مشار يوافق على العودة لجوبا وسلفا يتراجع ويشترط

قلص الرئيس اليوغندي يوري موسفيني مساحة الخلافات بين الغريمين الجنوبيين وتلقى موافقتين لافتتين من سلفا كير ومشار. وأجرى موسفيني لقاءين منفصلين مع الفرقاء الجنوبيين في النظام والمعارضة المسلحة الأسبوع الماضي في جوبا وكمبالا.

بينما تجري اجتماعات مهمة بين النظام في دولة الجنوب ومجموعة المعتقلين السابقين المعروفة (جي 10). وقال رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت غداة ختام اجتماعات مجلس التحرير الخاصة بتوحيد فصائل الحركة الشعبية لتحرير السودان في جوبا، إنه عفا عن نائبه الأول السابق وطالب في الوقت نفسه زعماء الإقليم بإحضار مشار الى جوبا بدلاً عن بحث مكان له في دولة نيجيريا.
وجزم قيادي في المعارضة الجنوبية المسلحة بتلقي موسفيني موافقة نهائية من زعيمها بتنفيذ اتفاق «أروشا» لتوحيد الحركة الشعبية والموافقة بمهلة الـ45 يوماً التي أقرتها اجتماعات مجلس التحرير كموعد نهائي لعقد المؤتمر العام وتوحيد الحركة مجدداً. وبالمقابل كشفت مصادر قريبة من المعارضة الجنوبية لـ»الإنتباهة» عن تفاصيل مهمة بشأن اجتماع وفد مشار (رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمعارضة أنجلينا تينج ونائب رئيس المعارضة ديفيد ددوار ورئيس لجنة العلاقات الخارجية ستيفن فالكور) مع الرئيس اليوغندي في كمبالا،وأوضحت المصادر أن وفد المعارضة نقل موافقة كاملة للرئيس اليوغندي بشأن تنفيذ اتفاقية «أروشا» وعدم ممانعة مشار من العودة نائباً لسلفا كير في الهيكل التنظيمي للحركة بمكتوب رسمي، وأفصحت المصادر عن مطالبة وفد المعارضة بإطلاق زعيمها من الإقامة الجبرية في دولة جنوب أفريقيا، بيد أن موسفيني نقل للوفد أن قرار فك الإقامة الجبرية وتنفيذه يستدعي موافقة زعماء الإقليم. وأضافت في ذات الأثناء تأكيدات لموسفيني بالعمل على هذا الطريق وتقليده بزيارات خاطفة للخرطوم ونيروبي وأديس أبابا وجيبوتي وغيرها للتحدث مع رؤساء إيقاد.
ونبهت المصادر الى أن وفد المعارضة طلب من موسفيني شخصياً التدخل كضامن بجانب قوة دولية أممية لحماية مشار حال عودته لجوبا، وذكرت أن رئيسة الوفد أنجلينا نقلت موافقة رسمية لموسفيني على المهلة المحددة التي أقرها اجتماع مجلس التحرير وطلبت تنفيذ الخطوات السابقة لضمان مشاركة زعيم المعارضة الجنوبية المسلحة.
وفي جوبا كشفت مصادر مطلعة عن اتصالات سرية بين النظام والقيادي المعارض رئيس حزب الحركة الشعبية للتغيير د.لام أكول أجاوين. وأكدت المصادر في العاصمة الجنوبية للصحيفة عن طلب من لام أكول لتولي حقيبة الخارجية التي تأتي ضمن حصة مجموعة الـ(جي 10) بحسب اتفاقية السلام، ونوهت المصادر الى أن الاتصالات جارية مع المجموعة صاحبت الحقيبة لتعديل مشاركتها في حقائب أخرى، وزادت مصادر متطابقة عن ترتيبات تجري الآن بين الرئيس سلفا كير وممثل مجموعة الـ(جي 10) جون لوك بشأن تعديل وزيادة مشاركتها في الجهاز التنفيذي. وعلى جانب الاتصالات مع القادة العسكريين المتمردين أمر الرئيس سلفا كير بالاتصال فوراً بهم، وإبلاغهم بالعودة للمؤسسة العسكرية والمشاركة في الاجتماع المقبل لمجلس التحرير والعودة مجدداً للتنظيم، وقال مصدر منفصل إن القيادة العسكرية أجرت ترتيبات لعودة القادة العسكريين الذين يقودون تمرداً ضد الحكومة، وأضاف (القرار الآن هو عودتهم مجدداً وإلا اعتبارهم مخالفين للأوامر العسكرية بعد نهاية المهلة التي حددها مجلس التحرير ومحاكمتهم عسكرياً غيابياً حال عدم حضورهم).
وفي ذات السياق تراجع رئيس حكومة الجنوب عن موافقته السابقة على عودة زعيم المعارضة رياك مشار إلى الجنوب دون شروط، ووضع شرطاً واحداً لعودته. وقال كير في احتفال أقيم لتسليم علم الجيش إلى رئيس الأركان الجديد بجوبا أمس، قال إنه يمكن لرياك مشار العودة إلى جوبا لكن بدون جندي واحد معه، وأضاف قائلاً: (اذا قالوا إنه سيعود مع جيشه فلن أقبل أبداً)، وبين الرئيس أنه سيقبل عودة منافسه رياك مشار إلى البلاد كمدني فقط، متعهداً بأنه سيضمن حمايته وسلامته في العاصمة جوبا، قائلاً إنه أخبر القادة الإقليميين بأن مشار مواطن جنوبي، والحكومة في الجنوب لم تقم بإلغاء جنسيته، لذا يجب عليهم أن يقوموا بترحيل مشار إلى الجنوب.

الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.