية، تفرض ضرورة التوحد صفاً واحداً ككتلة صلبة للحفاظ على مؤسسات الدولتين وتحصينها من أية محاولات للنيل من مقدراتها، وذلك إرساءً لمبدأ أن الأمن القومي لدول وادي النيل كل لا يتجزأ. واتفق الرئيسان في هذا الإطار على تعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين من خلال اللجنة الأمنية التي تم تشكيلها بين البلدين. وقال السفير بسام راضي أن الرئيس السيسي أكد حرص مصر على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف مع السودان من أجل ترسيخ التعاون خلال الفترة القادمة، والعمل على إعطاء قوة دفع جديدة للعلاقات في كافة جوانبها، وتحقيق نقلة نوعية تلبي طموحات شعبي وادي النيل الشقيقين.
وأضاف أن الرئيس البشير رحب بتفعيل التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، والعمل على تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية بما يحقق التكامل بين جهود البلدين التنموية، كما رحب التشاور المستمر بين البلدين، مؤكداً ما يعكسه ذلك من خصوصية العلاقات التي تربط بينهما.
الأوضاع الإقليمية الراهنة
وأشار البشير إلى أن التحديات الناتجة عن الأوضاع الإقليمية الراهنة تحتم على البلدين مواصلة التنسيق المكثف بينهما بما يساهم في تحقيق مصالحهما المشتركة، فضلاً عن تعزيز التعاون على مختلف المستويات، بما في ذلك على الصعيد الأمني.
كسر الجمود
وأكد خبراء سياسيون أن زيارة الرئيس للقاهرة، تأتي في إطار كسر الجمود الذي استمر على مدار الفترة الماضية، مشيرين إلى أن الزيارة جاءت أيضاً لتعكس مدى ترابط الشعبين المصري والسوداني ببعضهم البعض، والتأكيد على فتح صفحة جديدة بين البلدين. وقال رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية الدكتور هاني رسلان، إن زيارة البشير تؤكد على فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، واتخاذ الحوار وسيلة أساسية للتفاهم، خاصة بعد حالة التوتر التي شهدتها العلاقات خلال الفترة الأخيرة.
أزمة سد النهضة
وأشار رسلان، في تصريحات »، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لديه إصرار على تهدئة العلاقات مع السودان، خاصة في ظل الحملات المغرضة من جانب دول بعينها، مشيراً إلى أن السيسي يتفهم جيداً إن ما يربط العلاقة مع السودان أكبر بكثير مما يفرقنا. وتابع:«الموقف السوداني من سد النهضة معروف، لكن إذا حدث مراجعة من جانبه، سيكون ذلك مفيداً للمفاوضات، خاصة مع دعوة السودان رسمياً لعقد الاجتماع ثلاثي يضم إثيوبيا ومصر، بشأن سد النهضة، مع بداية الشهر المقبل، وهذا يؤكد أن الجانب السوداني، انحاز إلى تهدئة العلاقات مع مصر، وأن المصالح المشتركة تجبر الطرفين للعودة على قاعدة المفاوضات».
تقارب أطراف عربية
من جانبه، أكد العميد سمير راغب، الخبير الأمني ورئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية، أن الفترة المقبلة بين مصر والسودان ستكون أكثر سلاسة، خاصة مع تقارب أطراف عربية لعودة العلاقات المصرية السودانية بشكل جيد، كما أن البشير يدرك تماماً ذلك، موضحاً أن هناك رسائل كثيرة وراء زيارة البشير إلى مصر، أبرزها أنها تأتي بالتوازي، مع الانتخابات الرئاسية في مصر، ولفت إلى أن الخرطوم تدرك جيداً أن المناكفة السياسية مع مصر لم تجدِ نفعاً. وطالب راغب باستفادة البلدين في التعاون بشأن مكافحة الإرهاب، والعمل على رصد أية تحركات عبر الحدود من جانب البلدين، مشيراً إلى أنه يجب عودة التعاون العسكري كما كان مقرراً في السابق، خاصة أن البلدين يعيشان في حوض مضطرب وبالتالي التعاون في مكافحة الإرهاب والتنسيق بين الأجهزة الأمنية، مهم جداً، لتحقيق التنمية.

المصدر : كوش نيوز

Exit mobile version