سفير السودان بإسبانيا: لن أدفع قرشاً واحداً لفريق الجوازات ولم نصرف مرتباتنا لست أشهر

ماذا يحدث في سفارات السودان بالقارة العجوز؟
سودانيون في إسبانيا.. رحلة البحث عن هوية!!!

خلافات بين السفارة والجالية على خلفية مطالبات باستخراج الجواز الالكتروني

سفير السودان بإسبانيا: لن أدفع قرشاً واحداً لفريق الجوازات ولم نصرف مرتباتنا لست أشهر
تكلفة فريق الجوازات في دولة واحدة 20 ألف يورو لمدة خمس أيام فقط ونثريات الوفد 3 ألف يورو
البيت السودان بإسبانيا: سفيرنا مواقفه سلبية منذ تعينه

الجريدة: علي الدالي

(هل نحن مغضوب علينا في بلادنا أم أصبحنا بدون) عبارة ربما يرددها كثير من المواطنين العاملين بالخارج سيما الذين أدارت لهم سفاراتهم ظهرها حال طلبوا منها خدمة هي من صميم عملها، كما فعلت سفارة السودان بأسبانيا مع مواطنيها في مدينة مدريد، عندما رفع لها أعضاء الجالية هنالك طلباً بحوجتهم لاستخراج أوراق رسمية وثبوتية لأبنائهم، التسويف والمماطلة ربما أصبح ديدن كثير من مؤسسات الدولة ذات الصلة المباشرة بخدمة المواطن في الداخل والخارج هذا الافتراض تسنده رحلة بحث عن (هوية) في القارة العجوز لسودانيين كانت الأقدار وحدها هي التي وضعتهم في مواجهة حتمية مع سفارة عاجزة عن خدمتهم فيما طلب منها باعتذارات غريبة حسبما اعتقد الطالبين للخدمة.

مكاتبات رسمية بين المواطنين والسفارة في مدينة مدريد الاسبانية أحتوت على تفاصيل محزنة يعيشها المواطن السوداني في بلاد تموت الحيتان من شدة بردوتها ـ المواطن الذي ترك الأهل والاحباب في السودان وهاجر بمعاناته يحمل الوطن في حدقات العيون ـ لم يجد بداً غير أن يربط أبنائه الذين وضعتهم أماتهم في تلك البلاد بوطنه عبر أوراق ثبوتية عادية مثل استخراج الأرقام الوطنية والجواز الالكتروني وما شابه ذلك من اوراق كانت وما زالت محل اعتداد بين السودانين في تلك البلاد لذلك كان الاصرار وحده هو سيد الموقف، ولم يكن غيره في أن يستخرج الاب لابنه المولود في تلك البلاد جوازاً الكترونياً ولكن..

لكن هنا تكمن القضية التي شغلت السودانيون في مدريد وغيرها من المدن الإسبانية بل وربما جميع السودانين في أوربا والتي تقول تفاصيلها حسبما ذكرت الخطابات والمراسلات بين السفارة وأعضاء الجالية في إسبانيا أن هنالك حوجة ماسة من الأعضاء لحضور وفداً من إدارة الجوازات السودانية الى هناك لاستخراج الجواز الالكتروني وكانت المراسلة الأولى للسفارة عبارة عن طلب بحضور الوفد.. السفير وفي اجتماع مع وفد من الجالية في ديسمبر 2017 اعتذر عن أن السفارة لن تدفع قرشاً لحضور الوفد ولن تستضيفه حتى.. علماً بأن وفد الجوازات المكون من خمسة أفراد حسب الخطابات يشترط استضافته في فندق 4 نجوم لمدة خمسة أيام مع نثرية قدرها 3 ألف يورو، هذه التكلفة العالية وبعد اعتذار السفارة وتنصلها عن مسؤولياتها تحملها أعضاء الجالية أصحاب الحوجة الماسة لاستخراج الجوازات والتي تتم وفقاً لاجراءات معلومة بالضرورة للكافة ربما.
تكفل أعضاء الجالية بكل شيء وبعد الاتصال بالوفد ونقل لهم أن كل شيء جاهز والجالية في انتظار سيادتهم للحضور اشترطوا عليهم موافقة رسمية من السفارة وتلك اذن رحلة أخرى شاقة ربما بعض الشيء لكن الحوجة سيف (سنين) وسيتحمل المواطن هناك تبعات رحلة اقناع السفارة بالموافقة الرسمية للوفد بالحضور الى إسبانيا لأداء الواجب الوطني، بيد أن السفارة حسبما ذكرت الجالية في خطاباتها ظلت تمارس التسويف والمماطلة.
في فبراير 2018 تمت مخاطبة السفير محمد عبدالله عبدالحميد أحمد والوزير المفوض خالد حسن النعيم بخطاب يقول أنه وبحسب إفادة فريق وزير الداخلية الذي يقوم حالياً بجولة في عدد من العواصم الأوربية لاصدار الجوازت الالكترونية تم منحهم تأشيرة دخول لدول شينغن لمدة شهر من السفارة المجرية في اسطنبول بموجب الدعوة الموجهة لهم من السفارة السودانية في بودابست ولحضور الفريق الى مدريد حسب الاتفاق معهم يحتاجون أن تقوم السفارة في مدريد بمخاطبة السفارة السودانية في المجر لتأكيد حاجة الجالية السودانية في إسبانيا، وينبه الخطاب سفارة مدريد الى أنه ونظراً لضيق الوقت واحتمالات تلقي الفريق دعوات أرى مماثلة في دول شينغن نرجو سرعة القيام باللازم لتأكيد حضور الفريق ومعرفة تاريخ وصوله وعمل الترتيبات اللازمة.
ما الذي حدث في تلك الفترة اذن؟ كما ـ ذكرت الجالية سابقاً أن السفارة في مدريد لم تحرك ساكناً رغم التنبيه والترجي بسرعة البت في الاجراءات أي اجراءات طلب مخاطبة سفارة السودان بالمجر ـ وتحرك وفد الجوازات الى اليونان بعد أن عملت السفارة السودانية هناك اللازم وتحصل الفريق على تاشيرة لدخول اليونان وسافر لحل مشكلة السودانين هناك. وتقول جمعية الصداقة السودانية الإسبانية (بيت السودان) في خطابها أن الفريق طلب أن تقدم لهم السفارة في مدريد دعوة رسمية بواسطة السفارة السودانية في بودابست كاجراء رسمي لازم لحضور الوفد وتم ارسال إيميل بذلك للسفير ومسؤول الشؤون القنصلية وحسب خطاب الجمعية انه وبالرغم من ضيق الوقت وحساسية الموقف مارست السفارة المماطلة واسلوب التضليل بالرد على اتصالات ممثل بيت السودان اليومية كما كان الرد على إستفسارات أفراد الجالية بأن السفارة لا تعلم شيء عن موضوع الوفد أو بالكذب الفاضح والادعاء بأن الفريق اعتذر عن الحضور نظراً لانتهاء صلاحية التأشيرة وهو ما نفاه أعضاء الفريق مؤكدين أنهم لم يتلقوا إتصالاً البتة من قبل السفارة وأن تاشيراتهم سارية المفعول.
بيت السودان حمل سفير السودان بإسبانيا شخصياً مسؤولية ما حدث من فشل زيارة فريق الجوازات وذكر أن المماطلة والتسويف هي التي ضيعت على المواطن زيارة الفريق الذي كان سينهي معاناة أفراد الجالية لاستخراج أوراقهم الثبوتية وقال البيت السوداني أن السفير منذ تعينه في المنصب ظلت مواقفه سلبية تجاه الجالية أو المواطن العادي الزائر لإسبانيا مثل رفضه مساعدة طلاب طب الأسنان الذين شاركوا العام الماضي في مؤتمر عالمي لطب الأسنان وقام بالواجب أحد افراد الجالية.
ومع تأكيد بيت السودان لمواقف السفير السلبية تجاه قضية فريق الجوازات ومواقف مشابهة ذكر البيت في خطاب آخر أن السفير وفي مقابلة معه لمناقشة موضوع الفريق ورغم أنه تابع زائره باهتمام الإ أنه في نهاية الاجتماع أبلغهم أنه لم يدفع قرشاً واحداً وقال أنهم لم يستلموا رواتبهم منذ ستة أشهر وأضاف أن هؤلاء الضباط سيطلبون نثرية قدرها 400 يورو عن كل يوم لكل واحد منهم وأن تكلفة الفريق لن تقل عن 20 الف يورو وكثيراً من التعليقات السلبية التي أوردها خطاب البيت السوداني مثل قوله (تتحدث الجالية عن 15 شخصاً يريدون استخراج الجواز هذا يعني أن اجمالي الرسوم التي سيدفعونها لن تتجاوز 1575 دولاراً وكم ستكون مصاريف الفريق عند حضوره لإسبانيا) . لم يكن الموقف السلبي قد انحصر في شخص السفير بل قام مسؤول الشؤون القنصلية بتأكيد مواقف السفير في اجتماع منفصل أظهره خطاب البيت السوداني.
لكن ربما يتساءل أفراد الجالية هناك وكل جاليات السودان في بلاد العم سام وغيرها من البلدان لماذا اختفت عملية الاجراءات لاستخراج الجواز عبر الحقيبة الدبلوماسية حيث يتم أخذ البصمة والصورة وارسالها الى داخل البلاد بدلاً من سفر فريق من الجوازات بكلفة عالية لا تقوى إدارة البعثات في الخارج على تحمل نفقاتها ويتحملها المواطن السوداني في بلاد المهجر. وعلى أي أساس يطلب ضباط وأفراد شرطة الجوازات هذه النثريات العالية من مواطن سوداني من حقه تلقي هذه الخدمة التي يدفع مقابلها ضرائب وأتاوات ويلتزم مع مواطنو الداخل بصرف مرتبات هؤلاء الضباط من مال الضرائب والجبايات؟.
الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.