الطاهر ساتي: يهدر ويتباكى.. !!

:: وصلاً لما سبق، والحديث عن إقالة وزير الخارجية، وكنت قد ختمت زاوية الأمس بالنص: عجز غندور – قبل إقالته – عن تقديم قائمة السفراء الذين لم يصرفوا مرتبات (شهر واحد)، وناهيكم عن السبعة أشهر.. وللأسف لم يصدق غندور مع نفسه والبرلمان والرأي العام، ويعلم تماماً (أنه يكذب).. لقد صرفوا – كل السفراء وأفراد البعثات – المرتبات في موعدها تماماً، ومن بنود وموارد أخرى غير الفصل الأول.. وعليه، فإن الإقالة ليست عقاباً بحجم ذاك الخطاب غير الأخلاقي، ولكنها بمثابة (شيء خير من لا شيء)..!!

:: حسناً، قلت إن هناك موارد لسفارات وقنصليات السودان تتصرف فيها وزارة الخارجية والسفارات، تارة بعلم وزارة المالية وتارة أخرى بغير علمها.. وعلى سبيل المثال – والإخوة المغتربون يشهدون على ذلك – فإن سفارات وقنصليات السودان بعواصم دول الخليج وبعض مدائنها إحدى (بؤر الجبايات)، وهي بمثابة الكنوز التي تضع الخارجية يدها عليها، ولو تم توظيفها توظيفاً سليماً – لصالح سفارات السودان بكل دول – لما تباكى وزير الخارجية في البرلمان، وهو العاجز عن ترشيد الصرف وتوظيف موارد السفارات والقنصليات .. !!

:: ثم هناك مراكز السودان التجارية بالصين وكوريا.. وهي مراكز تجارية يتجاوز عائدها السنوي (ثلاثة ملايين دولار تقريبا).. وللأسف هي من الأموال التي يتم تحصيلها ثم صرفها خارج سلطة وزارة المالية والمراجع العام، رغم عدم قانونية هذا النوع من الصرف.. ثم الأدهى والأمر أن المسؤول عن أموال المراكز التجارية (فرد)، وليس مؤسسة أو وحدة حكومية كما يتبادر إلى ذهن القارئ.. نعم، فالمسؤول عن ملايين الدولارات – التي تكسبها المراكز التجارية بالصين وكوريا – هو فقط وزير الخارجية الذي يتباكى على شح الميزانيات دون أن يورد هذه الملايين في خزينة الدولة ..!!

:: وعن سوء نهج غندور، إليكم واقعة – وثقها الأخ عثمان ميرغني في زاويته بالتيار قبل إقالة غندور بأيام – بالنص: (سفارتنا باليمن تُقيم في العاصمة السعودية الرياض، وبمقر مستأجر خاص بها.. رغم أن سفارتنا الأصلية في الرياض (عريضة المنكبين) وتكفي لاستضافة سفارتنا باليمن.. ما هي الحكمة في الاحتفاظ بسفارة سودانية تختص بتمثيلنا في اليمن لكنها تقيم في مدينة الرياض وفي مبنى منفصل، رغم أن وزارة الخارجية اليمنية (ذات نفسها) تقيم داخل السفارة اليمنية في مدينة الرياض؟)..!!

:: لم ترد الخارجية على سؤال الأخ عثمان ليعلم المواطن أسباب تبديد المال في بعثة – برئاسة سفير – غير مقيمة في اليمن، ولا ترشد الصرف بحيث تقيم في سفارتنا بالرياض أو بقنصلية جدة.. وقد لا يُصدًق القارئ أن هناك بعثة – يرأسها قنصل بدرجة سفير – في إقليم كوردستان، ولا تزال هذه البعثة تستهلك النقد الأجنبي بلا جدوى.. وكذلك هناك بعثة دبلوماسية – برئاسة سفير – في إيرلندا.. وهكذا.. وما أكثر السفارات السودانية التي في دول لانتعاون معها ولا تربطنا مصالح، وكذلك ما أكثر بعثاتنا الدبلوماسية التي تستهلك النقد الأجنبي في دول لم نسمع بها ولا نراها حتى في الخرائط، وكل هذا بعلم وأمر غندور الذي يتباكى على شُح المال..!!

:: ثم بالتزامن مع قرار تقليص البعثات الدبلوماسية بنسبة (40%)، كان مؤتمر السفراء بالخرطوم يبدد (المال العام)، ما لم يكن قد تكفُل فاعل خير – أو منظمة خيرية – بتكاليف ذهاب وإياب جيوش السفراء من وإلى الخرطوم..لماذا تلكأ غندور في تنفيذ قرار تقليص البعثات الدبلوماسية؟ ولماذا رفض تنفيذ التوجيه الرئاسي الصادر بحق السفراء والدبلوماسيين، أي من لم يصرفوا مرتبات (7 أشهر)، كما يزعم؟..والأزمة ليست هي مزاعم غندور وحدها، بل هناك من يصدق أن في بلادنا من يعمل سبعة أشهر بلا مرتب، ثم لا يفكر في (بيع البلد)… !!

المصدر : باج نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.