د.ناهد قرناص : الذي طالما غنت له الفتيات (الدبلوماسي.. الطلبو قاسي).

الذي طالما غنت له الفتيات (الدبلوماسي.. الطلبو قاسي).
_______

صباحكم خير – د ناهد قرناص
إن فاتك الميري

كنت أنصت بتركيز بالغ الى مقطع الفيديو الخاص بحديث وزير الخارجية السوداني السابق (بروفسور غندور) أمام البرلمان السوداني.. والذي حكي فيه الدكتور المصاعب المالية التي تمر بها البعثات الدبلوماسية في الخارج.. وحكى كيف أنه قد خاطب وزارة المالية والبنك المركزي مراراً وتكراراً.. وانه قد ناداهم في داخل الغرف المغلقة وأسر لهم أسراراً.. ثم أنه، وبعد أن فاض به الكيل، ناداهم جهاراً… فقد كان البروفسور يحمل هم منسوبيه.. ويأخذ مطالبهم على محمل الجد كنقابي متمكن اعتاد ذلك الأمر.. فقاتل حتى النهاية وغادر مقعد الوزارة بشرف وفي النفس شيء من حتى.. فمغادرة رأس الوزارة لا تعني حل المشكلة الأساسية.
في تلك اللحظات.. قفزت هذه الأفكار الى رأسي.. وزارة الخارجية السودانية.. لا زالت تحتفظ بألق وظيفة (الميري).. موظفيها يؤدون أعمالاً.. ويتوقعون مرتبات شهرية من وزارة المالية.. ويتم الالتحاق بها عبر امتحانات يستطيع أي خريج الجلوس لها.. وكذلك ظلت هي الملاذ لكل الترضيات والتسويات التي تحدث في الحراك الحكومي.. فكل من خسر وظيفة عليا يتم تعويضه بمقعد دبلوماسي فاخر.. وكدا يعني.
انتبهت.. ومعي لمبة عبقرينو.. أن الخارجية هي الوزارة الوحيدة التي لا تملك أي استثمارات ملحقة بها.. أليس هذا غريباً؟ أتخيل أن وزارة الخارجية وهي تتلفت وتسأل رفيقاتها – بقية الوزارات – كيف يتدبر منسوبيها أحوالهم في ظل الضائقة الاقتصادية.. فتهز بقية الوزارات الأكتاف.. وتجيب بجفاء وغتاتة (فايتنك بالصبر).. فيصيبها العجب وهي ترى بقية الوزرات عايشة حياتها والمرتبات تنزل في موعدها وبعضها يصرف حوافز وكدا.. ما بال أهل الدبلوماسية لا تنتظم رواتبهم؟ ولا بواكي لهم؟
إليكم الحل.. مقدم من عبقرينو: ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن وزارة المالية تعطي أولوية للوزارات ذات الطابع الإيرادي.. يعني تسلمني قرش.. أرجع ليك قروش.. أما تلك الوزارات الخدمية والتي لا تدخل عائداً يرجى منها.. فهي تفعل معها كما فعلت تلك المرأة في عهد عمر ابن الخطاب.. تترك الماء يغلي على القدر.. تصبر بها عيالها حتى يغلبهم النعاس فيناموا.. لذلك لابد من التفكير في جناح استثماري لوزارة الخارجية.. وسنكون أول دولة فكرت في هذا الحل العبقري.. وربما تتبعنا بلدان أخرى لها ذات مشاكلنا.. وحقوق الطبع محفوظة.
لا تسألوني عن أفكار استثمارية لوزارة الخارجية.. اكيد سيجد لها البعض افكاراً عبقرية لا تخطر على بال.. استعينوا بذلك الذي اقترح على المحليات (تأجير الدرداقات) أو تأجير الكراسي لستات الشاي.. عندنا عباقرة في هذا المجال.. واستغرب أنه حتى الأن لم يصل نشاطهم السلك الدبلوماسي.. أصلاً نحن بدأنا قصة الجناح الاستثماري في كل وزارة.. ودخلنا التاريخ من أوسع أبوابه.. ولم يسبقنا أحد.. فقد أصبحنا الدولة التي خصخصت كل شيء.. فلماذا لا يطال التخصيص الخارجية؟.. ونبدل أسمها ونسميها وزارة (المخارجة؟؟).. هذا هو الحل الوحيد الذي سيعود بالمال الوفير.. وسيجعل وزارة المالية والبنك المركزي يهتمان بطلبات الخارجية ولن يتم ركنها أو اهمالها بعد الآن… ونعيش في تبات ونبات.. ويعم الخير البلاد.. وتعود للخارجية رونقها الذي فات.. ويرجع للدبلوماسي الألق الذي طالما غنت له الفتيات (الدبلوماسي.. الطلبو قاسي).
الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.