بالصور.. “مارينز” يفطرون في حي شعبي بالخرطوم

عندما خلع بين والاس، المستشار السياسي والاقتصادي في سفارة الولايات المتحدة بالسودان، حذاءه وجلس على “السباته” السودانية الشهيرة لتناول إفطار رمضاني مع سكان أحد الأحياء الشعبية في الخرطوم، كان يتابع مسيرة “الدبلوماسية الرمضانية” التي بدأتها السفارة الأميركية منذ سنوات عبر التواصل المباشر مع الناس والخروج من المبنى المنعزل للسفارة في جنوب الخرطوم.

رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السودان ينتظرون دائماً مفاجآت السفارة الأميركية في رمضان، ويتم تداولها على نطاق واسع وتثير جدلاً لا ينقطع يتمحور حول العلاقة الملتبسة بين البلدين منذ ربع قرن من الزمان.

وتلبي السفارة الأميركية بالخرطوم دعوات “أصدقاء” لها على مواقع التواصل الاجتماعي وتزورهم في مناطقهم وتوزع الهدايا على الأطفال والشباب. وتشمل هذه الهدايا قصصا مصورة عن مارتن لوثر كنج، المدافع عن الحقوق المدنية، وعن اليزابيث بلاك ويل، أول طبيبة أميركية، بالإضافة لنسخ من الدستور الأميركي وكتيب يشرح آلية الانتخابات الأميركية مع دليل شامل للمنظمات المدينة.

بين والاس، الذي خدم سابقاً في السنغال وتونس، يبدأ الآن في السودان مسيرة جديدة من “الدبلوماسية الشعبية”، وسط التحسن الطفيف الذي طرأ على #العلاقات_الأميركية_السودانية منذ نهاية عهد الرئيس باراك أوباما، واستمر مع دونالد ترمب الذي شطب اسم السودان من لائحة العقوبات الاقتصادية.

لكن ما زالت المرحلة الثانية من الحوار بين السودان والولايات المتحدة قيد الانتظار، ومن المفترض أن تتمحور حول أهم الملفات بين البلدين، وهو رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب الأميركية.

15 شخصاً من موظفي السفارة، من ضمنهم أفراد من قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) جلسوا تلك الجلسة السودانية الجماعية الشهيرة في رمضان في انتظار أن يرفع الأذان لتناول الإفطار الرمضاني.

وجلس هؤلاء الموظفون والمارينز من غير حراسة أمنية واضحة وسط سكان الحي الشعبي الذين استقبلوهم في ساحة الحي بينما لم يكونوا على دراية أن بين ضيوفهم أفرادا من أقوى جيوش العالم. ووقوف السكان على خدمة ضيوفهم كما تقتضي العادات وهم يرددون تعبير “إتفضلوا إتفضلوا” بينما يقربون الأطباق ويصبون العصير في كؤوس الضيوف.

وكان على المائدة أبرز الأطعمة الرمضانية في السودان، وهي عصير الابري والتبلدي والكركدي مع عصيدة الذرة وإدام البامية الجافة والبليلة.

وفي منزل “العمده” أحمد الهاشمي في منطقة الكلاكلة القلعة، دارت فناجين القهوة السودانية على وقع السمر الرمضاني في ضيافة أحفاد الشيخ “حمد ود ام مريوم” أحد أقطاب الطرق الصوفية الشهيرة.

وعن هذه السهرة الرمضانية كتبت السفارة الأميركية على موقعها على الإنترنت أن الوفد “استمتع بالزيارة بشكل كبير” بينما ذكر المستشار والاس أن “هذا الإفطار فرصة لإظهار تقدير السفارة الأميركية للثقافة السودانية والشعب السوداني”، مؤكداً أن “الأكل كان طيباً”.

يذكر أنه في الأسبوع الماضي نشر موقع السفارة الأميركية صور أفراد المارينز برفقة القائم بالأعمال الأميركي في السودان وهم يوزعون السلع الرمضانية على جيران السفارة الأميركية من حراس المزارع وأسرهم.

كما ظهر القائم بالأعمال الأميركي ستيفن كوتسيس الذي شهد رفع العقوبات الأميركية في مقطع مصور مع مواطنين سودانيين وهو يقدم تهنئة بقدوم شهر رمضان باللغة العربية.

وتمر العلاقات السودانية الأميركية بمرحلة دقيقة من التحول بعد زيارة نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان في نهاية العام الماضي للخرطوم.

ورغم أن التعاون الأمني لم ينقطع بين البلدين منذ مطلع الألفية لكن الجانب السياسي يمضي بتعثر وبطء.

ومؤخرا خففت الولايات المتحدة من القيود المفروضة على السودان في مجال التكنولوجيا النفطية والمعلومات، لكن الوعود التي يبشر بها الجانبان باستئناف علاقة طبيعية في المجالات الاقتصادية والسياسية مازالت غير واضحة الملامح حتى الآن.

قوات المارينز في فطور رمضان امريكية

مارينز السفارة الامريكية رمضان

مارينز السفارة الامريكية رمضان 1

زيارة السفارة الامريكية ف رمضان

 

 

العربية

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.