أدهشتني ملاحظة لفت نظري إليها الأخ علي محمود رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني ووزير المالية الأسبق حين أشار إلى حل سهل لاستقطاب موارد الذهب التي عجزت جميع المعالجات عن إدخالها في الدورة الاقتصادية بشكل مُرضٍ جراء التهريب عبر حدود السودان المترامية الأطراف بل عبر مطار الخرطوم الذي فشلت كل محاولات إخضاعه لسلطان الدولة بالرغم من النجاح النسبي الذي تحقق مؤخراً بعد عودة صلاح قوش إلى جهاز الأمن .
إحدى أكبر الثغرات التي يتسرب منها الذهب الفشل في التعامل المباشر مع المنتجين من خلال مراكز إنتاجه المنتشرة في شتى أنحاء السودان.
ما أشار إليه علي محمود أن إحدى نقاط الضعف الكبرى تتمثل في ترك شراء الذهب لبنك السودان بالرغم من عدم وجود مراكز له في مواقع انتاج الذهب، وذلك ما جعل الرجل يقترح إيلاء أمر شراء الذهب إلى وزارة المعادن الموجودة في مناطق الإنتاج سيما وهي التي تقوم الآن بتحصيل العوائد الجليلة (Royalty) من المنتجين مباشرة وبالتالي فهي تعلم حجم المنتج مما يؤهلها لشرائه، ولذلك ينبغي أن تُكلّف وزارة المعادن رسمياً بهذه المهمة بالنيابة عن بنك السودان على أن يتم توفير التمويل اللازم لذلك من خلال إنشاء محفظة لهذا الغرض من وزارة المالية وبنك السودان والبنوك التجارية وأي جهات أخرى مثل جهاز المغتربين الذين يمكن لهذا الضرب من الاستثمار أن يستقطب مواردهم ويحقق لهم أرباحاً مجزية.
إذن فإن من شأن هذا المقترح أن يحل معضلة أعيت الطبيب المداوي.
تقول المعلومات الموثقة من وزارة المعادن، وفقاً لعلي محمود، إن إنتاج السودان من الذهب والذي تقوم وزارة المعادن برصده من خلال استخراجها شهادة العوائد الجليلة يومياً، يبلغ من 10 إلى 12 طناً مترياً من الذهب علماً بأن سعر الطن يساوي 50 مليون دولار أمريكي بما يعني أننا نستطيع ان نصدر شهريًا من 500 إلى 600 مليون دولار، وهذا لا يتأتى إلا بسيطرة وزارة المعادن على عملية الشراء أسوة بما تفعل عند تحصيل العوائد الجليلة. (انتهى مقترح علي محمود)
علاوة على ذلك فإن منفذ مطار الخرطوم وكل المنافذ الأخرى ينبغي أن تًدار من خلال آلية مركزية تابعة لجهة معينة تُمثّل فيها مختلف الجهات المعنية . أما أن يُترك الأمر للولايات التي تتفاوت في درجة انفعالها أو قدرتها على ضبط المنافذ الحدودية والمطارات والموانىء فإنه بلا أدنى شك نقطة ضعف كبرى يتسلل منها المهربون للمعادن والسلع لدول الجوار .
الحل في إنشاء لجنة مركزية يرأسها شخصية قيادية في جهاز الأمن وتوفر لها موارد كافية وأجهزة رصد وكاميرات عالية الدقة في المطارات والمنافذ، ولست أدري ماذا فعلت وزارة الداخلية مع المقترح القديم الداعي إلى توريد أجهزة رصد حديثة (Surveillance) تعمل من خلال الأقمار الصناعية لتتبع كل شاردة وواردة تأتي عبر الحدود أو تعبر منها إلى الخارج.
وفد سعودي للتعاون في الوثائق والأرشيف!!!
اقرؤوا هذا الخبر من فضلكم: (يصل صباح اليوم الخميس وفد سعودي يقوده الأمين العام المكلف لدارة الملك عبد العزيز، د. فهد السماري في زيارة تستغرق يومين وتهدف الزيارة لتنشيط التعاون بين البلدين في مجال الوثائق والأرشيف ..أكرر (في مجال الوثائق والأرشيف)!!!!
وتأتي زيارة الوفد بدعوة من الأمين العام للوثائق القومية د. كبشور كوكو ويشمل برنامج الوفد عدداً من اللقاءات مع المسؤولين في الدولة وزيارات للمؤسسات الثقافية والتراثية ذات الصلة، بجانب المباحثات الرسمية مع المسؤولين في دار الوثائق القومية حول تنشيط التعاون بين البلدين في مجال الأرشيف!
الصيحة