دولة الجنوب … انشقاقات وتحركات
انشقاق 61 جندياً من الجيش الشعبي وانضمامهم لمشار
جوبا ترفض مطالب المعارضة وتهدد بانتخابات مبكرة
تحركات كثيفة للجيش الشعبي في فقاك وكاجو كاجي
موسفيني يعد سلفاكير بدعم لا محدود حال فشل السلام
انضم أكثر من 61 جندياً وضابطاً تابعين للجيش الحكومي للمعارضة بقيادة مشار أمس بعد أن وقعوا في كمين نصبته قوات المعارضة لقوات الجيش الشعبي التي انسحبت من المعارك في واط وأكوبو إثر نفاذ ذخيرتها، وقال نائب قائد الفرقة الثالثة بقوات المعارضة الجنرال جيمس أتونج لييا إن قوات الجيش الشعبي تمركزت خارج واط بانتظار دعم لوجستى من الحكومة وإنهم قاموا بمهاجمة المدنيين فى أكوبو لنهب ممتلكاتهم للحصول على الغذاء، إلا أن قواتنا تمكنت من مطاردتهم ونصب كمين لهم خارج اكوبو .
وأضاف لموقع أفركان بريس أن القوات والتي كانت تعاني الجوع الشديد والإعياء استسلمت لقوات المعرضة وسلمت ما معها من سلاح مشيراً إلى أنهم كانوا مسلحين ببنادق إيه كي 47 ولم تكن بحوزتهم غير 90 طلقة فقط .
انتشار عسكري
نشر الجيش الشعبي التابع لحكومة جوبا أعدادا ضخمة من الجنود في مناطق فقاك وبكوي وكايا وموبورو بهدف ضرب قواعد المعارضة هناك قبل بدء جولة المفاوضات الثالثة في أديس أبابا والمتوقع أن تعقد نهاية أبريل الجاري.
فيما أرسلت جوبا طائرة عسكرية على متنها 75 من كبار الجنرالات والضباط إلى قاعدتها في فقاك فيما رصت مصادر تابعة للأمم المتحدة تحركات كثيفة للجيش الشعبي من كايا الى بوكي بهدف ضرب المعارضة موبورو وأكدت المصادر لموقع أفركان بريس تحرك ثلاث مركبات لاندكروزر وشاحنتين من طراز وورال محملتين بالجنود المدججين بالسلاح في طريقهم الى كاجو كاجي لضرب المعارضة في نهر ياي .
تهديدات رئاسية
أكد مصدر رفيع بحكومة جوبا رفضها مطالب المعارضة بتذويب أجهزة الدولة خلال مفاوضات السلام في أديس أبابا، وقال المصدر لموقع نيشن تودي إن الرئيس الأوغندي يوري موسفيني أبلغ الرئيس سلفاكير هاتفياً استعداده لدعم جوبا حال تعرضت لعقوبات من المجتمع الدولي وقال المصدر إن محادثات مكثفة تجرى بين القائدين استعداداً لجولة المفاوضات االقادمة. فيما هدد وزير الإعلام مايكل مكوي المعارضة بإجراء انتخابات مبكرة حال نجحت المفاوضات أم لم تنجح، وقال مكوي لموقع جوبا لايبرتي إن حكومته تستعد لجولة المفاوضات القادمة، ولكنها في ذات الوقت تعمل على إنجاح انتخابات رئاسية مبكرة هذا العام .
وأضاف بأن جوبا تدرك بأن واشنطن لن تعمل على إسقاط النظام بالقوة كما فعلت فى العراق وليبيا خوفا من تمدد الإرهاب. مؤكداً بأن الرئيس موسفيني أشار على الرئيس سلفاكير بإعلان رغبته في الاجتماع بالمعارضين المنتمين لحزب الحركة الشعبية الحاكم بهدف شق صف المعارضة إثر توقيع تحالف المعارضة من جهة ومن جهة أخرى إحراج المعارضة، ولذلك فهي تفاوض بسياسة اليد العليا وترسل رسالة الى المعارضة مفادها عليكم بقبول النزر اليسير أفضل من لا شيء من خلال قيام الانتخابات والتي تدرك بأنها ستكون لصالحها .
مقاضاة إسفيرية
عبر عدد من مواطني مدينة جوبا عن إنزعاجهم الشديد من قرار إغلاق شبكة فيفاسيل للاتصالات، حيث كشف البعض منهم بأن إغلاق الشبكة كان مفاجئاً بالنسبة لهم، مشيرين إلى أن الشبكة لم ترسل رسائل تنبيهية للمشتركين لتنويرهم بأنه سيتم إغلاق الشبكة، وأوضح المواطن رتشارد دانيال لـ ” الوطن” في الجولة الاستطلاعية التي قامت بها الصحيفة لمعرفة ردود أفعال المواطنين بعد إغلاق شبكة فيفاسيل بأنه تفاجأ صباح يوم الأربعاء بأن شريحة فيفاسيل في تلفونه لا تعمل وعندما استفسر عرف بأنه تم إغلاق الشبكة، كاشفاً بأن الشبكة تم إغلاقها وشريحته فيها ما يقارب الـ 18 ألف جنيه رصيد، ومضى رتشارد متسائلاً ماذا أفعل حتى استرد ذلك المبلغ من الشركة؟ وهل الشركة لديها طريقة لإعادة الأموال لعملائها إذا لم يتم إعادة تشغيل الشبكة مجدداً أم ما هي الخطوات القانونية التي يمكن أن نتبعها نحن العملاء لإعادة أموالنا التي خسرناها بعد إغلاق الشرائح، وطالب رتشارد إدارة شركة فيفاسيل للاتصالات بضرورة اتخاذ إجراءات وتدابير من أجل أرجاع أموال العملاء ،مهددًا بأنهم سيقومون برفع دعوات قضائية ضد الشركة بهدف استرداد مالهم من الشركة.
حرب إقليمية
طالب القيادي الجنوبي والأمين العام للهيئة القومية لدعم السلام بجنوب السودان أستيفن لوال نقور المجمتع الدولي والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية بالتحرك الفوري لإزالة نظام الرئيس سلفاكير المنتهية ولايته وتضمين مبدأ المحاكمة على المجرمين الذين تورطوا في قتل المدنيين وتشريد المواطنين، وتدمير مناطقهم جراء هذا الحرب العبثية، وقال لوال للصيحة “إن الإجراءات التي قامت بها الولايات المتحدة بمجلس الأمن خطوة داعمة لعملية السلام بجنوب السودان في ظل استخدام الحكومة الخيار العسكري ضد المدنيين”
وإن الإجراء تناول محور حظر السلاح الدفاعي ومنها الهجومي الذي تستغله الحكومة في حربها ضد معارضيها ومواطني جنوب السودان بمعنى أن الحرب غير المتكافئة وتسهل للحكومة استخدام حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب.
مطالباً الايقاد بلعب دور محايد لجلب السلام محذراً من نشوب حرب إقليمية حال استمرار العنف بالبلاد.
اشتباكات عنيفة بين المورلي ولو نوير في جبل لانغو
اندلعت اشتباكات عنيفة بين شباب المورلي وشباب لو نوير في جبل لانغو أمس مما أسفر عن نهب أعداد كبيرة من الماشية ومقتل وجرح العشرات من المواطنين .
فيما كشفت مصادر رفيعة بحكومة الولاية عن دعم حاكم ولاية البيبور الجنرال ديفيد يايو للشباب البيبور بدعم من نائب الرئيس تعبان دينق غاي من أجل فتح ممرات آمنة لقوات الجيش الشعبي للعبور إلى أكوبو حيث تدور معارك بين قوات الجيش الشعبي وقوات المعارضة بقيادة مشار في وقت فرت فيه أعداد كبيرة من القوات الحكومية من المعارك بسبب الجوع ونقص الأسلحة والذخائر .
جوبا وتوركانا تتفقان على سوق مشترك في ندابال
تقوم حكومتا مقاطعة توركانا الكينية وجنوب السودان بترتيبات هذه الأيام لإنشاء سوق مشتركة في منطقة ندابال على طول الحدود بين كينيا وجنوب السودان لتعزيز التجارة بين مجتمعي توركانا والتبوسا.
ونقلاً عن هيئة البث الكينية، قال أنتوني أباليا، المدير التنفيذي للتجارة والنوع والشباب بالمقاطعة إن السوق المشتركة ستعزز السلام بين الطرفين. وزاد “لقد قمنا بجولة في موقع نادابال وننوي القيام بجولة في الجانب الآخر في جنوب السودان قبل أن نحدد موقع السوق، ولكن في الوضع الحالي، فإن الجانب الكيني لديه إمكانات أكبر بسبب الطريق الذي يجري بناؤه لفتح المنطقة.
اشتباكات بين المتمردين السودانيين وقوات المعارضة فى ديم الزبير
اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الشعبي مدعومة بقوات العدل والمساواة والحركات المتمردة وقوات المعارضة بقيادة مشار في ديم الزبير بولاية لول فيما أكد الناطق الرسمي باسم قوات مشار وليم جاركوث لموقع قورتاج الجنوبي مقتل العشرات من قوات الجيش الشعبي أثناء المعارك، وقال إن الجيش الشعبي هاجم مواقعهم في ديم زبير وأنهم تمكنوا من قتل وأسر العشرات من قوات المتمردين السودانيين أثناء المعركة مؤكداً مقتل أكثر من 110 جندياً فيما أكدت جوبا وقوع الاشتباكات، وقال الناطق الرسمي باسم حكومة لول عمر إسحق أن اشتباكات عنيفة بين الطرفين حينما هاجمت قوات المتمردين بقيادة مشار مواقعهم في ديم الزبير إلا أنهم من تمكنوا من صدهم مما أسفر عن قتل 15 جندياً من قوات المتمردين، مشيراً إلى أنهم كبدوهم خسائر فادحة في الأسلحة والعتاد.
مع اقتراب موعد الجولة الثالثة للمفاوضات
مبادرة الإيقاد لأحياء السلام.. عجز إقليمي وتمترس استكبارى
الصيحة: وكالات
فشلت مبادرة الإيقاد في جلب السلام بدولة جنوب السودان، فبعد جولتين ماراثونيتين ساخنتين لم يصل الفرقاء بعد لحلول مقبولة لكافة النقاط الخلافية ، فخلاف التوقيع على الوقف الدائم لإطلاق النار بكل أرجاء البلاد منذ الجولة الأولى من بدء عملية تنشيط اتفاقية السلام ، لم يحقق المتحاورون أي اختراق آخر يزكر، فمعظم النقاط المطروحة للنقاش تصل غالبيتها إلى أفق مسدودة وتتباعد المسافات والمواقف والرؤى، في وقت ينتظر فيه الشارع أي تقدم ملموس واختراق فعلي تكون بادرة أمل نحو تحقيق الغاية الأسمى وهي جلب سلام تأخر كثيراً بدون مبررات مقنعة.
غياب الإرادة
فيما أرجع أمين الإعلام بالمعارضة فوك بوث انهيار الجولة الماضية من المحادثات بين حكومة ومجموعات المعارضة ضمن منتدى إحياء اتفاقية التسويقية السياسية أغسطس 2015 إلى غياب الإرادة السياسية لدى الحكومة وذلك برفضها للتوقيع على وثيقة إعلان المبادئ في 9 فبراير 2018م، التي تعتبر أساس أو منصة انطلاق للعملية التفاوضية، وذلك احتجاجاً على المادة 28 التي تنص على “أن تتخذ منظمة الإيغاد كافة التدابير والعقوبات اللازمة ضد أي طرف يقف عائقاً أمام عملية السلام”، الشيء الذي يفسر سوء نية حكومة سلفاكير. علاوة على ذلك، رفضها غير المبرر أو المنطقي لمطالبنا الجوهرية التي تتلخص في إجراء إصلاحات ضرورية في ملف الترتيبات الأمنية منها؛ تحقيق تحول جذري في قطاع الأمن وتكوين جيش قومي واحترافي. وفي ملف ترتيبات الحكممة (نظام الحكم)، طالبنا بتكوين حكومة مصغرة وإعادة هيكلة البرلمان وتقليصه من 400 إلى 170 مقعداً. وطالبنا أيضاً بإنشاء قواعد اقتصادية متنوعة، وتعزيز القدرة على إنجاز الخدمات بصورة عادلة وخاضعة للمساءلة وقد طالبنا برفع حالة الطوارئ بالبلاد، وتطبيق النظام الفيدرالي خلال الفترة الانتقالية، ودراسة النظام الكونفيدرالي.
وصاية إقليمية
ويقول الخبير الجنوبي جيمس أدوك إن الإيغاد وقعت في نفس أخطائها السابقة والمتمثلة في لعب دور شرطي المنطقة بتدخلاتها المباشرة متمثلة في إملاء أدوار كان يفترض أن تكون استشارية بالمفهوم العام بتقديم النصح وتقريب وجهات النظر إن تباعدت وتشجيع الأطراف على المضي قدماً وتهدئة المواقف بخفض التوتر عند النقاط الخلافية والإتيان بمقترحات وسطية تلبي الحد الأدنى من مطالب كل المتحاورين، وتكون هي الجهة التي يحتكم اليها المتنازعون، بل إنها أدارت جلسات التفاوض وكأنها تريد فعل كل ما بوسعها لدفع الأطراف للتوصل الى تسوية بغض النظر عما يتفقون عليه . وأضاف هو ما سبق وأن جربه المتنازعون عندما وقعوا على مساومة كبيرة بها الكثير من البنود مثيرة للجدل كان بالإمكان تفاديها فقط لو صدقت النوايا وصفت النفوس، وصلت الى ما يقارب الستة عشر بنداً تحفظت عليه جوبا ثم وقعت عليه مرغمة، تلك البنود أثارت جدلاً لحظة محاولة تطبيقها لما تحويه من مفارقات وصلت حد الاحتراب قبل أن تكمل التهدئة عامها الأول وتنهار المصالحة الهشة فيما بعد (والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين)، فكبير مفاوضي الحكومة السيد نيال دينق نيال ومفاوضيه رفضوا حتى مناقشة تلك البنود التي كانت محل تحفظ كبير في اتفاقية السلام السابقة أشهرها الترتيبات الأمنية التي أقرت بوجود جيشين منفصلين بكامل عتادهما خلال الفترة الانتقالية.
حرب الأيام السبعة
وفي ذات السياق وصف المحلل السياسي الجنوبي ماثيو فرانسيس مبادرة السلام بالقنبلة الموقوتة التي انفجرت في وجه الجميع فعلياً في يوليو ٢٠١٦ فيما عرف بحرب الأيام السبعة الشهيرة، وقال الإيغاد مجدداً تمارس سياسة أقل ما توصف به أنها ليست في مصلحة العباد والبلاد على المدى البعيد، فما الجدوى الآن من تمسك المعارضة المسلحة بوجود جيشين منفصلين طوال الفترة الانتقالية المتوقعة مستقبلاً، إن لم تكن هناك نية مبيتة من الحركات المسلحة لزعزعة الأمن القومي، وأضاف على طرفي الصراع العلم يقينًا أن استخدام العنف والترهيب الذي مورس على نطاق واسع باستهداف المدنيين العزل وقطع الطرق لا يولد إلا المزيد من العنف . وأضاف: التخبط الظاهر من قبل الأطراف المتصارعة من جهة والإيقاد من جهة أخرى، أظهر ضعف الإيقاد في كيفية الضغط الإيجابي على الأطراف وإدارة التفاوض بعد أن فشلت في التوسط بين الأطراف المتصارعة.
صراع المصالح
وفشلت الأطراف المتصارعة في الفترة الزمنية القصيرة التي حددتها الإيقاد للتوصل لاتفاق سلام.. يعني أن الإيقاد ستقرر مصير ما سيحدث في الفترة المقبلة على حد طموحها. حيث يخاف الجميع من أن تقوم الإيقاد بفرض رأيها على الأطراف المتصارعة، وتقرر مصير الطريق المجهول بعد فشلها المتواصل.. وذلك كان واضحاً من وجهة نظر المتصارعين بعد أن أرهبتهم الإيقاد. رغم ذلك أهملت الإيقاد كثيراً وحتى إنها ظهرت كوسيط ضعيف في مرات كثيرة كما أسلفنا، وهي حتى الآن لم تقم بمعالجة ذلك الضعف الناتج من تقاطع المصالح داخل الهيئة الحكومية الكبيرة . الآن نحن نرى شيئاً آخر، وهو أن الإيقاد تريد إظهار نفسها كجسم قوي له القدرة للضغط على الأطراف المتصارعة للتوصل لحل شامل وسريع في ظرف أربعة أيام، وهي لم تصل لحل معقول على مدار الفترات التي مضت، تلك التي كان ملف جنوب السودان في طاولتها تتوسل. واليوم يتساءل المتابع: ماذا بعد إبريل؟ .. ونحن غير مدركين لما سيحدث غداً، هل ستتوصل الأطراف المتصارعة تحت هذا الضغط لحل يرضي الشعب الجنوبي قبل الإقليمي أم إن ذلك الضغط سيأتي ويذهب كسحابة صيف.
الصيحة