الفاتح جبرا : اللهم إن بالعباد والبلاد من الشدة والضيق والضنك ما لا نشكوه إلا إليك

اللهم إن بالعباد والبلاد من الشدة والضيق والضنك ما لا نشكوه إلا إليك اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، فأرسل السماء علينا مدرارا وفرج علينا يا أرحم الراحمين.
_______
ساخر سبيل – الفاتح جبرا
خطبة الجمعة

الحمد للهِ عزَّ واقتَدَر، وعَلا وقهَر، لا محيدَ عنه ولا مفرّ، الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، وأنعم عليه بالبصر أحمده سبحانه وأشكُره وقد تأذَّن بالزيادةِ لمن شكرَ، وأتوب إليه وأستَغفره يقبَل توبة عبدِه إذا أنابَ واستغفَر، وأشهد أن لا إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له شهادةً تنجِي قائلَها يومَ العرضِ الأكبر وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:
فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله القادر على كل شيء، قال تعالى:( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون).

أيها المسلمون:
إن نعم الله كثيرة إذ يقول الله عز وجل:( وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها) ، هذه النعم يذكرنا بها سبحانه كي نشكره، ونعرف قدرها فنحمده، ونعمة البصر من أعظم هذه النعم ، امتن الله تعالى بها على الإنسان فقال عز وجل:( ألم نجعل له عينين) أي ليبصر بهما ويدرك عظيم تدبير الله تعالى في كونه ولينظر بهما للآيات الدالة على عظمتة ، وبديع خلقه، وإتقان صنعه …
إن خلق العين لهو من أعظم أسرار قدرة الخالق عز وجل، فهي برغم صغرها فإنها تتسع لرؤية كل هذا الكون الضخم بما فيه من سماوات وأراضين وبحار وجبال وأنهار وأشجار وكل المخلوقات فهي آلة التمييز، بل هي النافذة التي يطل منها الإنسان على العالم الخارجي، وبالعين يتفكر الإنسان في نعم الله عليه وفي هذا الجمال الذي أودعه الله في هذا الكون الفسيح قال تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران:191] وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ} [السجدة:27].
وبالعين يدفع الإنسان عن نفسه الكثير من الشرور وبها يتعلم الكثير من المعارف والعلوم وبها تشّيد الحضارات وتبنى الأمم وتتعارف القبائل والشعوب وبها يستدل على عظمة الله ووحدانيته سبحانه وتعالى القائل: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ . وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ . وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَت . وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} [الغاشية:17-20].

عباد الله:
إن نعمة البصر من أعظم النعم إذا استخدمها العبد في طاعة الله عز وجل، وفيما يعود عليه بالنفع في دنياه وآخرته أما إذا كانت خلاف ذلك، فإن نعمة البصر قد تكون سببًا للحسرة في الدنيا والندامة في الآخرة، فكم من ذنوب ومعاصي كان سببها النظر الحرام ولذا جاء الأمر الإلهي للمؤمنين كآفة بغض البصر وحفظه.
قال الله تعالى : ” قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ” وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ .. ” سورة النورآية (30 – 31 ) .

عباد الله :
أدام الله عليكم نعمة البصر فهي نعمة عظيمة لا يعرف قدرها إلا من إفتقدها وأستخدموها عباد الله فيما يعود عليكم قي دنياكم وآخرتكم بالنفع العظيم وتجنبوا أن تستخدموها فيما يغضب الله .
اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك وبلاغا إلى حين، اللهم اسقنا وأغثنا اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا حرب ولا بلاء ولا ضرر، اللهم أسقهم .. إلى يوم الدين، اللهم اسق عبادك وبلادك وبهائمك وانشر رحمتك ، اللهم إن بالعباد والبلاد من الشدة والضيق والضنك ما لا نشكوه إلا إليك اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، فأرسل السماء علينا مدرارا وفرج علينا يا أرحم الراحمين.
اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا، اللهم ادفع عنا الجوع والجدب والعرى، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، اللهم إن بالعباد والبلاد من اللأواء والشدة والضنك ما لا نشكوه إلا إليك، اللهم ارحم عبادك وبهائمك وانشر رحمتك يا رب العالمين.
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون؛ فاذكروا الله العظيم الذي يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم واسألوه من فضله يعطكم، واتلوا ما أوحي إليكم من كتاب ربكم، وأقيموا الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون. … أقم الصلاة .
الجريدة
_______

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.