أراد الزواج على مزاجه فهاجمه أبوه وأخوته واقتلعوا عينيه

كل أخوته الذكور الأربعة، عبد الغني وعبد الستار وعبد الرحمن وعبد الكريم، ومعهم أبوه دوست محمد، البالغ 70 سنة، تكاتفوا مجتمعين عليه وهاجموه في البيت، وأحدهم جاء بملعقة وسكين من المطبخ، وبهما اقتلع عينيه وهو يصرخ ويتألم ويستغيث على سرير طرحوه موثوق اليدين فوقه، في عقاب جماعي لمن اسمه عبد الباقي وعمره 22 سنة.

الملخص الدموي لما حدث للذي يبدو أنه صغير العائلة، هو عناده وخروجه على اجماع العائلة وارادتها، لأنه أعلن عن رغبته بالزواج من باكستانية مثله ويحبها، ويرفضها أبوه واخوته لسبب لم تجده “العربية.نت” في خبره الذي أبرزته وسائل اعلام دولية في مواقعها، منها صحيفة “ديلي ميرور” البريطانية، وفيه نقلت عن الشرطة أنهم احتجزوا أمه بغرفة أخرى، كي لا تتدخل وتعرقل عليهم ما أنزلوه به من عقاب، ليكون عبرة لأبناء القرية.
وبقيت عين واحدة يمكن انقاذها، مع أن والده قطع معظم أوردتها

الشاب الذي انتهت به الحال مفقوء العينين ومشوّه الوجه لكثرة ما تفننوا بضربه وايذائه، هو من قرية “نصير آباد” البعيدة في مقاطعة “بلوشستان” بالجنوب الغربي الباكستاني 837 كيلومترا عن العاصمة اسلام آباد، وهو يرقد منذ يومين في مركز Jinnah Post Graduate Medical Center الحكومي بمدينة كراتشي، بعد أن نقلوه اليها للعلاج، حيث زاره مراسل لوكالة Caters للأنباء وصوره وتحدث إليه.

“رأيت عيني مقتلعة تتدلى من مكانها”

قال عبد الباقي إن والده وافق على زواجه من الفتاة التي يعرفها، لكن عمر موافقته كان قصيرا، فلم تمض ساعات قليلة الا وانقلب عليه الأب، متأثرا على ما يبدو برفض أبنائه الأربعة للفتاة، فانقضوا عليه في البيت واقتادوه الى غرفة النوم “وهناك بدأوا يقتلعون عيني.. رأيت عيني بنفسي وهي مقتلعة تتدلى من مكانها، فقطع أبي أوردتها بالسكين وفصلها” كما قال.

عبد الباقي في المستشفى، وصورة له قبل الحادث

تابع روايته، وذكر أنه راح يتوسل اليهم للأبقاء على عينه الثانية سليمة “فتجاهلوني واقتلعوا معطمها من مكانها أيضا، فيما كنت أصرخ وأتألم، وفي الوقت نفسه كنت أرجوهم أن يقتلوني لأتخلص من الألم، فلم يعيروني اهتماما” على حد ما تلخص “العربية.نت” روايته للوكالة التي خبرها بأنهم خرجوا من البيت وتركوه ينزف دما فوق السرير، الى أن أقبل بعض الجيران وبرفقتهم شقيق خامس له، اسمه عبد الغفار ولم يشارك بايذائه، فأنقذه مما كان فيه.

وجمع الجيران 35 ألف روبية تبرعات

عبد الغفار ذكر للوكالة أنه لم يكن في البيت حين قام أبوه واخوته بمهاجمة شقيقه “الا أن الجيران سمعوا جلبة وصراخا، فاتصل بي أحدهم وأسرعت لأرى ما يحدث، وحين وصلت أصبت بصدمة من هول ما رأيت” وقال ان العائلة من الأفقر في القرية “ولا مال عندنا لدفع تكاليف العلاج” لذلك جمع الجيران والأهالي 35 ألف روبيةتبرعات، تساوي 224 دولارا.

بما جمعوه تمكنوا عبد الغفار من نقل شقيقه المفقوء الى مستشفى في مدينة “كويتا” عاصمة مقاطعة بلوشستان، وهناك نصحه أطباؤه بنقله الى كراتشي، لعل وعسى يتمكن الأطباء من انقاذ عين واحدة بقيت في بؤرتها، وتكاد تسقط بعد أن قطع أبوه معظم أوردتها، ثم علمت الشرطة سريعا بما حدث، ويروي بعضه فيديو تعرضه “العربية.نت” الآن، وسريعا اعتقلت الشرطة والده واثنين من أشقائه المعتدين الأربعة، ثم راحت تطارد الشقيقين الأخرين، آملة اعتقالهما سريعا أيضا.

العربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.