السودان: خطر يتهدد مائدة رمضان التقليدية

تواجه الوجبات والمشروبات التقليدية السودانية شبح الانقراض من على موائد رمضان إما بسبب الغلاء الطاحن أو بسبب تغير الثقافة الغذائية للأجيال الجديدة، حيث لعبت شركات المأكولات السريعة (الفاست فوود) بالإضافة إلى الجاليات الوافدة دورا في إدخال ثقافات غذائية أخرى في مجال الطهي.

ويأتي عصير «الحلو مر»، وهو أشهر عصير تقليدي في السودان، على قائمة العصائر التقليدية المهددة بالاندثار بسبب غلاء السلع التي تدخل في تكوينه، مما دعا الأسر السودانية لترك صناعته بالمنزل والاتجاه إلى الموجود على أرفف السوبر ماركت.

تعتقد عائشة كسري، مصنعة لمشروبات رمضان ووجباته، أن تحول الأسر السودانية عن صناعة الأغذية التقليدية لرمضان بالمنزل ليس بسبب الغلاء وحده، وإنما بسبب تغير الثقافة الغذائية، خاصة مع اهتمام الجيل الجديد بالمياه الغازية والعصائر الجاهزة.

ووفقا لعائشة فإن غلاء الأسعار ساهم هذا العام في ارتفاع سعر «الجردل» ليصبح ما بين الـ400 إلى 700 ج وذلك حسب مواصفات الزبون.

وتمر مسحة حزينة على وجه عائشة وهي توضح أن رمضان في الماضي لم يشهد التمييز بين الغني أو الفقير فكل الأسر تتشابه سفرتها التي تحتوي على العصائر البلدية والعصيدة والبليلة، بعكس ما يحدث هذه الأيام حيث تغيرت الكثير من العادات الرمضانية.

ولا تنفي عائشة أن بعض الأسر ما زالت تتمسك بصناعة العصائر التقليدية على الرغم من ارتفاع أسعارها لاعتقادهم أن المشروبات التقليدية تساهم في راحة المعدة واسترخاء الجسم بعد صيام يوم طويل، وهو من الأسباب التي تعلل بها هيام السر، ربة منزل، تمسكها بالمشروبات التقليدية في رمضان قائلة إنها «تميز الشهر الكريم» وتعتبر أن وجود الوجبات التقليدية يساهم في «الدفاع عن تقاليدنا ضد سلاسل محلات بيع الوجبات السريعة كالبيتزا والفطائر التي اكتسبت شعبية وغيرت مجالات الطهي في السودان».

هذا الالتزام بالتقاليد والمشروبات والوجبات الرمضانية يعتمد أساسا على قدرة الأسر المادية على القيام بمتطلبات رمضان في ظل الوضع الاقتصادي الحالي مما يثير سؤال: «هل أصبح رمضان عبئاً على ميزانية الشرائح الضعيفة»؟

تجيب حواء مصطفى وهي تعمل في «بيع التسالي»، أن رمضان شهر «يأتي بخيره فكثير من أهل الخير يساعدوننا ببعض الحاجات مثل البليلة والدقيق لكن الحال أصبح صعباً ومع رمضان نكون محتاجين لشرب العصائر المحلية لكننا لم نعد نقوى على شرائها أو عملها بالمنزل».

ومن ناحية أخرى، فإن الجاليات الوافدة على السودان من مناطق الحرب المجاورة قد أثرت على شكل الغذاء التقليدي في رمضان فأصبحت السفرة السودانية تضم أطباقاً مثل الطعمية بالطريقة الشامية أو البليلة بالحمص بدلاً عن البليلة السمراء وعصائر السوبيا والعرقسوس بدلاً من الحلو مر.

الشرق الاوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.