تفاصيل جديدة في قضية مذبحة المسلمية بالحصاحيصا

ما يزال صدى مذبحة المسلمية بولاية الجزيرة يتردد.. جموع المواطنين من كل حدب وصوب تتساءل عن دوافع الجريمة التي راح ضحيتها أربعة من أسرة واحدة هم: الحاجة حرم محمد خير، (70) عاماً، وابنتها المعلمة منال عمر (43) عاماً، والشقيق الأكبر التاجر مبارك عمر (العمدة) (47) عاماً، ومعاذ عمر (40) عاماً، في وقت أعلنت السلطات فيه العمل في صمت وسرعة لإلقاء القبض على الجناة.

بجلبة وصخب استقبل أمس، مواطنو مدينة المسلمية، الوفود الرسمية وضباط الشرطة، الذين هرعوا إلى مسرح الحادث، في وسط وواقع لا يعرف مثل هذه الجرائم. الجميع كان محتقناً ساخطاً بسبب غموض الموقف وعدم وجود أي أصابع اتهام تدل على أي شخص أو جهة، خصوصاً أن أُسرة العمدة معروفة بأنها أسرة سخية وكريمة، ويدها بيضاء على الكثيرين.
وفد رفيع
المشهد للوهلة الأولى بدا حزينا كئيبا خانقا في ظل تراكم الحيرة وتعدد التحليلات وتناسل الشائعات، وهو الأمر الذي قطعته زيارة مدير دائرة الجنايات برئاسة شرطة ولاية الجزيرة العميد شرطة حاتم عثمان الشريف، برفقة وفد رفيع المستوى من قيادات شرطة ولاية الجزيرة، إلى منزل الأسرة المكلومة بمدينة المسلمية إثر الحادث البشع الذي تعرضت له أسرة المرحوم عمر تكينين بقتل وحرق زوجته والأبناء الثلاثة مبارك ومنال ومعاذ عمر. وأدى العميد حاتم واجب العزاء، مواسياً الجميع في فقداء القرية بصيوان العزاء الذي شهد جموعاً ضخمة من أهل الضحايا والمعارف. وأكد حاتم في حديثه أمس، عزاءه باسم شرطة السودان وشرطة ولاية الجزيرة، مشيراً إلى أن المُصاب جلل والفاجعة كبيرة، مطالباً بالصبر وحسن العزاء. وقطع مدير دائرة الجنايات أن عين الشرطة الساهرة لن تنام حتى تصل إلى الحقيقة، مؤكداً أن شعارهم المرفوع أنهم لا توجد لديهم جريمة تحت المادة 131 تُسجَّل ضد مجهول.
العميد حاتم عثمان كشف عن أن بلاغ مقتل أسرة العمدة أصبح الشغل الشاغل لشرطة ومباحث الولاية، مؤكداً تكوين فريق من أكفأ ضباط الشرطة وأفراد المباحث وأنهم تفرغوا تماماً لتحقيق الإنجاز وتسديد البلاغ تحت إشراف غرفة عمليات متكاملة من وحدات الشرطة المختلفة.
أسرة المجني عليهم
من جانبها أكدت أسرة المجني عليهم ثقتها المطلقة في الأجهزة الشرطية بكافة وحداتها. وأكد ابن الفقيدة المحامي نصر الدين عمر في حديثه لـ(السوداني) أمس، أن ما حدث فاجعة ومصيبة كبيرة ومصاب جلل، قاطعاً بعدم قوله أيِّ شيء من شأنه أن يُضر بالتحقيق، مستبعداً في الوقت ذاته أن تكون السرقة هي الدافع، مبرراً لاستبعاده أن شقيقته المرحومة منال بكامل زينتها وذهبها، كما أن الفقيد عمدة أمواله بكاملها موجودة وكانت قريبة وفي متناول أيدي الجناة أو الجاني، ووصف المبلغ بالكبير.
وأكد نصر الدين تمسكهم بضبط النفس إلى حين اكتمال التحريات وما تسفر عنه تحقيقات الشرطة، مشيداً في الوقت ذاته بالوفد الشرطي وأثره الكبير في تحسين الوضع النفسي للأسرة وكافة مواطني مدينة المسلمية الآمنة التي شكَّلت هذه الحادثة ترويعاً كبيراً لها نسبة للترابط الكبير بين أسر وأبناء المدينة.
فيما علمت (السوداني) أمس، بوصول أحد أبناء الأسرة عز الدين عمر، قادماً من المملكة العربية السعودية في ذات يوم الحادث، ورصدت (السوداني) حالته المنهارة وعدم قدرته حتى على الحديث. فيما تبقى الأخ الأخير باستراليا الذي تابع التطورات عبر الاتصالات بينه وبين نصر الدين.
عزاء أسرة العمدة لم يخلُ من الجموع، وكان اول الواصلين أمس، معتمد الحصاحيصا الذي وعد بكشف الفاعل في زمن وجيز.
كما شهد يوم أمس وأمس الأول، حضور شرطة الأدلة الجنائية بالإضافة إلى وجود كثيف للشرطة والمباحث في مسرح الحادث.
من جانبه أكد العم الجيلي باعتباره أول شاهد عيان لـ(السوداني ) يوم الأربعاء ،أنه استيقظ في حوالي الساعة السادسة ونصف صباحاً، وشاهد دخاناً كثيفاً يتصاعد من الغرفة المجاورة لمنزله في منزل أسرة العمدة، وقال إنه وجد الباب الصغير مفتوحاً، وإنه دخل وأصبح يهتف (يا حرم يا مبارك)، إلا أنه لم يجد إجابة، ليعود إلى الشارع ليجد عبد الرحمن أبو حسن وأخبره بضرورة أن يذهب لإبلاغ الشرطة، وبالفعل طلب الشرطة، وأضاف: “عندما وصلت الشرطة أخرجتنا من المنزل”.

المصدر : السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.