لجنة لضبط التصريحات (الوطني).. البث عبر قناة “وحيدة”

وجّه نائب رئيس المؤتمر الوطني للقطاع السياسي د. فيصل حسن، بتشكيل لجنة لضبط الخطاب السياسي للحزب في المرحلة التي تسبق انتخابات 2020م. بينما قال رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني د. عبد الرحمن الخضر في تنوير صحفي تعليقاً على هذه اللجنة (من الصعوبة تقييد الألسن)، وجاء إعلان الوطني عن تشكيل هذه اللجنة بعد ساعات من طلب تقدم به للبرلمان القيادي بالمؤتمر الوطني د. الحاج آدم برفع الدعم الكامل عن الوقود.
ومن الواضح أن المؤتمر الوطني يريد عبر هذه اللجنة ضبط تصريحات مسؤوليه ونوّابه ووزرائه وسياسيّيه وإعلامييه، وإيقاف التصريحات الاستفزازية التي تمس سيادة الدولة، وتؤدي لتراجع وتآكل شعبية الحزب.
وتكمن خطورة التصريحات الاستفزازية في تدني مستوى خطاب الحزب تجاه قضايا المواطن والاستخفاف بأنّاته من حالة الضيق الاقتصادي، ما يعطي إشارة سالبة لدى المواطن بسوء التقدير لدى قادة الحزب الحاكم لحجم الأزمة التي تمر بها البلاد، وأنها لا تساوي شيئاً في سياق مشروعه الحزبي.
أخطاء
يرى مراقبون أن مطالبة الحاج آدم البرلمان برفع الدعم عن الوقود جانبها الصواب والتقدير بإطلاقها في جوّ متشنّج تسعى فيه الدولة وأجهزتها الرسمية جاهدة للخروج من أزمات تمسك بخناق الدولة والمواطن في الوقود والنقد الأجنبي ومتطلبات المعيشة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها مثل هذه التصريحات من الحاج آدم، كوسيلة لتكريس حضوره السياسي ولو على حساب المواطن نفسه، إذ صدرت عنه تصريحات في وقت سابق أثارت ضده كثيرًا من الجدل ومنها تعليقه عقب ضربة مصنع اليرموك للصناعات العسكرية (سنهزم الإسرائيليين بالسواطير إذا ما أتوا بالأرض وليس بالجو)، وقوله أيضاً (إن المواطن قبل الإنقاذ كان يمتلك بنطالاً أو اثنين، والآن الدواليب مليانة هدوم).
سلسلة
في مرحلة لاحقة، إبان إجازة الميزانية العام الماضي جاءت تصريحات وزير المالية السابق بدر الدين محمود الغريبة التي جهر بها بحق الشعب السوداني بتوصيفه للشعب السوداني بالكسول، وهناك حديث نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم محمد حاتم سليمان الذي أطلق قولته الشهيرة ضد معارضي نظام حكمه (من أراد الفوضى والدمار نقول له حرم نعصرك وتجيب الزيت)، أما نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن الذي اشتهر بالحكمة وانتقاء المفردات، فقد وقع في شرك الأحاديث الغريبة حينما أكد (ما في زول بقدر على الحكومة والبمد راسو بنقطعو).
هذا النوع من التصريحات الغريبة والمستفزة دفعت إمام وخطيب مسجد النور بكافوري رئيس مجمع الفقه الإسلامي السابق د. عصام أحمد البشير لأن يطالب رئيس الجمهورية من على منبر الجمعة باعتماد خطاب هادئ وغير مستفز .
وقف النشاز
وقال القيادي بالمؤتمر الوطني محمد الحسن الأمين لـ (الصيحة) إن التزام الخط العام للحزب في التصريحات غير مضر بل يساهم في توضيح خط الحزب للإعلام والجمهور والعالم، لكن التصريحات التي تأتي كآراء شخصية ويعلم صاحبها أنها تناقض الخط العام للحزب فهذه هي المشكلة، لأنها تنسب للحزب، رغم أن أي عضو لديه شخصية خاصة به يعبر عنها، وهناك شخصية جمعية في الحزب يجب أن يعبر عنها في إطار الخط الذي رسمه الحزب.
وأضاف الحسن بأنه ليس في الإمكان منع الناس عن التعبير عن آرائهم (يعني يصمت كل الناس وتكون هناك ماسورة واحدة فاتحة)، لكن على الشخص أن يشير إلى أن هذا الحديث رأيه الشخصي حتى لا يُنسب للحزب. مشيراً إلى أن لجنة الانضباط تهدف لوقف التصريحات النشاز التي تتم خارج الإطار العام للحزب.
وترى القيادية بالمؤتمر الوطني، وعضو البرلمان د. عائشة الغبشاوي، أن هذه اللجنة معنية بالتصريحات غير المسؤولة التي تصدر عن بعض القيادات في المؤتمر الوطني .
هجوم
طالبت د. عائشة الغبشاوي في حديثها مع (الصيحة) بضرورة وجود قناة واحدة وشخص واحد في المؤتمر الوطني أو غيره من الأحزاب منوط به التحدث باسم الحزب مخافة أن تؤدي التصريحات المتعددة لخلق ربكة وبلبلة.
وأشارت الغبشاوي لوجود اعتقاد عند بعض القيادات بأن التصريح بما هو مخالف للحقيقة يقود لتلميعهم واستمرارهم في المناصب، وهذا سبب رئيسي لبروز هذا النوع من التصريحات المستفزة. وأكدت د. الغبشاوي تأييدها لقيام هذه اللجنة، ورفضت قول رئيس القطاع السياسي د. عبد الرحمن الخضر (من الصعوبة تقييد الألسن)، وقالت: يجب أن تُضبط الألسن بإصدار قانون حازم يحدد فيه الأشخاص الذين يصرحون وأي تصريح صادر من دونهم يعتبر خروجاً على المؤسسية الأمر الذي يقابل بعقوبات رادعة.
وأضافت: من غير المعقول أن تقول بعض القيادات أحاديث مستفزة للشرائح الضعيفة من عامة المواطنين في وقت أصبح فيه الشعب السوداني طبقتين، طبقة فقيرة وطبقة فاحشة الثراء.
منبهة إلى أن بعض الحديث الصادر من حاصلين على مخصصات ويستفزون عامة الشعب برفع الدعم، قائلة (هذا حديث غير مسؤول ويستفزنا نحن كنواب للشعب، ويجب أن تتم أي خطوة بدراسة مفصلة)، وتساءلت هل نحن الآن يلعننا الذين يشعرون بالظلم .
وختمت بقولها إنها تعتب على دكتور الحاج آدم بأن يتفوه بمثل هذا الحديث المستفز عن رفع الدعم، ونسأله أين هذا الدعم الذي يتحدث عن رفعه، والسواد الأعظم لا يستطيع توفير أبسط مقومات الحياة وعلينا أن نتحدث طبقاً للواقع، ونعمل للخروج من هذا المأزق، ونحاول بقدر الإمكان ضبط ألسنتنا حتى لا تكون وبالاً علينا.

الصيحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.