يا باش مهندس انت معانا!

كلما استمع إلى حديث أستاذ الهندسة الدكتور الحاج آدم وهو يتحدث عن أمر يهم المواطنين أتجنب حديثه وكانما الرجل لم يعش معنا فى البلاد، أو نزل من كوكب آخر، قبل يومين تحدث عن أزمة الوقود وطالب الدولة برفع الدعم الكامل عن المواد البترولية وهو لا يعلم الباشمهندس نائب رئيس الجمهورية السابق إن البلاد تعانى من شح حاد في المواد البترولية كنت أتوقع أن تكون للسيد الدكتور حلول يمكن أن تخفف على الدولة وعلى البسطاء مكن أبناء هذا الشعب الذى صبر على الإنقاذ فى بداياتها وشرب الشاي بالبلح، وأصبح يتناول وجبة واحدة في اليوم السيد الباشمهندس ويقول هذا الحديث لا أدري أنه من أولاد نمرة 2، أو من الذين ولدوا وفى فمهم معلقة من ذهب وكلن السيد الباشمهندس من أبناء الشعب الفقراء والذين نحتوا الصخر ليكون لهم وجود في هذه الدنيا، الحاج آدم من مناطق فقيرة ونائية بالبلاد، ومن المفترض أن يكون من هؤلاء الغبش الرحيم عليهم وليس الذى يتحث بتلك اللغة المتعالية وكانه يعيش فى كوكب آخر من المفترض أن يسترجع السيد نائب رئيس الجمهورية السابق حياته ما قبل الوزارة والسلطة وكيف كان يعيش.. ألم تكن من عامة الشعب البسطاء الفقراء؟ لماذا الآن جئت لتتعالى عليهم وتتحدث بلغة لا تشبه البسطاء ولا الرحماء بالامة؟، لقد تحدث الدكتور من قبل وقال إن المواطن قبل الانقاذ كان لديه قميصين في الدولاب، ولكن بعد أن جاءت الانقاذ امتلات الدولاليب بالهدوم، ألم يعلم الدكتور أن الشعب السوداني كان أرقى شعوب المنطقة؟..

فأهل السعودية والأساتذة المصريين عندما ينتهى العام الدراسي كانوا يشترون ملابسهم من سوق الشمس بأم درمان أو السوق الأفرنجى بالخرطوم، لقد كان السودان قبلة للدول العربية، كان الموظف السوداني يتريح بالعطر الباريسي الفاخر، ويرتدي أجمل الثياب والقمصان الإنجليزية والأحذية الإيطالية، أهل السودان كانوا أرقى الشعوب نضارة وقيافة ولا أحد يشبههم قبل أن تتنزل النعمة على أهل الجزيرة العربية والخليج، الحاج آدم الذي يطالب الدولة برفع الدعم الكامل عن المواد البترولية، من المفترض أن تخرج من بيت الحكومة أولاً قبل أن تتحدث عن رفع الدعم عن البترول، لأن الذي يريد أن يحافظ على الدولة وممتلكاتها عليه أن يطبق هذا المبدأ فى نفسه، لماذا لم يسأل السيد الدكتور نفسه لماذا يقطن فى بيت الحكومة، وهو لم يشغل أي منصب في هذه الحكومة، إن الدكتور وهو الذي عاش المعاناة إبان كان طالباً أو موظفاً صغيراً قبل أن تأتي الإنقاذ لتغدق عليه بالنعم، عليه أن يعرف كيف يعاني المواطنون، لأنه هو جزء منهم وقد ذاق تلك المعاناة من قبل، لماذا لا يزن السيد الدكتور عباراته كما يزن قواعد العمارة أو تشييد الكبري الذي إن لم يتم ضبطه سوف ينهار في حالة قيامه معوجاً، فالعبارات التى لم توزن بدقة تكون قاتلة ومدمرة ومحطمة، لذا كان لابد للدكتور من أن يجد للدولة الحلول لحل الأزمات قبل أن يصب غضبه على المواطن المسكين، ويطالب بزيادة معاناته فالمواطن البسيط كان يعلق آماله في أمثال الحاج آدم وغيره من المسؤولين لينعم بالحياة الرغدة والهنية وليس سماع مثل تلك العبارات الجارحة والمؤلمة التى تزيد من معاناته

المجهر السياسي – صلاح حبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.