أين يلتقيان وكيف… “مشكلة غير متوقعة” أمام لقاء ترامب وزعيم كوريا

من أبرز العقبات التي تواجه اجتماع القمة المحتمل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، هو مجرد الوصول إلى هناك، حيث مكان اللقاء.

وبينما يهتم المسؤولون بالترتيب لذلك الاجتماع، يظل الموقع الذي قد ينعقد فيه محل تساؤل، إذ من غير الواضح ما إذا كان أسطول طائرات الزعيم الكوري، التي تعود إلى الحقبة السوفيتية قادرةً على التحليق به أكثر من بضعة آلاف من الأميال من كوريا الشمالية، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
ويقول سو مي تيري، وهو مسؤول سابق في جهاز الاستخبارات الأمريكي “C.I.A” وطالما عمل على الملف الكوري: “نعلم أنه يمتلك طائرة، لكنها قديمة جدا، لا أحد يعرف ما إذا كانت تعمل”.

وتشير الصحيفة إلى أنه منذ تولي زعيم كوريا الشمالية السلطة في عام 2011، لا يُعرف أنه قد طار خارج بلاده، مما يضفي مزيدا من التعقيد على اجتماع قمة مشحون وغير مؤكد.

وتتساءل الصحيفة: هل يمكن أن يقترض كيم طائرة؟ هل يمكن عقد الاجتماع في مكان يستطيع السفر إليه بالقطار، كما فعل الشهر الماضي في زيارة سرية إلى الصين؟ أم هل يمكن أن يسافر ترامب إلى بيونغ يانغ، عاصمة كوريا الشمالية؟ ومن شبه المؤكد أنه غير راغب في إبداء الاحترام للزعيم الكوري.

ويقول مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، إن هناك عددا من المواقع في الولايات المتحدة وأوروبا مرجحة لاستقبال اللقاء وإن كان الأمر غير محدد حتى الآن، بحسب الصحيفة الأمريكية، وفيما لم يحدد المسؤول تلك الأماكن، عددت وكالة الأنباء الفرنسية بعضا منها.

وتتميز بأنها آمنة للغاية، ويستطيع الطرفان الوصول إليها بسهولة. لكن دبلوماسيين قللوا من إمكانية اعتماد هذا الخيار، مستذكرين حادثة “القتل بالفأس” عندما قام جنود كوريون شماليون بقتل ضابطين أمريكيين في 1976.
لكن ترامب لن يقدم على هذه الرحلة لما في ظاهرها من انحناء إلى الزعيم الكوري، ما قد يضعه في موقف تفاوضي أضعف، وفقا لما قاله المسؤول الأمريكي الكبير لـ”نيويورك تايمز”.

بيونغ يانغ

سيكون هبوط رئيس أمريكي على مدرج المطار الذي أشرف منه كيم على إطلاق صاروخ قبل بضعة أشهر، حدثاً غير مألوف. وسيكون ذلك تتويجا للميول الاستعراضية لدى رئيسي الدولتين، لكن من شأن ذلك أن يعطي كوريا الشمالية تفوقا في هذه العملية من خلال مكافأتها حتى قبل تحقيق أي نتيجة.

سيئول

سبق لشقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم يو جونغ، أن زارت الجنوب هذه السنة، بصفتها مبعوثةً إلى الألعاب الأولمبية الشتوية، التي استخدمت محفزاً للتقارب الملحوظ الجاري في شبه الجزيرة. وسيكون مجيء كيم جونغ أون شخصياً إلى سيئول، رمزا قويا، لكن قسما من الكوريين الجنوبيين قد ينتقدونه. ويمكن أن يسرق كيم أيضا الأضواء من دونالد ترامب، وهذا ما يرغب البيت الأبيض في تجنبه.

بكين
زار كل من ترامب وكيم العاصمة الصينية في الفترة الأخيرة. لكن عقد قمة فيها سيكون مسألة بالغة التعقيد. وكانت الصين طرفاً في الحرب الكورية، وأنقذت قواتها من الهزيمة جد كيم، كيم إيل سونغ. وهي موقعة أيضاً على الهدنة عام 1953.
ومن شأن عقد قمة في بكين، الداعم الأساسي الدبلوماسي والمساعد الاقتصادي لبيونغ يانغ، أن تعطي الرئيس الصيني شي جينبينغ وزنا كبيرا. ويمكن للصين المقربة جدا من الشمال، أن تعتبر نفسها في تلك الحالة عرابة أي اتفاق محتمل. وقد اعتادت السلطات الصينية أيضا على فرض تدابير أمنية مشددة، والحد من وصول وسائل الإعلام لتغطية الأحداث الدولية. ومن المرجح أن الأطراف المعنية لا ترغب في ذلك.

أولان باتور

ترتبط العاصمة المنغولية، التي يعتبرها المراقبون الوجهة الأوفر حظاً باستضافة القمة، بكوريا الشمالية، عبر خطوط جوية وسكك حديدية. وتقيم علاقات مع بيونغ يانغ كما مع واشنطن. وزار الرئيس المنغولي السابق تساخياجين البكدوري كوريا الشمالية في 2013. وكان حوالي 1200 كوري شمالي يعملون في منغوليا حتى منعوا من ذلك بسبب عقوبات الأمم المتحدة العام الماضي. ووقعت أولان باتور عددا كبيرا من الاتفاقيات الاقتصادية مع واشنطن. ويشارك الجيش الأمريكي في رعاية خان كويست، التدريب السنوي المتعدد الأطراف لحفظ السلام.

سنغافورة… فيتنام
تطرح بعض وسائل الإعلام إمكانية اللقاء في سنغافورة، حيث التقى شي في 2015 الرئيس التايواني السابق ما ينغ-جيو، فيما كان أول لقاء بين مسؤولي بكين وتايبيه منذ انفصالهما أواخر الحرب الأهلية الصينية في 1949. وفيتنام مطروحة أيضاً، بصفتها دولة شيوعية، لكن علاقاتها مع الولايات المتحدة قد تحسنت كثيراً منذ نهاية الحرب في 1975.

سويسرا
لا يخاف كيم من الطائرة مثل والده وسلفه كيم جونغ إيل، فيما لا يمكن استبعاد إمكانية أن يغامر أكثر من ذلك. وفي التسعينيات، تابع دروسه في سويسرا، بما في ذلك في “إنترناشونال سكول أوف برن”، برفقة شقيقه وشقيقته. لذلك يعرف هذا البلد بأنه يطبق منذ قرون سياسة حياد، ويستضيف سفارة لكوريا الشمالية.

سكاندينافيا
استقبلت السويد مثل فنلندا مسؤولين كوريين شماليين كبارا، الشهر الماضي. وزار وزير الخارجية ري يونغ هو ستوكهولم. واستضافت هلسنكي محادثات غير رسمية بين اختصاصيين أمريكيين ومندوبين كوريين شماليين، وهذا ما فعلته النرويج أيضا العام الماضي. وبصفتها حامية للرعايا الأمريكيين في كوريا الشمالية، دأبت السويد على الاضطلاع بدور الوسيط بين بيونغ يانغ وواشنطن. وأصبحت ممثليتها في بيونغ يانغ في 1975 أول سفارة غربية في هذا البلد.

لكن كيم سيحتاج في هذه الحالة إلى طائرة أيضا، وبحسب ما يقول المسؤول الأمريكي فإنه لن يقبل أن يطير على رحلة “تجارية”، كما أنه لن يقبل باستعارة طائرة.

الاناضول

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.