باتت شائعة اغتصاب جندي سوداني لمواطنة يمنية، مادة دسمة لوسائل إعلام الحوثيين والموالين لهم، منذ بث مجهولون مقطع فيديو تدعي فيه فتاة من مدينة الخوخة بمحافظة الحديدة الساحلية تعرضها للاغتصاب.
ويرجع محللون تركيز وسائل الإعلام الحوثية على الرواية التي تأكد أن لا أساس لها من الصحة، إلى سعيهم في التشويش على جهود التحالف العربي، خصوصًا بعد تقدم قواته المساندة للجيش اليمني على الأرض.
ويقول أكاديمي يمني بجامعة صنعاء فضل عدم ذكر اسمه، لـ “إرم نيوز”، إن الغرض من ذلك “تجييش المجتمع اليمني ضد قوات التحالف العربي من خلال العزف على وتر النخوة اليمنية”.
ويضيف في سياق شرحه للتركيز على استخدام الميليشيات للقصة المفبركة: “يعرف الحوثيون طبيعة المجتمع اليمني ويعرفون كذلك أن هناك سخطًا متزايدًا عليهم من قبل المواطنين، لذا عمدوا إلى خلق قصة اغتصاب فتاة يمنية من قبل أحد الجنود السودانيين لإثارة اليمنيين، ودفعهم تحت شعارات الدفاع عن أعراض اليمنيات للقتال في صفوفهم”.
وأكد أن اليمنيين عرفوا ما ترمي إليه الميليشيات الحوثية، لتفشل بالتالي جهودها في التحشيد والتجييش.
وقالت الرواية التي قدمها الحوثيون حول شائعة اغتصاب يمنية: “إن إحدى الفتيات المتزوجات تم اغتصابها من قبل مجند سوداني لدى جمعها الحطب بالقرب من أحد المواقع العسكرية التي تتحصن فيها القوات السودانية، في مدينة الخوخة الساحلية”، في وقت ينفي سكان من أبناء المدينة القصة.
وأكد مواطن يقطن بمدينة الخوخة الساحلية في حديث لـ “إرم نيوز”، أن “رواية اغتصاب فتاة من المدينة ليست حقيقية، وأنه سمعها عبر وسائل إعلام حوثية فقط، مشيرًا إلى أن هذه الإشاعة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة بحق بنات المناطق المحررة من قبضة الميليشيات الحوثية”.
وأضاف المواطن: “بعد تحرير مدينة عدن من قبضة الحوثيين تسربت إلى مسامع الكثيرين إشاعات اغتصاب فتاة عدنية من قبل مجموعة جنود سودانيين، ليتضح أن الأمر مجرد كذبه أطلقتها وسائل إعلام حوثية؛ لإثارة حفيظة المجتمع ضد القوات السودانية”.
وتستغل الميليشيات الحوثية مثل هذه الشائعات التي تصنعها من أجل عكس صورة سيئة عن قوات التحالف العربي ومناطق سيطرة الشرعية اليمنية، بعد تحريرها من قبضتها، ودفع المئات من الشباب اليمني المغرر بهم للقتال في الجبهات المشتعلة.
وفشلت الميليشيات الحوثية، في تنظيم مسيرات احتجاجية على القصة المزعومة في المدن الواقعة تحت سيطرتها، رغم إخراج طلاب وطالبات المدارس للمشاركة.
وأكد شاهد عيان، لـ “إرم نيوز”، أن مسيرة حوثية كان مقررًا لها صباح، اليوم الثلاثاء، في حي السبعين بمدينة صنعاء، فشلت بعد فرار المئات من طلاب المدارس الأساسية والثانوية، بعد دقائق من إخراجهم من مدارسهم.
وأكد أن طاقم قناة “المسيرة” الفضائية التي تمتلكها الميليشيات، غادر المكان بعد اختفاء الطلاب والطالبات ورفضهم البقاء في المسيرة لعدة دقائق من أجل التصوير.
كما فشلت مسيرة نسائية في مدينة عمران، شمال اليمن، بعد رفض المئات من طالبات المدارس الثانوية والإعدادية المشاركة، رغم تهديدهن بالفصل من قبل معلمات ومديرات المدارس.
يذكر أن الفتاة التي زعم الحوثيون تعرضها للاغتصاب ظهرت في مقطع فيديو وهي تعترف أنها تلقت مبلغًا ماليًا مقابل اتهامها لجندي سوداني باغتصابها، وذلك بعد أن تم منعها من المرور قرب معسكر أبوموسى الأشعري شمال الخوخة، فيما بدا أنه إجراء أمني، حيث كانت متجهة هي ونسوة معها للبحث عن الحطب.
المصدر: صنعاء- إرم نيوز