قالت بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان ان حكومة جنوب السودان والمتمردين المسلحين ارتكبوا انتهاكات وحشية وواسعة لحقوق الإنسان منذ بدء النزاع المسلح في ديسمبر الماضي. وقالت في تقرير لها صادر من البعثة في جوبا عاصمة الجنوب ان الانتهاكات ممثلة في القتل المتعمد خارج النطاق القضائي بما في ذلك القتل علي الهوية واستهداف النساء واغتصابهن والأجبار علي النزوح والمنع من الوصول الي أماكن الإيواء وتلقي العلاج .
ويوضح التقرير الذي قدمته البعثة لمجلس الأمن الدولي بنيويورك أن قسم حقوق الإنسان بالبعثة استمع الي إفادات أكثر من خمسمائة من شهود العيان والضحايا وغيرهم في الولايات التي شهدت أكبر قدر من العنف خلال النزاع وهي الاستوائية الوسطي وجونقلي وأعالي النيل والوحدة .
ويقول الشهود طبقا للتقرير الذي اطلعت عليه ” التغيير الالكترونية ” الذين تحدثوا في سرية – ضمانا لحمايتهم – أنه تم استهداف المدنيين من جنوب السودان والأجانب علي حد سواء.
واعتبر التقرير أن أعدادا كبيرة من المدنيين قتلوا وشردوا بشكل متعمد وعلي أساس اثني. وقال احد شهود العيان أن جنديا من الجيش الشعبي قتل عددا كبيرا من إثنية النوير في اول ثلاثة أيام من الأحداث في مدينة جوبا. فيما يفيد شهود آخرون أن قوات الجيش الأبيض الموالية لرياك مشار قتلت مواطنين من إثنية الدينكا في مدينة ملكال.
وتحقق بعثة الأمم المتحدة أيضاً في جنوب السودان في وجود مقابر جماعية خلال فترة النزاع في مدن جوبا وربكونا وبانتيو. وقدمت البعثة تقريرها الداخلي الي مجلس الأمن الدولي ويعتبر التقرير وثيقة أولية لكل الانتهاكات والأعمال الوحشية التي ارتكبت في جنوب السودان منذ بدء النزاع في ديسمبر وحتي نهاية يناير الماضي.
وسيعتبر التقرير مرجعا وخارطة طريق لأي تحقيقات اضافية التي سيقوم بها مجلس الأمن الدولي مستقبلا حول الأحداث الدامية التي وقعت في جنوب السودان.
وكان نزاعا مسلحا قد نشب في جنوب السودان بعد اتهام رئيسها سلفا كير ميارديت نائبه السابق رياك مشار وقادة آخرين بالضلوع في محاولة لقلب نظام الحكم ما أدي الي مقتل الالاف وتشريد الملايين من الأشخاص.
التغيير