قوات مشار تعلن وقف إنتاج النفط بأعالي النيل

أعلنت قوات موالية لنائب رئيس دولة الجنوب رياك مشار بقيادة اللواء قارويج قاركوث عن توقف إنتاج النفط في ولاية أعالي النيل عقب سيطرتها على مناطق إنتاج رئيسة بالولاية أمس، فيما نفت حكومة الجنوب ذلك وأكدت أن مناطق الإنتاج آمنة وتحت السيطرة، فيما وجه مسؤولون محليون أمس بإجلاء عمال النفط الأجانب من حقلي نفط عدار وقمري وارجعوا ذلك إلى مخاوف أمنية، لكن حكومة الجنوب ألغت تلك الأوامر لاحقاً، وقال الوزير في مكتب رئيس جنوب السودان أوان جور لـ «رويترز» إن هذا القرار غير صائب من جانب سلطات ولاية أعالي النيل دون التشاور مع الحكومة، في الوقت الذي تواجه فيه المفاوضات بين طرفي الصراع في دولة جنوب السودان شبح المقاطعة عقب إعلان جوبا رفضها المشاركة في المفاوضات وانتظار تقرير عاجل من وسطاء «إيقاد» لتوضيح الجهة التي قامت بخرق الهدنة الموقعة بين الطرفين في يناير الماضي، وفي ذات الأثناء طرح وسطاء «إيقاد» مقترحات للطرفين لدراستها والرد عليها تمهيداً للإعلان عن بدء المفاوضات المباشرة، وقال المتحدث الرسمي باسم وفد مشار المفاوض في أديس أبابا يوهانس موسى إن وسطاء «إيقاد» قدموا للطرفين مقترحات، وأبان لـ «الإنتباهة» أن الطرفين سيقومان بالرد على المقترحات تمهيداً لبدء المفاوضات وإعلانها في مؤتمر صحفي لوسطاء «إيقاد»، وأضاف أن وفده سيقوم بالرد على المقترحات في غضون اليومين المقبلين.
وفي سياق ذلك أعلنت حكومة دولة جنوب السودان أنها تنتظر تقرير الوسطاء الذي سيحدد الطرف الذي بادر بخرق اتفاق وقف إطلاق النار. وقال المتحدث باسم حكومة جنوب السودان مايكل مكواي إن وفد الحكومة ووفد التمرد الذي يتزعمه رياك مشار النائب السابق للرئيس، لم يعقدا إلا اجتماعاً واحداً هذا الأسبوع في العاصمة الإثيوبية.
وفي سياق ذي صلة قال اللواء قاركوث لـ «الإنتباهة» عبر هاتف «ثريا» أمس إن قواته سيطرت على مناطق خور عدار وأكوكا وعدارييل، ووجهت بإيقاف إنتاج النفط في الولاية التي يبلغ إنتاجها «174» ألف برميل يومياً عقب تخفيضه من «250» ألف برميل، ولفت إلى أن قواته ستقوم بحراسة آبار النفط، ونبه إلى عدم تضرر المناطق النفطية عقب انسحاب قوات التأمين منها فور وصول قواته إليها.

–يسود الساحة الجنوبية هذه الأيام حالة تشبه الحالة الفزعية الاولى التي اعقبت بدء الصدامات بين جناحي الرئيس سلفا كير ونائبه السابق د. رياك مشار نهاية ديمسبر الماضي، ومع اندلاع تلك الحرب الهادمة تولدت المخاوف من الانتقال الى حرب اهلية شاملة، وتوقف تام بمناحي الحياة السياسية والاقتصادية، وهذا ما بدا في التشكيل الآن على خريطة الدولة باعلان الجناح المسلح المعارض ايقاف انتاج النفط بولاية اعالي النيل منذ امس بالرغم من تأكيدات جوبا أن النفط مستمر وان الانتاج مستمر وان مناطق النفط آمنة، لكن ما يدعو لعدم الاطمئنان لحديث جوبا والمسؤولين هناك بأن انتاج النفط مستمر، حديث اطلقه اللواء قارويج قاركوث امس بأن قواته وصلت بالفعل الي منطقة عدارييل وخور عدار واكوكا وسيطرت ايضا على منطقة قلكوك، منوهاً بأن قواته قامت بتوجيه المهندسين هناك بايقاف انتاج النفط.

الاعتراف الأول
أعلنت حكومة دولة جنوب السودان، توقف المفاوضات التي تجريها مع النائب السابق للرئيس رياك مشار، بسبب تجدد المعارك في «ملكال» عاصمة ولاية أعالي النيل. وقال المتحدث باسم حكومة جوبا مايكل ماكوي، إن وفد الحكومة ووفد التمرد الذي يتزعمه النائب السابق للرئيس رياك مشار، لم يعقدا إلا اجتماعاً واحداً هذا الأسبوع في العاصمة الإثيوبية «أديس أبابا»، في يوم استئناف المعارك في ملكال كبرى مدن ولاية أعالي النيل النفطية. وأضاف ماكوي أن حكومة جوبا تنتظر تقرير الوسطاء الإقليميين في أزمة جنوب السودان، الذي سيحدد الطرف الذي بادر بكسر الاتفاق الهش لوقف إطلاق النار الموقع في يناير الماضي بأديس ابابا، مما يشكل بحسب مراقبين اعترافاً صريحاً من جوبا بفقدانها السيطرة على الامور في اعالي النيل وسيطرة المعارضين على مناطق النفط.
الاعتراف الثاني
أقرت الأجهزة العسكرية في جوبا بأن القوات التي يتزعمها اللواء قراكوث قد سيطرت على ملكال وتتقدم باتجاه عدد من المناطق الاخرى بما فيها المناطق النفطية، وفي غضون ذلك وصل الرئيس موسفيني الى جوبا بصورة مفاجئة في الايام الماضية لبحث الأزمة التي وقعت في اعالي النيل وانخرط في اجتماعات مع الرئيس سلفا كير قالت مصادر إنها ناقشت مسألة تقدم قوات مشار باتجاه مناطق النفط بأعالي النيل.
الاعتراف الثالث
اصدرت قيادة الجيش الشعبي قراراً برفع مرتبات الجنود الموجودين باعالي النيل والوحدة من مليون جنيه الى مليوني جنيه، وكشف مسؤول بجوبا عن توجيه برفع مرتبات الجنود فوراً وصرف مرتب شهرين لهم، وابان ان القرار يأتي بغية احكام السيطرة على مناطق النفط ومنع المعارضين من الوصول اليها، وبالمقابل كشفت مصادر عن انسحاب قوات اللواء جيمس فول جانج من منطقة ميوم امس وتوجهت الى مناطق اخرى|.
مواجهة جديدة
وصل الى جوبا أمس العشرات من الجنود الروانديين للانضمام الى بعثة حفظ السلام. بالمقابل اتسعت المعارك في دولة جنوب السودان لتنتقل لأول مرة لولاية واراب الواقعة في منطقة بحر الغزال الكبرى مسقط رأس الرئيس سلفا كير ميارديت، وأكد وزير الإعلام المكلف في الولاية بول ضل، وقوع هجمات من قبل المعارضين المسلحين على مقاطعتين بالولاية. وقال ضل في تصريحات نشرتها صحيفة «المصير الجنوبية» إن المعارك مازالت مستمرة في مقاطعتي تونج الشمالية وتونج الشرقية. وقال إن قوات مشار التي قوامها «1500» شخص، هاجمت المقاطعتين مما أسفر عن مقتل اثنين من المدنيين وإصابة شخص، ونهب أربعة آلاف رأس من الأبقار. وأضاف قائلاً: «إن السكان المدنيين هناك تمكنوا من قتل «120» من قوات مشار المهاجمة، واستولوا على أكثر من «15» قطعة سلاح. وأكد ضل إصابة «16» مدنياً في منطقة تونج الشمالية، وهم يتلقون العلاج بالمستشفى، بينما مات سبعة آخرون. وطلب حاكم ولاية الوحدة المكلف ـ في وقت سابق ـ من كل الولايات التي تقع على الحدود مع ولايته، بأن تكون على أهبة الاستعداد لصد هجمات مرتقبة من قوات مشار.
حقائق أخرى
قال اللواء قارويج قاركوث قائد القوات التابعة لمشار باعالي النيل ان قواته سيطرت على منطقة قلكوك وعدار، منوهاً بانهم وجهوا بايقاف انتاج النفط، وذكر ان قواته تسيطر كذلك على مناطق اكوكا وخور عدار وعدارئيل، واضاف ان الانتاج النفطي توقف بالفعل منذ فجر امس، واوضح ان رئاسة الجيش الشعبي قامت بتوجيه قائد الفرقة الثالثة اللواء سانتيو وول دينق بالانتقال من ولاية الوحدة الى اعالي النيل لمواجهة قواته هناك، ونبه الى ان قوات اللواء جيمس فول جانج انسحبت امس من مقاطعة ميوم.
اتهامات متبادلة
اتهمت حكومة جنوب السودان المعارضين بقيادة مشار بخرق الهدنة الموقعة بينهما لايقاف العدائيات، بينما صوبت المجموعة المناوئة لها ذات الاتهام بخرق الاتفاق وشن هجمات على تجمعات لقواتها بمختلف الولايات الجنوبية، وفيما اعلن وزير الاعلام بجوبا ماكويل مكوي عن انتظار حكومته لرد حول خرق الهدنة في اعالي النيل، قال رئيس الوفد المفاوض في اديس ابابا تعبان دينق ان حكومة جوبا قامت بخرق الاتفاق بتوقيع هجمات ايام «12، 13، 14» على منطقة كجنك والهجوم على منطقة اللير يوم 25 يناير، واضاف ان الجيشان الشعبي واليوغندي شنا هجوماً على القاعدة العسكرية لقوات الفريق بيتر قديت بمنطقة كجنك ايام «12 و13 و14» من فبراير الجاري، بينما قالت جوبا ان المعارضين خرقوا اتفاق الهدنة وشنوا هجوماً على ملكال وعدد من المناطق في ولاية اعالي، وذكر وزير الاعلام ان المعارضين هاجموا ملكال في خرق واضح للاتفاق.
انسحاب وشيك
كشفت متابعات خاصة عن ابلاغ الرئيس موسفيني نظيره سلفا كير بحسب 50% من قواته المنتشرة في جنوب السودان خاصة في ما يسمي المناطق الساخنة، في حين يبلغ قوام القوات اليوغندية «12» الف جندي، واوضحت المتابعات ان يوغندا فقدت في الحرب الدائرة حوالى ثلاثة آلاف جندي، بيد ان مسؤولاً جنوبياً قال لـ «الإنتباهة» ان الجيش اليوغندي يقوم بعلميات تامين فقط، رافضاً في ذات الاثناء التأكيد على عددية القوات اليوغندية واردف قائلاً: «هذه معلومات عسكرية»، بينما اكد الفريق بيتر قديت لـ «الإنتباهة» ان القوات اليوغندية تشارك في القتال بصورة كبيرة، واضاف قائلاً: «حتى امس قامت بقصفنا في جونقلي».
جولة جديدة
وقال المتحدث المفاوض في اديس ابابا يوهانس موسى ان وسطاء «إيقاد» سلموا طرفي التفاوض مقترحات بشأن الجولة التفاوضية الجديدة لتحديد الاجندة، واوضح لـ «الإنتباهة» امس ان الطرفين يدرسان الآن المقترحات وسيقومان بالرد عليها وتسليم الردود للوسطاء حتى يقوموا بإعلان الجولة الجديدة للمفاوضات.

الانتباهة

Exit mobile version