– هذه أصعب ظاهرة مناخية وبسببها تكثر الأعاصير والأمطار وتجف الأراضي وتزيد العواصف الغبارية.
– بسبب “الكربون”.. خبراء المناخ العالمي يحذرون من كارثة مناخية دولية متوقعة في 2020م.
– أتمنى إيقاع عقوبات صارمة لمن يتعمد الدخول في الأودية والسيول ويشغل الدفاع المدني.
– الاختلاف طبيعي بين محللي المناخ السعوديين فالمراصد الأوروبية والأمريكية مختلفة.
– “المنخفضات” هي سبب التقلبات الجوية والعواصف الرعدية والرياح العاتية.
– ظاهرة “النينيو” تحدد قوة المواسم الممطرة والجافة حالياً وعلى الفترات المستقبلية.
– لا بد من الاستفادة من هواة الطقس ومطاردي الأعاصير وتوظيفهم في مجال خبرتهم.
– “الهادئة” هي الفرق الحقيقي بين غبار الصباح الخفيف وغبار العصر.
– التوقعات تشير إلى حدوث موجات الحر القاتلة.. والهجرة الجماعية الناجمة عن ارتفاع منسوب البحار حقيقية.
– لا بد أن تجتمع دول العالم لنقاش أخطار المناخ والحد من أخطار “الدفيئة”.
أجرى الحوار/ شقران الرشيدي : يقول محلل الطقس والباحث في الظواهر المناخية زياد الجهني: إنه بعد ١٥ عاماً ستتحول بلادنا لثلوج وأمطار وستجف أوروبا، وأن التغيرات في الطقس بشبه الجزيرة العربية، غالباً تكون مصاحبة للمنخفضات العلوية أو المنخفضات السطحية (التمدد الحراري)، وهي السبب -بعد مشيئة الله- في تكوّن السحب الرعدية والعواصف الرملية.
وقال في حواره مع “سبق”: إن صعوبة الظواهر المناخية تختلف من مكان لآخر ومن زمان لآخر؛ ففي الفترات الانتقالية تزداد صعوبة التوقعات؛ خاصة على السواحل، وغالباً تفشل، والسبب يعود إلى الاختلاف الكبير في درجات الحرارة، والمتغير بين المسطح المائي واليابسة.
وتحدّث عن التلوث البيئي في الجو والبحر والأرض الذي ساعد في نشر السرطانات والأورام والفيروسات بين السعوديين.
وتَحَدّث عما يردده خبراء المناخ العالميين من حدوث كارثة متوقعة في عام ٢٠٢٠م بسبب ارتفاع ثاني أكسيد الكربون وغيره.
وقال: “لا بد من تعاون ووضوح بين وزارة التعليم والرئاسة العامة للأرصاد؛ للخروج بقرار مناسب وللحفاظ على سلامة الأبناء في المدارس وتعليق الدراسة، ولا أزال أرى إنشاء فريق متخصص من الأرصاد والدفاع المدني فقط لمتابعة السيول وكوارث الطقس والمناخ بشكل يومي بعيداً عن وزارة التعليم والإمارة”.
وتناول الحوار عدد من المحاور العامة؛ فإلى تفاصيله:
** تتعرض مختلف مناطق المملكة للتقلبات الجوية والعواصف الرعدية والرملية، ما السبب؟ وفي أي الفصول تكثر؟
التغيرات في الطقس بشبه الجزيرة العربية غالباً تكون مصاحبة للمنخفضات العلوية أو المنخفضات السطحية (التمدد الحراري)، وهي السبب -بعد مشيئة الله- في تكوّن السحب الرعدية والعواصف الرملية، وتكثر هذه الظواهر في فصليْ الخريف والربيع خاصة؛
لأنها تعتبر فترات انتقالية من الطقس الحار إلى الطقس البارد أو العكس؛ لذلك نشهد فيها تقلبات قوية في الطقس وسريعة من أمطار غزيرة إلى موجات غبارية والعكس، وتكون الأجواء أكثر صفاء في فترات الشتاء والصيف؛ لأن الكتل مستقرة مقارنة ببقية الفصول مناخياً.
** لماذا نلحظ اختلافاً في قراءة الحالة الجوية بين خبراء الطقس والمناخ السعوديين؟
الاختلاف في القراءة أمر طبيعي جداً؛ فالمراصد العالمية كالأوروبي والأمريكي أو حتى البريطاني؛ نجد غالباً قراءتهم مختلفة، والسبب يعود لاختلاف رصد العناصر المؤثرة في الطقس (درجة حرارة، ورطوبة، وتضاريس، وغيره) وكذلك الخبراء السعوديون يختلفون في القراءة حسب ما يرون من توفر العناصر وأهميتها لديهم؛ فنظرة الشخص التحليلة هي نتاج خبرته في هذا المجال؛ فهناك من يعتمد على عناصر محدودة في رسم توقعه، وآخر يعتمد على عناصر عدة.
** ما هي أصعب ظاهرة مناخية، ولماذا؟
صعوبة الظواهر المناخية تختلف من مكان لآخر ومن زمان لآخر؛ ففي الفترات الانتقالية تزداد صعوبة التوقعات؛ خاصة على السواحل، وغالباً تفشل، والسبب يعود إلى الاختلاف في درجات الحرارة الكبير والمتغير بين المسطح المائي واليابسة؛ فالصعوبة تعتبر أمراً نسبياً حسب المكان والزمان، وكلما كانت الظاهرة المناخية أكبر أثراً؛ كانت أسهل من حيث التتبع والتوقع؛ ومثال ذلك “ظاهرة النينيو الممطرة، وظاهرة اللانينيا الجافة”.. بعد تتبع هذه الظواهر ودراستها جيداً؛ اتضح ارتباطها المباشر -بعد قدرة الله- بتوزيع الرطوبة المدارية، وقدرتها على جذب التيارات العلوية التي بدورها تنشأ معها حالات عدم الاستقرار الجوي، وهناك عوامل أخرى أقل أهمية من هذه الظاهرة ولها آثارها الواضحة؛ لكن عالمياً يُعتمد على ظاهرة النينيو في تحديد قوة المواسم الممطرة والجافة حتى على الفترات المستقبلية.
** هل انتشار السرطانات والفيروسات والأورام والأمراض الشائعة في مجتمعنا نتيجة تلوث الهواء والماء والتربة؟
يُعتبر التلوث أحد المسببات؛ ولكنه ليس السبب الرئيسي؛ لكن إذا استمر التلوث البيئي فستدفع الأجيال القادمة ثمناً باهظاً، وهذا ما يحاول العالم أجمع أن يتجنبه من خلال اجتماعات مؤتمرات البيئة المتكرر هذه الأيام.
** ما هو الفرق بين غبار الصباح الخفيف وغبار العصر؟
غالباً في فترات الصباح تكون الرياح هادئة؛ نظراً لانخفاض الفروقات الحرارية والحمل الحراري وهدوء الرياح وسكونها؛ لذلك يكون الغبار في تلك الفترات غالباً عالقاً وليس موجة غبارية مندفعة؛ أما في فترات الظهيرة وبعدها؛ نكون في أوج فترات الحمل الحراري؛ فنجد الرياح نشطة مع انخفاض الضغط وسخونة الهواء وخفته، ولو تواجدت السحب الرعدية فترة الظهيرة؛ فسوف تُصحب برياح هابطة تثير معها الغبار؛ بعكس فترات الليل والفجر.
** هل تحتاج الحالات والتقلبات الجوية في بعض المناطق لتعليق الدراسة؟
نعم بالتأكيد، وهذا يحتاج إلى تعاون ووضوح ما بين وزارة التعليم والرئاسة العامة للأرصاد؛ للخروج بقرار مناسب وللحفاظ على سلامة الأبناء، ولا أزال أرى إنشاء فريق متخصص من الأرصاد والدفاع المدني فقط لمتابعة السيول وكوارث الطقس والمناخ بشكل يومي، بعيداً عن وزارة التعليم والإمارة؛ فكلما زادات الجهات المسؤولة عن القرار؛ أصبحت وجهات النظر متباعدة أكثر؛ خاصة إذا كانوا بعيدين عن التخصص.
** يثير بعض خبراء تغير المناخ في العالم مخاوف من وجود كارثة مناخية عالمية في عام 2020م؛ بسبب ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، وحدوث موجات الحر القاتلة والهجرة الجماعية الناجمة عن ارتفاع منسوب البحار، ما تعليقك؟
تحديد تاريخ معين؛ يُعتبر أمراً صعباً جداً؛ لكن التغير المناخي هو واقع ملموس ومشاهد، ودول العالم تحاول جاهده التقليل من الغازات الدفيئة؛ لكن حتى الآن لم تنتهِ المشكلة؛ بل هي في ازدياد، والحلول لا تزال على طاولة الحوار، وآخرها اتفاق باريس بخصوص المناخ.
** كثرة الأعاصير، وغزارة الأمطار، وجفاف الأراضي، والعواصف الغبارية على ماذا تدل؟
يعتبر التطرف المناخي أحد الدلائل على تغير المناخ؛ لذلك فالعالم أجمع يحاول التقليل من آثاره.. وآخر الدراسات المناخية كانت تشير إلى تغير مناخي قادم بعد قرابة 15 عاماً تزداد معه ثلوج الشتاء وتضعف معه حرارة الصيف وتزداد معه الأمطار في المناطق الجافة كمنطقتنا، وتنقطع في المناطق الممطرة كأوروبا مثلاً؛ ولكن مثل هذه الدراسات تحتاج لعوامل وأسباب واضحة وعلمية، بعيداً عن الاجتهاد النظري المبنيّ على الاحتمال والتوقع.
** هل نحن مُقبلون على فصل صيف حار جداً هذا العام؟
نعم خروج الشتاء هذا العام جاء مبكراً، وبدأت درجات الحرارة في الارتفاع من بدايات الربيع الحالي، وهي في تصاعد مستمر، ومن المتوقع أن يكون الصيف القادم حول المعدل الطبيعي إلى أعلى، ولن يكون أقل حرارة من الصيف الماضي.
** برغم تحذيرات الدفاع المدني المتكررة؛ فإن هناك من يغامر بدخول الأودية أثناء الأمطار والسيول بسياراتهم، بماذا تفسر ذلك؟
السبب الرئيسي في نظري هو عدم التوعية بمخاطر السيول؛ فالتحذير وحده لا يكفي، يجب توعية المجتمعات بمخاطر السيول، وشرح خطرها الكبير، ونتمنى أن تكون هناك عقوبات صارمة لمن يثبت أنه تَعَمّد الدخول في هذه السيول الجارفة؛ لأن هذا يُشغِل الدفاع المدني ورجال الدولة عن المحتاج الحقيقي للمساعدة.
** رمضان العام القادم، هل سيكون في الشتاء أم الصيف؟
رمضان القادم سيكون بإذن الله تعالى في فصل الربيع (مرحلة انتقالية بين شدة برودة الشتاء وشدة حرارة الصيف)؛ لذلك فليالي رمضان الأولى تميل للبرودة، ونهارها معتدل؛ بينما الليالي الأخيرة نهارها حارّ مصحوبةً برطوبة الصيف التي تعمل على زيادة الإحساس بهذه الحرارة وكتمة الأجواء.
** كيف يجب أن تكون العلاقة بين هيئة الأرصاد وهواة متابعة الأحوال الجوية ومطاردي الأعاصير؟
يُفترض أن تكون العلاقة بين الأرصاد والهواة علاقةً تكامليةً وليست علاقة تنافسية؛ فالأرصاد بحاجة للهواة؛ لأنهم هم العين الراصدة للميدان، وبشغفهم وحبهم لهذا المجال يمكن أن يقدموا الكثير والكثير من الخدمات للأرصاد؛ خاصة إذا استطاعت أن تتوافق معهم، وتبني علاقة جيدة وثقة متبادلة.. وخير مثال هو تعامل الغرب مع هواة الطقس ومطاردي الأعاصير؛ حيث يستقطبونهم ويدعمونهم؛ بل ويتم توظيفهم في مجال خبرتهم؛ سواء علمية أم ميدانية؛ عكس ما يحدث هنا تماماً.
وللأمانة، لدينا كفاءات من هواة الطقس يمتلكون خبرة أكبر بكثير من مختصي الأرصاد أنفسهم، وأهم ما يميزهم هو شغف البحث عن الجديد، وعدم التوقف والاكتفاء بما تم التوصل له من علم.
سبق