الحكومة ما رشيقة !!!؟

من المعلوم أن الرشاقة صارت إحدى المظاهر الجمالية على أيامنا هذه.. وبالطبع في مقابل ذلك اختفت – ولو مؤقتاً- حكاية الجمال المرتبط بـ(السمنة)، وقد كان الشعر العربي بالذات مليئاً بالإطناب والإكثار من الوصف في المرأة التي تمتلك (المؤهلات) التي تجعل منها امرأة ممتلئة جداً.. وقد ورد في المعلقات السبع كلها ما يفيد بأن جمال المرأة مربوط بضخامة جسمها.. قال طرفة بن العبد البكري في معلقته المشهورة (وتقصير يوم الدجن ببهكنة تحت الطراف المعمَّد) والبهكنة هي المرأة الضخمة ويوم الدجن هو يوم الغيم والمطر، وقال امرؤ القيس (كأن مشيتها من بيت جارتها مر السحاب لا ريث ولا عجل. غراء فرعاء مصقول عوارضها تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل) والوجي الوحل هو البقرة السمينة..
ويقال فى الطرفه إن حكومة السودان كانت قد أوفدت مجموعة من البنات والسيدات إلى الأردن في الثمانينات من القرن الماضي للالتحاق بمركز الملكة علياء لجراحة القلب للتدرب على فنون التمريض العالي.. وقد نجحت البنات السودانيات في كل علوم التمريض الطبية وتفوقن بدرجة عالية جدًا فيما عدا أنهن فشلن فقط في معدل الاستجابة (للكول) أي الإسراع بتلبية طلب النداء.. حيث كان المطلوب أن تلبي الممرضة النداء في خمسين ثانية بينما السودانيات كن يلبين النداء في دقيقة وعشرين ثانية.. ويقال إن الفريق الركن داؤود حنانيا طبيب القلب المشهور كان قد اشتكى للسفير السوداني في ذلك الوقت محجوب رضوان وأثنى على نبوغ السودانيات لكنه اشتكى من مسألة الفشل في الاستجابة العاجلة للنداء.. والسفير السوداني أفهمه أن ثقافة السيدة السودانية تعتمد على مفهوم (تمشي كما يمشي الوجي الوحل) وأن المرأة السودانية لا تجري أصلاً بسبب ثقل الوزن ..
والمهم أن السمنة وامتلاء القوام يعتبر في حد ذاته قيمة جمالية عند السودانيين. وقد أخذوا ذلك عن (الشناقيط) في موريتانيا مثلما أخذنا منهم الثوب النسائي والجلابية والعمة وكل ثقافتنا المتعلقة بالملابس والغناء والطرب وتفاصيل الثقافة الستاتية، ومن أهمها تناول المأكولات والمشروبات الجالبة للشحم.
والكثيرون يطالبون الحكومة بأن تكون رشيقة وأن يكون وزراؤها خمسة عشر وزيراً فقط. وهؤلاء المطالبون (بالرشاقة) ينسون أن عوامل السمنة والتخمة في وظائف الدولة التنفيذية العليا أكبر من عوامل السمنة عند (البني آدم) وإذا كان الناس يسمنون لأنهم يأكلون فالوظائف التنفيذية والوزارات (تسمن) لأن الحركات المسلحة تزداد يوماً بعد يوم.. وإذا كان كل أربعة أشخاص معهم (2) كلاشنكوف وسيارة تاتشر ومدفع دوشكا يمكنهم أن يكوّنوا (عصابة أو حركة) مسلحة فهذا يعني أننا بعد عقد أي اتفاقية سلام معهم نحتاج إلى أربع وزارات لاستيعاب الأربعة المذكورين أعلاه.. ونقول للذين ينادون برشاقة الوزارات والحكومات الاتحادية والولائية أن يعملوا على رشاقة الحركات المسلحة. وعند ذلك يمكن أن نطالب برشاقة الحكومة الاتحادية أوالحكومة الولائية أو الاثنين معاً . وفيما علمنا مؤخراً أن عرمان بتاع باقان يقول إنه قد أعلن طلاقاً بائنًا بينونة كبرى للعمل المسلح وهذا يعني أن الزول “منشن” إما على وزارة اتحادية أو وظيفة نائب أو مساعد رئيس وعلى أسوأ الفروض مستشار “أبو من غير عفريب” وإذا ما صح الخبر الخاص بعودة مالك عقّار بتاع قطاع الشمال بتاع النيل الأزرق والذي تمرد عندما كان والياً فلا بد أنه عايز يكون برضو مساعد ولا وزير اتحادي ولا نائب … أها يا جماعة كيف تحدث الرشاقة إلا عبر رشاقة الحركات تاع التمرد تاع القطاع تاع الشمال …..

الصيحة

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.