« أبوعمر المصري »..متى تعود «القاهرة» إلى رُشـــــــــــــدها؟

ما زالت ردود الفعل تتوالى جراء عرض القنوات المصرية للمسلسل المصري “أبو عمر المصري” الذي تعرض بأحداثه بعض المناطق السودانية كحاضنة للإرهابيين،

وكانت الخارجية قد أصدرت بياناً أدانت فيه تفاصيل المسلسل في حين استدعت الخرطوم السفير المصري وأبلغته احتجاجها على الأمر، فيما عنّف السفير السوداني لدى القاهرة عبدالمحمود عبدالحليم، العمل الدرامي وقال بأنه مسيء ويصوّر السودان كحاضنة للإرهاب. “الانتباهة” في سياق متابعتها لردود الأفعال استطلعت عدداً من الساسة والبرلمانيين وإلى مضابط تعليقاتهم حول معرض الطرح .
(1)
الخبير السياسي البروفسير حسن الساعوري ابدى استغرابه لتفاصيل ما جرى امس وامس الاول وقال لـ(الانتباهة) إن ما يعرض هو عمل درامي مصري ولا دخل للحكومة المصرية بالموضوع، مشيراً الى ان مخرج ومؤلف العمل هم من يفترض أن يتعرضا للإدانة.
فيما قال النائب البرلماني عصام ميرغني بان ما بدر في المسلسل تجاه السودان ويبرز في مشاهده بانه بلد يحوي الارهاب تصرف غير مسؤول، سيما في ظل التقارب النسبي بين البلدين الشقيقين خلال الآونة الاخيرة واضاف ميرغني في افاداته وقال للبلاد الكثير من الاليات والطرق اذا أرادت التعامل بردة الفعل مع جمهورية مصر الا ان الحكمة ضالة المؤمن، واسترسل قائلاً كان من الافضل استدعاء السفير المصري وعرض احتجاج السودان ازاء ما بدر اتجاه البلاد في المسلسل .
عصام يرى بان افرازات و مآلات سد النهضة ما زالت تراوح مكانها واشار الى ان مصر ستخرج لنا في كل مرة بفزاعة جديدة لا تمت للحقيقة بصلة و لن تقف هذه المهاترات .
(2)
الكاتب الصحفي ورئيس هيئة التحرير بقناة امدرمان بكري المدني بدوره علق لـ(الانتباهة) وقال بانه مثل ما ان الاعلام المصري لا يعمل بمعزل عن الدولة العميقة ممثلة في جهاز المخابرات المصري، فان السينما المصرية وكافة اشكال الدراما لا تعمل بعيداً عن توجيهات وتأثيرات المخابرات المصرية سواء أكان ذلك بتوجيه مباشر او محاولة لكسب ود هذه الاجهزة، عليه فان المسلسل المذكور يعبر تماماً عن روح الدولة العميقة.
المدني يرى بان تدخل الخارجية جاء بنتائج عكسية، حيث روج للعمل من حيث لا يدري واصبح العمل حديث الناس وان الجهات المصرية لن تستجيب لايقاف المسلسل، وان استجابت فان الامر سيكون بعد فوات الاوان خاصة وان المواقع الاسفيرية تناولت مقاطعه واختتم المدني حديثه وقال بان الهدف من العمل الدرامي كان دمغ السودان بالارهاب وتحريض الولايات المتحدة الامريكية حتى لا ترفع اسمه عن قائمة الدول الراعية للارهاب .
(3)
من جهته قال القيادي بالاصلاح د.اسامة توفيق بان قضية مصر مع السودان واضحة وهي متمثلة بالاسلام، مشيراً الى ان السودان بالنسبة اليهم حاضنة للاخوان المسلمين او بمسمى (الحركة الاسلامية) الامر الذي يعني بان مصر لن ترضى عنا، توفيق اعتبر ايضاً موقف السودان من سد النهضة يعد بمثابة خميرة عكننة للمصريين بل مسألة حياة او موت بالنسبة لهم بجانب النظرة المصرية للسودان بالدونية كلها مؤشرات لن تجعل للخرطوم اي علاقات جيدة خاصة في ظل رئاسة السيسي لمصر واسترسل ايضاً لا ننسى موضوع حلايب الذي يعد نقطة سوداء في ملف العلاقات بين الدولتين .
واشار توفيق بان الاعلام المصري رسمي ويخضع لتوجيهات الدولة، وكذلك الدراما والسينما وكل قوالب العمل الثقافي وهو ما يجعلني لا استغرب من عمل درامي مسيء للسودان مضيفاً ان المسلسل الغرض منه تشويه سمعة السودان وربطه بالارهاب، وانتقد توفيق بيان الخارجية واعتبره ضعيفاً وهزيلاً ويبرر للمصريين المقيمين للسودان وتناسى مهمته الاساسية بالدفاع عن سمعة البلاد .
عضو اللجنة التنسيقية العليا لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني فضل السيد شعيب قال لـ(الانتباهة) بانه لا يجب تعريض علاقة شعبي السودان ومصر لاهواء الحكومتين بالخرطوم والقاهرة ومنسوبيهم، مشيراً الى ان العلاقة بين البلدين تاريخية وازلية يجب ان لا تؤثر فيها ما يكتب ويثار بالاعلام،
واضاف شعيب وقال بان مصر لا تستطيع ان تستغني عن السودان والعكس ويجب ان تكون العلاقة بين البلدين مميزة ويجب التصدي للاعلاميين المتفلتين من البلدين .
(4)
وزير الدولة بالبيئة وعضو اللجنة التنسيقية العليا للحوار الوطني، قال بان العلاقات الناشئة بين البلدين متوازنة وتقوم على اسس المصالح المشتركة وتبادل المنافع لفائدة الشعبين
ودعا جابر البلدين الشقيقين للمحافظة على هذه العلاقات التي تجمع بينهما في كافة المجالات والعمل على اسعاد وتجاوز التحديات التي تؤثر في المناخ العام لعلاقات البلدين .
ونحن في مجلس احزاب الوحدة الوطنية نصف ما بدر من اعمال فنية متمثلة بالمسلسل مثار الجدل (ابو عمر المصري) بانه يؤثر سلباً على العلاقات ما بين البلدين ونرى اهمية ان تتخذ مصر والالية المختصة بذلك موقفاً واضحاً يوقف هذا المسلسل اولاً وتعمل الجهات المختصة لتعزيز العلاقات لمراعاة كل الجوانب، اما استدعاء السفيرالمصري وابلاغه امر الاحتجاج فهو امر طبيعي ومتى ما لاحظت السودان ان الأمر يستدعي ذلك فان الحق يكفل لها ذلك .

الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.