انتقادات غير مسبوقة لخطاب رئيس الوزراء في البرلمان

شهدت جلسة البرلمان أمس (الإثنين) التي أودع فيها رئيس مجلس الوزراء القومي والنائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” بيان أداء الحكومة للنصف الثاني من العام المنصرم والربع الأول من العام الجاري، انتقادات عنيفة من قبل النواب باعتبار أن التقرير تجاهل الوضع الحالي والأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، واتهم نواب بيان رئيس الوزراء بأن صياغته تمت داخل المكاتب وأن من أعدوه لم ينظروا إلى صفوف الوقود والرغيف، التي لم تشهدها البلاد منذ ثلاثين عاماً.
وفي الأثناء دافع رئيس مجلس الوزراء عن الذين صاغوا البيان، وقال إنهم يتألمون كما يتألم الناس من غلاء الأسعار لأنهم موجودون وسط المجتمع. وقال رئيس كتلة قوى التغيير بالبرلمان “أبو القاسم برطم” إن الواقع يناقض ما جاء في خطاب رئيس الوزراء، وأضاف: “الأزمة طاحنة وعادت صفوف الخبز والوقود وكنا نأمل أن يخاطبنا رئيس الوزراء بحلول وليس بوعود، وقال بكري خلال تعقيبه على مداخلات نواب البرلمان حول خطابه الذي قدمه للبرلمان أمس، لمن يقولون إن من صاغوا الخطاب لم ينزلوا إلى الشارع لمعرفة أحوال الناس، أقول لهم إننا نعيش وسط المجتمع، ونحس بما يعانيه المواطن ونتألم له. موضحاً أن الحكومة تتخذ العديد من الإجراءات التي تخفف من وطأة الغلاء على المواطن مستشهداً بدعم الكهرباء والدواء والقمح، الذي تقدمه الحكومة للفئات الضعيفة
ودافع رئيس الوزراء الفريق أول “بكري حسن صالح”، عن الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة، وقال كنا نعلم أنها صعبة، ولكن كان لابد من اتخاذها للخروج من الوضع الاقتصادي، وكان يجب أن تطبق في العام 2011 بعد خروج عائدات النفط بانفصال دولة الجنوب. وأعلن رئيس الوزراء أن حل أزمة الوقود الحالية ستنتهي خلال يوم أو يومين عقب اكتمال صيانة مصفاة الخرطوم التي كلفت الحكومة مليوني دولار، وبدءها للعمل، كاشفاً أن أهم أسباب الأزمة كان توقف المصفاة وشح العُملات الأجنبية، وتعهد رئيس الوزراء بتوفير الوقود للزراعة قبل بداية الموسم الصيفي.
الخطة القومية الثالثة
وأودع النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء القومي، الفريق أول ركن “بكري حسن صالح”، أمس (الإثنين)، منضدة المجلس الوطني الخطة القومية الثالثة من العام 2017 إلى العام 2020 وأحال المجلس الخطة القومية إلى اللجان المختصة من أجل الدراسة. وأشاد صالح في خطابه أمام المجلس الوطني بالدور الذي يقوم به البرلمان، وقال إن البرلمان أصدر (75) توجيهاً حظيت باهتمام متعاظم من الجهاز التنفيذي الذي نفذ منها (58) تنفيذاً كاملاً و(14) توجيهاً ذا طبيعة مستمرة، وهناك ثلاثة توجيهات قيد التنفيذ، وقال إننا في الجهازين التنفيذي والتشريعي عملنا سوياً خلال الفترة الماضية لتحقيق مجموعة من الأهداف السياسية كان في مقدمتها تعزيز الأمن والسلام في ربوع الوطن، وعبر صالح عن تقديره للمجلس الوطني، قائلاً إن مداولاته اتصلت فاعلة ومثمرة ومثلت هوية السودان الجامعة في تقديم النصح وتقويم الإعوجاج وإصلاح كل خلل، وثمن سعي البرلمان المستمر لتزويد الجهاز التنفيذي بالموجهات والملاحظات السديدة والخيرة التي جسدت الرقابة والمتابعة والتداول العميق في الموضوعات كافة.
مكافحة الفساد مستمرة
وأعلن رئيس الوزراء أن عائدات البلاد من صادرات الثروة الحيوانية خلال النصف الثاني من العام الماضي بلغت (439) مليون دولار، فيما بلغ عدد السياح حوالي (433) ألف شخص، وعائدات السياحة خلال النصف الثاني من العام الماضي بلغت (526) مليون دولار، وإن صرف ديوان الزكاة على بند الفقراء بلغ مليار و(600) ألف جنيه، مشيراً إلى أن تركيز الحكومة خلال الفترة المقبلة سيكون على مكافحة الفساد بكافة أشكاله وأنواعه ومحاربة تهريب السلع ومكافحة غسيل الأموال.
إغفال البنوك والأزمة
وانتقد رئيس لجنة الإعلام والاتصالات رئيس منبر السلام العادل “الطيب مصطفى” إغفال بيان رئيس مجلس الوزراء القومي، إيراد الأزمة الاقتصادية الحالية التي تفاقمت خلال الربع الأول من العام الحالي وهي ذات الفترة التي غطاها الخطاب.
وقال “مصطفى” إن البنوك تمنع المواطنين من سحب ودائعهم بسبب سياسة تحجيم السيولة للسيطرة على السيولة وكبح جماح الدولار، وقال: “رغم المنع إلا أن الدولار قفز إلى (40) جنيهاً.
مطالبة بزيادة المحروقات
فيما طالب القيادي بالمؤتمر الوطني نائب رئيس الجمهورية السابق “الحاج آدم” بتطبيق سياسة التحرير كاملة دون النظر لما تترتب عليها من آثار على المواطن، مشيراً إلى أن أزمة الوقود الحالية نتجت من بيعه بأسعار قديمة، مشدداً على أهمية تسعير المحروقات وفق أسعار الدولار الحالية البالغة (40) جنيهاً.
وقال النائب السابق لرئيس الجمهورية، “الحاج آدم” خلال تعليقه في جلسة البرلمان أنه مندهش من قدرة الحكومة على توفير الخدمات والكهرباء والمحروقات للمواطنين، رغم ارتفاع سعر الدولار من (6) جنيهات إلى (40) جنيهاً، داعياً لأهمية رفع الدعم عن المحروقات وبيعها بأسعار تناسب الدولار.
المطالبة بإعلان فشل
فيما طالب عضو المجلس الوطني عن حركة الإصلاح الآن “حسن عثمان رزق” بإعلان فشل موازنة العام الجاري واستبدالها بموازنة طوارئ يقوم بإعدادها فريق لا يشمل أياً ممن أعدوا موازنة العام الجاري، وتابع رزق أن الموازنة فشلت لأنها أودعت البرلمان قبل ستة أيام من نهاية العام، مما أسفر عن عدم إخضاعها لدراسة كافية، كما أنها أدت لارتفاع الأسعار وهروب الكتلة النقدية عن البنوك، وقال: “لأول مرة في التاريخ لا يستطيع المواطن أن يسحب أمواله من البنوك، مشدداً على أهمية إعلان فشل الموازنة بصورة عاجلة لمعالجة الوضع الاقتصادي.

وزراء في مقاعد النواب
جلس (29) من وزراء الدولة في المقاعد الخلفية التي كانت مخصصة للنواب لحضور خطاب رئيس الوزراء في جلسة البرلمان أمس (الإثنين) التي حضرها نائبان لرئيس مجلس الوزراء، هما وزير الاستثمار “مبارك الفاضل”، ووزيرة التعليم العالي “سمية أبو كشوة”، وغاب النائب الثالث لرئيس الوزراء “أحمد بلال عثمان”، وشارك (18) وزيراً اتحادياً واعتذر وزيرا الدفاع والمالية، ومحافظ بنك السودان المركزي، لارتباطهم ببرنامج رئيس الجمهورية.
سياسات تقود للانهيار
وقالت عضو البرلمان عن المؤتمر الشعبي “نوال خضر”، إن السياسات الاقتصادية التي اتبعتها البنوك ستقود لانهيار القطاع المصرفي واتهمت بنوكاً بسرقة مرتبات العاملين، ودعت إلى وضع سياسات لمعالجة الأوضاع الاقتصادية، وتساءلت: “ماذا أنتم فاعلون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟”.
خطاب رومانسي
وقالت البرلمانية “منى عمر إدريس”: إن خطاب رئيس الوزراء جاء بصياغة جميلة و(رومانسية)، ولكنه لم يعالج سوء إدارة الاقتصاد والتحالفات الخارجية للبلاد، ووافقها البرلماني “الفاتح سليم” بأن الخطاب وردي وخال من الحقائق، “ومافي سيطرة على السوق، والعروة الشتوية مهددة بسبب شح الوقود”، على حد قوله.

المجهر السياسي

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.