تكدس بالمواقف أزمة الموصلات . . . . معاناة تتجدد كل يوم

صباحا ومساء يشتكي مواطن ولاية الخرطوم من أزمة في المواصلات العامة التي تتفاقم بين الحين والاخر خاصة في أوقات الذروة، ومع غياب الرقابة وعدم وجود جهات مختصة تذلل الصعاب والعقبات التي تواجه مستخدمي المواصلات العامة وأصحاب المركبات، فان المواطنين يجدون انفسهم عالقين وسط أطول أزمة خدمات في ولاية الخرطوم وليس مشكلة الحصول علي مقعد وحده ما تواجههم فهناك مشكلة ارتفاع تعرفة المواصلات، فكل صاحب مركبة وكمسنجي يضع تعرفة حسب رغبته تتجاوز التعرفة المحددة من السلطات بأكثر من الضعف وتوضح مواقف المواصلات بجلاء ان الفوضي تضرب بأطنابها في الأرجاء، ويصل الامر الي عبث النشالين بجيوب الركاب ، ولاشك ان أزمة الموصلات اصبحت تشكل هاجسا كبيرا يؤرق المسؤولين و المواطنين علي حد سواء حيث تتفاقم الأزمة بين الفينة والاخري في مختلف محليات الولاية.» الصحافة» كانت شاهدة علي الواقع المرير الذي يعيشه المواطن وجابت معظم المحطات بالخرطوم
عبء ثقيل
المشهد العام في أزمة المواصلات العامة يظهر جليا في حيرة المواطنين وسعيهم للحصول علي مقعد يقلهم لمنازلهم و اصحاب المركبات يبررون ذلك المشهد لسبب أزمة الوقود التي شهدتها الولاية مؤخرا و يلاحظ اختفاء الحافلات والبصات بشكل كبير وظهور العربات الصغيرة والامجاد التي زادت التعرفة المفروضة كذلك مركبات «الهايس» التي استغلت حاجة المواطن وفرضت تسعيرة مضاعفة في معظم الخطوط مما شكل عبئا ثقيلا علي المواطنين
تنصل الجهات المختصة
«الصحافة» التقت ببعض المواطنين في بعض المواقف بالخرطوم وقد عبر العديد منهم عن سخطهم وامتعاضهم واتهموا السلطات الولائية بالتنصل عن مسئولياتها كما صب بعضهم جام غضبهم علي ما أسموه استغلال اصحاب الهايسات لظروف المواطنين بفرض تعرفة عالية ، و شاهدنا اصطفاف المئات من المركبات العامة في صفوف طويلة بمحطات الوقود بالخرطوم، لثلاثة ايام علي التوالي من أجل الحصول علي الوقود الامر الذي ادي الي ندرة في المواصلات العامة واكتظاظ المواطنين في المواقف الرئيسية بالعاصمة.
أزمة خانقة
وقال المعاشي خليفة ابو البنات انه ينتظر وصول مركبة تقله لأكثر من ساعتين دون جدوي ، واضاف ان «أصحاب الحافلات لا يرغبون في ايصال الركاب الي آخر المحطات»، ويشير الي انه يسكن منطقة سوبا شرق ،لافتا الي ان المركبات لا تصل الي آخر محطة حيث يسكن وأوضح ان معظمها تكتفي بالرجوع من صينية الكوبري .
طال الأمد
وحتي امس ظل المئات من المواطنين في انتظار المواصلات لساعات طويلة في معظم المواقف العامة السوق العربي «الأستاد وجاكسون وشروني» والحاج يوسف والمحطات العامة والفرعية في معظم المناطق في مختلف محليات الولاية الامر الذي ادي الي تلاعب اصحاب المركبات بتعرفة المواصلات ورفع قيمة التذكرة بنسبة «100%»
هرولة دون جدوى
وحيثما تتوقف مركبة علي مسار يبدأ الركاب بالهرولة نحوها يسبق فيها الرجال النساء وكل يمني نفسه بمقعد يمكنه من الوصول لمنزله بعد يوم شاق من العمل أو الدراسة، الازدحام حول المركبات يدفع بالبعض بالصعود الي الحافلات من نوافذها يقول الطالب الجامعي نزار حمد جامعة النيلين ادارة اعمال ان المواصلات تشكل هاجسا مزعجا له، ويشير الي انه في كثير من الأحيان لا يتمكن من ادراك المحاضرات الأولي، ويشير الي ان انتظار المركبات يستقطع نصف ساعات دوامه الجامعي كل يوم، وطالب سلطات الولاية بالعمل لحل تلك المعضلة
فيما ابدي المواطن النور علي من منطقة جنوب الخرطوم «السلمة» في حديثه لـ»الصحافة» سخطه جراء خلو المواقف من المركبات العامة حيث شهدت معظمها تزاحما واكتظاظا بالمواطنين وتخوفا من تفاقم الأزمة في ولاية الخرطوم في حال عدم وجود حلول ناجعة وجذرية من الجهات المختصة.
استغلال الفرص
ولاحظت الصحيفة وجود عربات الامجاد التي استغلت حاجة المواطن حيث زادت قيمة التعرفة الي 30 جنيها للراكب في مناطق سوبا شرق ومرابيع الشريف من محطة الـ»13» بشرق النيل فيما زادت تعرفتها لمنطقة العيلفون الي «50»جنيها
عبث النشالين
التدافع الكبير والازدحام حول المركبات العامة يجد فيه ضعاف النفوس من النشالين فرصة سهلة لسرقة مقتنيات الركاب من محافظ النقود الي الهواتف النقالة وتقول انتصار أحمد طالبة جامعية لـ «الصحافة» انه لا تكاد تسير لمركبة والا و تسمع صرخة صائح داخلها تعلن عن سرقة هاتفه الجوال وقتها يصبح في حيرة من امره بين النزول وبداية البحث عن مركبة مجددا او مواصلة مسيره وان يستعوض الله فيما فقد.
فوضى واستغلال
وابدي المواطن خليفة دفع الله سخطه من أزمة الموصلات خاصة في الفترات الصباحية والمسائية ووصفها بالمعضلة وتخوف خليفة من استمرارها لوقت طويل ، وطالب السلطات والجهات المختصة بالتدخل الفوري بوضع حلول جذرية لتلك المشكلة وانهاء معاناتهم . واردف خليفة قائلا «نحن اولاد هينين الكلام علي البنات خاصة في الفترة المسائية» و تذمر من غياب الرقابة واعتبر ان ذلك تنصلا من السلطات المختصة عن دورها في تنظيم حركة المركبات وايجاد بدائل حال وجود أزمة ، وزاد ان المواطن اصبح لاحيلة له حتي «الكمسنجية» اصبحوا يتلاعبون عليهم واشتكي من استغلال أصحاب الحافلات والهايس لزيادة قيمة التذكرة رغم الزيادة الرسمية التي تمت مؤخرا علي تعرفة جميع الخطوط، وأشار لتعمد أصحاب المركبات العامة تقسيم الخطوط وعن وجود تلك التفلتات قال خليفة ان المواطن له دور كبير في هذه المسألة، مشيراً الي انه بامكان الركاب رفض دفع أي مبالغ أكثر من التعرفة المحددة وكثير من المسؤولين نوه لذلك وبينوا ان ان لهم مكاتب مخصصة لممارسة الدور الرقابي علي الموقف والتعامل مع تلك التجاوزات الا ان المواطن لايستطيع ان يدافع عن ابسط حقوقه ، واردف قائلا جنيه او اثنين ما مشكلة الا ان الاستغلال اكبر مشكلة تواجه المواطن من قبل ضعاف النفوس.
وعزا احد سائقي المركبات العامة ارتفاع التعرفة الي تفاقم أزمة الوقود وقال في حديثه لـ»الصحافة» «الركاب ديل عايزين الجاز الساهل وما عارفين نحن بنعاني في صف الوقود في الطمبات كيف» واردف بالقول غير ذلك غلاء الاسببرات انا اعتبره سببا كافيا لزيادة التعرفة، واضاف انه «من اراد ان يسأل فليسأل الحكومة ليس لدينا طرف من المسؤولية نحن ايضا نعاني كما يعانون.
واقع مرير
بينما حمل المواطن عصام الدين ابراهيم وزارتي النفط والبنية التحتية والمواصلات مسؤولية تفاقم مشكلة المواصلات بسبب عجز الاخيرة عن القيام بدورها تجاه المشكلة وفشلها في الرقابة كذلك فشل وزارة النفط في حل أزمة الوقود التي قال انها اضرت بالمواطن وشلت حركته، وقال ان المواطن يعيش حقا واقعا مريرا في ظل أزمة الموصلات، واضاف ان المشكلة ليست بالمحطات الداخلية فحسب فاصحاب البصات السفرية بالميناء البري ايضا يعانون من عدم توفر الجازولين لمركباتهم منذ نهاية الاسبوع وفشلنا في الحصول علي تذاكر سفر للولايات.
وفي وقت سابق أعلن وزير البنية التحتية والمواصلات بالولاية خالد محمد خير امام المجلس التشريعي عن اتجاه ولاية الخرطوم لتركيب اجهزة تتبع لوسائل النقل والمواصلات، بيد انه قال «لا توجد ميزانية معتمدة للمشروع» ، وكشف في ذات الوقت عن توفير «1130» بصا لحل ما وصفها بمشكلة فوضي التعرفة وتجزئة الخطوط.

الصحافة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.