د. مزمل أبو القاسم: قال كلمته ومضى

* أغلظ بعض الزملاء الأفاضل على البروف إبراهيم غندور، وزعموا أنه آذى الدبلوماسية السودانية، ولطخ سمعة السفراء، وجعلهم أضحوكة بين أقرانهم، ونفّر المستثمرين الأجانب بحديثه عن امتناع البنك المركزي عن سداد مستحقات سفارات السودان لسبعة أشهر.
* نسألهم: هل هناك أذىً أشد من ترك هؤلاء المساكين بلا مخصصات ولا إيجارات ولا كلفة تسيير لسبعة أشهر؟
* كيف يمكن لتلك السفارات أن تستمر في أداء مهامها، بعد أن فقدت القدرة على الوفاء بالتزاماتها، وأصبحت مهددة بالطرد من مقراتها، وعانى من يعملون فيها ويلات المسغبة، وعجزوا عن أداء واجباتهم، وإعالة أسرهم، وسداد رسوم دراسة أبنائهم؟
* صمت غندور ، ولم يترك باباً إلا طرقه، فإلام يمتد السكوت؟
* نحييه على جرأته، ونستغرب المسارعة إلى لومه وإدانته مع أنه تحدث في البرلمان، ووضع الأمر بين أيدي نواب الشعب المكلفين بتقييم أداء السلطة التنفيذية، ومحاسبة المقصرين فيها.
* استقال فلم تقبل استقالته.
* طرق أبوب القصر فلم يستجار.
* تحدث في البرلمان، فاستكبروا عليه أن يصرح بما تعانيه قواعده، فماذا يفعل؟
* لمن يبث شكواه؟
* يكفيه فخراً أنه خدم وطنه بامتياز، وأدى واجبه بتجردٍ وحنكة، وحقق إنجازاتٍ لافتة، بدءاً بنجاح وزارته واللجنة التي قادها في رفع العقوبات الأمريكية عن السودان، مروراً بتعزيز علاقات السودان مع محيطه العربي والإفريقي، وانتهاءً بالنهج المهني الذي أدار به الوزارة.
* حديث غندور نكأ جرحاً يأبى أن يندمل، حول خطل النهج الذي يدار به الاقتصاد.
* سلط البروف الضوء على إخفاقٍ جديدٍ للبنك المركزي، وأوضح أنه تحول إلى دولة داخل دولة، إلى درجة عدم تنفيذ توجيهات الرئاسة بخصوص سداد مستحقات السفارات.
* السفارات التي تمنّع بنك السودان عن سداد مرتباتها تمثل واجهات تمثيل سيادي للوطن، تحرس حقوقه، وتخدم مواطنيه، وتعلي مصالحه، وتستقطب له الدعم والاستثمارات، وتمنع عنه كيد الأعداء.
* العاملون فيها مواطنون صالحون، لهم واجبات وأسر والتزامات عملية وشخصية، فكيف ينجزون أعمالهم، ومن أين لهم أن يعولوا أسرهم، إن تمنعت دولتهم عن سداد مستحقاتهم شهور عددا؟
* قال غندور كلمته ومضى بجرأة، وكان يدري أن حديثه سيكلفه فقدان المنصب المرموق، ونعتقد أن تضحيته ستسهل مهمة خلفه، وستدفع الدولة إلى مراجعة النهج الذي اتبعته في التعامل مع ممثلي الدبلوماسية السودانية بالخارج، فالتحية له والشكر أجزله، وهو أهل لكل كلمة مدح قيلت فيه.

باج نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.